يعتبر الكبد والكلى من أكثر الأعضاء أهميةً في الجسم من الناحية الوظيفية، وبالرغم من امتلاكهما وظائفهما المنفردة، إلا أنهما كثيرًا ما يعملان معًا بطريقةٍ تعاونيةٍ وتعويضيةٍ في عمليات الأيض وحفظ التوازن في الجسم، إذ يعملان معًا لإتمام أيض الجلوكوز، ويشتركان في إنتاج هرمون الإريثروبويتين (Erythropoietin)، وغيرها من الوظائف الأخرى.[١]


وإن الخلل الوظيفي في أي منهما قد يُحدث خللًا في عمل الآخر، مؤدياً إلى الإصابة بالمتلازمة الكبدية الكلوية، أو ما يعرف بالفشل الكبدي الكلوي، وفي هذا المقال سنتطرق إلى الحديث عن أسباب الفشل الكبدي الكلوي:[١]

أسباب الفشل الكبدي الكلوي

يُعتبر الفشل الكبدي الكلوي حالةً مهددةً للحياة، تتمثل بخلل يؤثر على وظائف الكلى عند المصابين بأمراض الكبد المتقدمة، وبالرغم من النظريات العديدة إلا أنه لم يتم تحديد سبب مطلق للفشل الكبدي الكلوي، ولكن النظرية الأكثر شيوعًا تعزوهُ إلى تضيق في الأوعية الدموية المغذية للكلى، مما أدى إلى انخفاض الدم المتدفق وبالتالي تراجع في أداء الكلية مع مرور الوقت.[٢]


ولكن لا يزال السبب الدقيق لتضيق الأوعية الدموية المغذية للكلى مبهمًا، حيث يُعتقد أنه قد ينجم عن ارتفاع الضغط في الوريد الكبدي البابي (Hepatic portal vein)، الذي ينقل الدم من الجهاز الهضمي إلى الكبد.[٢]


ينتشر الفشل الكبدي الكلوي لدى مرضى تشمع الكبد، وهو السبب الأكثر شيوعًا لارتفاع ضغط الوريد البابي، كما قد يحدث الفشل الكبدي الكلوي لدى مرضى الاستسقاء البطني (Ascites) وهو تراكم غير طبيعي للسوائل في البطن عادةً ما يرتبط بأمراض الكبد ومشاكله.[٣]


من العوامل الأخرى المساهمة في تطور الفشل الكبدي الكلوي لدى مرضى تشمع الكبد:[٤]

  1. التهاب الكبد الكحولي الحاد.
  2. ضغط الدم غير المسيطر عليه.
  3. نزيف الجهاز الهضمي.
  4. استخدام مدرات البول بطريقة غير صحيحة.


أعراض الفشل الكبدي الكلوي

يتم التعامل مع حالات الفشل الكبدي الكلوي على أنها حالات جدية وطارئة، إذ يجب تبليغ الطبيب في حال حدوث أحد أعراضه، والتي تشمل ما يلي:[٥]

  • اليرقان (Jaundice) وهو حالة يحصل فيها اصفرار للعينين والبشرة.
  • انتفاخ البطن.
  • انخفاض كمية البول أو عدد مرات التبول.
  • اغمقاق لون البول.
  • التقيؤ والغثيان.
  • الهذيان.


علاج الفشل الكبدي الكلوي

تبقى عمليات زراعة الكبد العلاج الأمثل لدى مصابي الفشل الكبدي الكلوي، لكنها ليست ملائمة في بعض الحالات، فيتم اللجوء إلى بعض أو كل الحلول الآتية:[٦]

  • استخدام تقنيات غسيل الكلى أو الأدوية المحسنة لتدفق الدم الكلوي، كما في مرضى الفشل الكبدي الكلوي من النوع 2.
  • تجنب مدرات البول، وضبط مستويات الأيونات المهمة كالصوديوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم في الدم.
  • استخدام بروتين الألبومين لتحسين عمل الكلى.


ونادرًا قد يكون هناك حاجة إلى عملية زراعة للكلى وللكبد معًا لدى مصابي الفشل الكلوي المتقدم.[٧]


طرق الوقاية من الفشل الكبدي الكلوي

يعد تشمع الكبد من أهم أسباب الإصابة بالفشل الكبدي الكلوي، لذا ينصح مرضى تشمع الكبد بالالتزام بالنقاط التالية لتجنب إصابتهم بهذه الحالة:[٨]

  • تجنُب شرب الكحول.
  • تجنُب استخدام العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهاب (NSAIDs)، مثل الآيبوبروفين (Ibuprofen)، والنابروكسين (Naproxen)، وغيرها.
  • تجنُب التعرض لصبغات التباين المستخدمة في بعض الفحوصات الطبية؛ مثل التصوير المقطعي المحوسب (CT scan)، وفي تصوير الرنين المغناطيسي (MRI).


المراجع

  1. ^ أ ب "Physiological and Pathological Interactions Between Liver and Kidney", springer. Edited.
  2. ^ أ ب "Hepatorenal Syndrome", liverfoundation. Edited.
  3. "Hepatorenal Syndrome", liverfoundation. Edited.
  4. "Hepatorenal Syndrome", healthline. Edited.
  5. "Hepatorenal Syndrome", healthline. Edited.
  6. "Hepatorenal Syndrome", liverfoundation. Edited.
  7. "Hepatorenal Syndrome", liverfoundation. Edited.
  8. "Hepatorenal Syndrome", liverfoundation. Edited.