أصبحت الهواتف المحمولة والأجهزة الذكية في العصر الحالي متعددة الاستخدام ومنتشرة لدى الجميع، ممّا جعل الاستغناء عنها شبه مستحيل،[١] الأمر الّذي أدى إلى ظهور اضطرابات صحية ومصطلحات جديدة متعلّقة بالتكنولوجيا الحديثة، كمصطلح الإدمان على الهاتف والنوموفوبيا (رهاب فقدان الهاتف المحمول)، وفي هذا المقال سنوضّح أهم أسباب الإدمان على الهاتف، والفئات الأكثر عرضة لذلك.[٢]


هل إدمان الهاتف حقيقة؟

في الحقيقة إنّ العديد من أطباء النفس لا يُطلقون مصطلح الإدمان عادةً إلا على المواد الّتي تدخل الجسم أو يتعاطاها الفرد، وهذا الأمر لا ينطبق على الهاتف، لذا توجد العديد من الآراء بين الأطبّاء بشأن اعتبار الاستخدام الزائد للهاتف إدمانًا أم لا.[٣]


لكن قد يعتبره بعض الأطبّاء إدمانًا بسبب وجود العديد من آثار الإدمان المعتادة في الإدمان على الهاتف أيضًا، كفقدان القدرة على التحكّم بهذا التصرّف، والعواقب السلبية الّتي يسببها على حياة الشخص، والآثار الانسحابية الّتي قد تظهر عند إيقاف استخدامه، وغير ذلك.[٤]


أسباب الإدمان على الهاتف

توجد العديد من العوامل الّتي تجعل الأفراد يتعلقون بشدة بهواتفهم، مثل:

  • المتعة والتسلية لما يوفره الهاتف من تطبيقات ممتعة كالألعاب والتطبيقات العديدة المصممة بألوان، وأصوات، واهتزازات تساهم في جذب المستخدم.[٢]
  • مواقع التواصل الاجتماعي الّتي تجذب الأشخاص لاستخدامها باستمرار، والبحث عن التطورات وآخر الأخبار بشكل مستمر.[٥]
  • متابعة المسلسلات والأفلام؛ إذ تُعرض على شكل حلقات متسلسلة فتثير الفضول لمتابعتها لاستمرار المشاهدة.[٦]
  • الفراغ وعدم إيجاد مشاغل تناسب الشخص لملء وقته.[٧]
  • سهولة استخدام الهواتف وإمكانية الحصول على المعلومات، والبحث عن الإجابات، والتواصل مع الشركات، وغير ذلك.[٨]


إدمان الهاتف وعلاقته بالدوبامين

لم يُعرف السبب الرئيس للإدمان على الهواتف أو الرغبة باستخدامها بكثرة، ولكن ربما قد يساهم استخدام الهاتف والتواصل الاجتماعي مع الآخرين، في تحفيز الجسم لإفراز هرمون الدوبامين بكمياتٍ تختلف من شخصٍ إلى آخر، حيث إنّ الدوبامين هو مادة كيميائية قد تساهم في تعزيز التصرّف الّذي سبب إفرازها (استخدام الهاتف) وتحويله إلى تصرّف أو رد فعل قهري يصعب التحكم به.[٩]


كما أنّ تطبيقات الهاتف مصممة بشكل يجذب المستخدمين للحفاظ على الاستخدام المستمر للهاتف، مما يزيد من إنتاج الدوبامين بشكلٍ أكبر أيضًا.[٩]


من هم الأشخاص الذين تزداد فرصة إدمانهم على استخدام الهاتف؟

قد تزداد فرصة الإدمان على الهاتف خلال مرحلة المراهقة، ومن ثم تبدأ بالانخفاض مع التقدم في السن، حيث تساهم بعض الصفات الشخصية في ازدياد إدمان البعض على الهاتف،[١٠] مثل حالات الأشخاص الّذين يعانون من الآتي:

  • افتقار القدرة على التحكم في الدوافع والرغبات.[١١]
  • قلة الثقة بالنفس.[١٢]
  • القلق والاكتئاب. [١٣]
  • الانفتاح الشديد نحو الآخرين.[١٤]
  • اضطرابات في العلاقات الأسرية.[١٥]
  • ضعف في مهارات التواصل والرهاب الاجتماعي.[١٥]


كيف يمكن التخلص من الإدمان على الهاتف؟

يمكن اتّباع النصائح الآتية لتخفيف إدمان الهاتف:

  • البحث عن ما إذا كان هناك مشكلة أو دوافع كامنة وراء الإدمان، ومواجهة المشكلة والتعامل معها بطريقة صحيحة عِوضًا عن تجاهلها.[٩]
  • حذف التطبيقات المستنزفة للوقت من الهاتف.[١٦]
  • تغيير إعدادات الهاتف وإيقاف وصول الإشعارات غير الضرورية.[١٧]
  • ممارسة هوايات جديدة وأعمال تطوعية لا تتطلب استخدام الهاتف.[٩]
  • إبعاد الهاتف عن مرأى النظر معظم الوقت.[١٨]
  • اتباع منهجية متدرجة والتحلي بالصبر للتخلص من الإدمان على الهاتف.[١٩]


لكن يجب التحذير إلى ضرورة زيارة الطبيب في حال كان الاستخدام كبيرًا، ويصعب على الشخص إيقافه وحده، فقد يلجأ الطبيب إلى استخدام إحدى الطرق الآتية:[٢]

  • العلاج السلوكي المعرفي.
  • العلاج النفسي.
  • العلاج بمساعدة الأدوية.
  • الحصول على الدعم عن طريق الانضمام لمجموعات معينة.
  • العلاج السلوكي في حالات المشكلات العائلية أو ما يشابه ذلك.
  • المقابلات الدافعية.


ملخص المقال

توجد العديد من العوامل الّتي قد تساهم في الإدمان على الهاتف، لكنّ أبز عامل هو إفراز الدوبامين من الدماغ عند استخدام الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الّذي يعطي الشخص شعورًا جيدًا يجعله يرغب باستخدام الهاتف للمزيد من الوقت، كما توجد بعض الفئات الّتي قد تكون معرّضة لزيادة خطر الإصابة بإدمان الهاتف، مثل الأشخاص الّذين يعانون من القلق والاكتئاب، أو الأشخاص الّذين لا يستطيعون التحكّم برغباتهم، أو غير ذلك.

المراجع

  1. Rebecca Joy Stanborough (17/10/2019), "How to Tell If You Could Be Addicted to Your Phone", healthline, Retrieved 17/2/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت addiction is the obsessive,smartphone users in the world. "Phone Addiction: Warning Signs And Treatment", addictioncenter, Retrieved 15/6/2022. Edited.
  3. "The Difficulty Of Quitting Technology And Social Media Addictions", addictioncenter, Retrieved 26/6/2022. Edited.
  4. "The Binge-Watch Generation – Understanding Netflix Addiction and YouTube Addiction", addictionhelper, Retrieved 26/6/2022. Edited.
  5. Xinwei Li, Xuechao Feng, Weilong Xiao, and others (11/6/2021), has shown that mobile,by students' level of loneliness. "Loneliness and Mobile Phone Addiction Among Chinese College Students: The Mediating Roles of Boredom Proneness and Self-Control", ncbi, Retrieved 26/6/2022. Edited.
  6. Sehar Shoukat (4/2/2019), "Cell phone addiction and psychological and physiological health in adolescents", ncbi, Retrieved 26/6/2022. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث "Smartphone Addiction in Singapore", incontact, 1/4/2021, Retrieved 15/6/2022. Edited.
  8. ^ أ ب Yehuda Wacks, Aviv M. Weinstein (28/5/2021), "Excessive Smartphone Use Is Associated With Health Problems in Adolescents and Young Adults", frontiersin, Retrieved 17/2/2022. Edited.