ما هي الكلى؟

يحتوي الجسم على زوجين من الكلى (بالإنجليزيّة: Kidneys)، وهي من أعضاء الجهاز البولي، وتُشبه في شكلها حبة الفاصولياء، وتتواجد الكلى على جانبي العمود الفقري، أسفل الأضلاع، وخلف البطن تمامًا، ويبلغ طول كل كلية على حدا ما يقارب 10 - 12 سنتيمتراً، وبحجمٍ أشبه بقبضة يدٍ كبيرة، ويكمُن دور الكلى الأساسي في الجسم في فلترة الدم، وتحقيق الاتزان المائي، والحفاظ على المستويات الطبيعية من الأملاح والمعادن في الجسم؛ بحيث يعبر الدم من خلال الكلى لغرَضِ فلترتِهِ عدّة مرات في اليوم الواحد، وبعد أن تتم فلترة الدّم بالكلى، تُجمَّع الفضلات التي لا يحتاجها الجسم، وتُضبَط مستويات الأملاح، والمعادن، والسوائل حسب حاجة الجسم؛ بحيث يُعاد امتصاص بعضها للدورة الدموية، بينما تُطرح الفضلات من خلال البول إلى المثانة لحين إخراجه من الجسم.[١]


أجزاء الكلى

للكلى ثلاثة أجزاء أساسية، وهي:[٢]

  • القشرة الكلوية: (بالإنجليزية: Renal cortex)، وهي طبقة من الأنسجة مغطاة بنسيج ضام، وكبسولة كلوية، والقشرة الكلوية عبارة عن نسيج حبيبي ناتج عن وجود النيفرون (بالإنجليزيّة: Nephron)، ويُعرَف النيفرون بأنّه الوحدة الوظيفية للكلية ويقع بعُمق داخل الكلية، وتتواجد شبكات الأوعية الدموية من شرايين وأوردة في القشرة الكلوية مما يزود النيفرون بالتروية الدموية، كما يتم إنتاج هرمون الإرثروبويتين (بالإنجليزيّة: Erythropotein) داخل القشرة الكلويّة، ويُعرف باسم الهرمون المكوّن لكُريات الدّم الحمراء داخل القشرة الكلوية.
  • النخاع الكلوي: (بالإنجليزية: Renal medulla)، وهو المنطقة الداخليّة للكلية "اللُّب"، ويتكون من الأنسجة الهرمية الكلوية (بالإنجليزيّة: Pyramidal tissues)، وهي عبارة عن هياكل نسيجية على شكل هرم تحتوي على شبكات كثيفة من النيفرونات.
  • الحوض الكلوي: (بالإنجليزية: Renal pelvis)، يحتوي على النقير الكلوي (بالإنجليزيّة: Hilum) الذي يمثل الجزء المقعر من الكلى، وهنالك حيث يكون مدخل الأعصاب وشبكات الأوعية الدموية، ومخرجها، ونقطة مخرج البول وتفريغه إلى المثانة البولية عبر الحالبين أيضًا.


ويتكون النيفرون من الجسيم الكلوي (بالإنجليزيّة: Renal corpuscle) والنبيبات الكلوية (بالإنجليزيّة: Renal tubules)،[٣] ويُمكن توضيح الأجزاء الدّقيقة فيهما كما يأتي:[٣]

  • الجسيم الكلوي: يتكون من جزئين، هما محفظة بومان (بالإنجليزيّة: Bowman’s capsule) والكبيبة (بالإنجليزيّة: Glomerulus)،[٤] أمّا المحفظة فهي غشاء يُشبه الكوب، تحيط بمجموعة من الشعيرات الدموية الدّقيقة التي تشكل الكبيبة، وتعمل على ترشيح الفضلات من الدّم.[٥]
  • النُّبيبات الكُلويّة: هي أنابيب صغيرة تحتوي على خلايا مسؤولة عن ترشيح الدّم وتصفيته من الفضلات، والسّوائل الزّائدة، والموادّ الأُخرى، ويوجد حوالي مليون أنبوب كلوي في كل كلية،[٦] وتتضمّن النّبيبات الكُلويّة كُل من:[٧]
  • النبيبات الملتوية القريبة (بالإنجليزيّة:Proximal convoluted tubule) وتوجد في القشرة الكلوية.
  • التواء هنلي (بالإنجليزيّة: Loop of Henle) ويتواجد مُعظم التواء هنلي في نُخاع الكلية.
  • النبيبات الملتوية البعيدة (بالإنجليزيّة: Distal convoluted tubule) وتوجد في القشرة الكلوية.
  • الأُنبوب الجامع (بالإنجليزيّة: Collecting tubule) ويتواجد في نُخاع الكلية.
  • القناة الجامعة (بالإنجليزيّة: Collecting duct) وتتواجد في نُخاع الكلية.


طبقات محيطة بالكلية

تُغطى الكلى بطبقات عديدة، وفيما يلي ذكر لهذه الطبقات من الأعمق إلى الأكثر سطحية:[٨]

  • كبسولة الكلى: (بالإنجليزية: Renal capsule)، وهي كبسولة ليفية صلبة تُحيط بالكلى.
  • طبقة الدهون المحيطة بالكلى: (بالإنجليزية: Perirenal fat)، وهي تجمع للدهون خارج الغشاء البطني "خارج غشاء الصفاق" (بالإنجليزيّة: Extraperitoneal).
  • اللفافة الكلوية أو لُفافة جيروتا: (بالإنجليزية: Renal fascia)؛ وهي اللفافة التي تحيط بالكلية والغدة الكظرية الواقعة فوقها.
  • الدهون المجاورة للكلية: (بالإنجليزية:Pararenal fat)؛ والتي توجد بشكل رئيسي على الجانب الخلفي للكلية.


وظائف الكلى

تكمُن وظيفة الكلى السّليمة بتصفية حوالي نصف كوب من الدم كل دقيقة، كما أنّها تزيل الفضلات، والماء الزائد، وتُكوّن البول، ثمّ يتدفق البول من كُل كلية إلى المثانة عبر زوج من الأنابيب الرفيعة التي تُسمى بالحوالب، وبعدها سيتخزّن البول بالمثانة،[٩] وفيما يأتي توضيح تفصيلي لأبرز وظائف الكلى:

  • تُخلّص الكلى الجسم من الفضلات الناتجة عن عمليات الأيض في مختلف خلايا الجسم.[١٠]
  • تُخلّص الكلى الجسم من بقايا الأدوية.[١٠]
  • تُلعب الكلى دورًا في تنظيم ضغط الدّم، وذلك من خلال تحقيق التوازن بين سوائل الجسم، وتنظيم الأوسمولالية (بالإنجليزية: Osmolality) في الجسم؛[١١][١٢] إذ في حال تضرُّر الأوعية الدموية في الكلى، فقد لا تعمل الكلى بكفاءة، وبالتّالي لن تستطيع الكلى التّخلّص من جميع فضلات وسوائل الجسم الزّائدة، وهذا بدوره يُمكن أن يُؤدّي إلى ارتفاع ضغط الدم بشكلٍ كبير، مما يزيد من خطر الإصابة بالفشل الكُلوي.[٩]
  • تُنتِج الكلى الشكل النشط من فيتامين د، الذي يعزز بناء عظام قوية وصحية.[١٠]
  • تتحكّم الكلى بإنتاج خلايا الدم الحمراء،[١٠] إذ كما أُسلف الذّكر، تُفرز الكلى الهُرمون الذي يُعرف باسم الإرثروبويتين، وهو الهُرمون المسؤول عن تحفيز إنتاج خلايا الدم الحمراء والحفاظ عليها، وتكمُن وظيفة هذا الهُرمون الكُلوي بتحفيز خلايا نخاع العظام لإنتاج خلايا الدم الحمراء، ثم حماية الخلايا من الضّرر بمجرد دخولها الجسم.[١٣]
  • تعمل الكلى على إعادة امتصاص العناصر الغذائية والمعادن التي يحتاجها الجسم إلى الدورة الدموية، مثل؛ الجلوكوز، والأحماض الأمينية، والصودويم، والفوسفات، والبوتاسيوم وغيرهم.[١٤]
  • تُساهم الكلى في الحفاظ على الرّقم الهيدروجيني pH في الجسم ضمن المستويات الطبيعية، والتي تعادل ما بين 7.38 - 7.42.[١٥]


مشاكل صحيّة تُؤثّر في صحّة الكلى

في بعض الأحيان، قد لا تعمل الكليتين بالصورة الصيحية، وهذا بدوره قد يُعزى لعدّة مشاكل صحيّة قد تتعرّض لها الكلى، وفيما يأتي توضيح لأبرزها:[١٦]

  • عدم تدفق الدم إلى الكلى كما ينبغي.
  • انسداد مخرج البول من الكلى مما يسبب تضرُّر الكليتين.
  • أمراض ضغط الدم وداء السكري عند كبار السن.


أبرز أمراض الكلى

فيما يأتي توضيح لأبرز أمراض ومشاكل الكلى:

  • التهاب كُبيبات الكلى: (بالإنجليزية: Glomerulonephritis)،[١٦] وهو الالتهاب الذي يُصيب المرشحات الصغيرة في الكلى والتي تُسمّى بالكبيبات، ويمكن أن يحدث التهاب كبيبات الكلى بشكل حاد ومفاجئ، أو بشكلٍ تدريجيّ، كما قد يحدث عند بعض الأشخاص المصابين بأمراض أخرى مزمنة، مثل مرض الذئبة (بالإنجليزيّة: Lupus) أو مرض السكري.[١٧]
  • المتلازمة الكلوية: (بالإنجليزية: Nephrotic syndrome)،[١١] وتُعرَف بأنّها اضطراب في الكلى يتسبب في إفراز الكثير من البروتين في البول، وتحدث عادةً بسبب تضرُّر مجموعات الأوعية الدموية الصغيرة في الكلى، وهي الأوعية الدّموية التي ترشح الفضلات والماء الزائد من الدم.[١٨]
  • التهاب الكلية الخلالي: (بالإنجليزية: Interstitial nephritis)، وهو حدوث التهاب في أحد أجزاء الكلى ناتج عن الإصابة بعدوى بكتيرية أو نتيجة التّضرُّر من دواء ما.[١١]
  • ازدواج الحالب: (بالإنجليزية: Duplicated ureter)، وهي الحالة التي يتواجد بها حالبان بين الكلى والمثانة عوضًا عن وجود حالب واحد.[١١]
  • استسقاء الكلية: (بالإنجليزية: Kidney hydronephrosis)، أي تجمع السّوائل في الكلى، وذلك بسبب حدوث انسداد يمنع خروج البول من الكلى.[١١]
  • الفشل الكلوي: (بالإنجليزيّة: Kidney failure)، ويعني توقف عمل الكلى تمامًا، ويمكن للشخص المصاب بالفشل الكلوي أن يصاب بعدد من المشاكل الصحية الأُخرى، لأنّ جسمه لا يستطيع التخلص من الماء الزائد والفضلات.[١٦]
  • حصى الكلى: (بالإنجليزية: Kidney stones)، وتنتُج عن تراكم بعض الأملاح في الكلى.[١١]
  • الاعتلال الكلوي السكري: (بالإنجليزية: Diabetic nephropathy)، وهو تضرُّر الشعيرات الدموية في الكلى كإحدى مضاعفات الإصابة بداء السكري على المدى الطويل.[١١]


العلامات والمؤشرات التحذيرية الدالة على الإصابة بأمراض الكلى

قد تأتي بعض أمراض الكلى دون إحداث أيّة أعراض أو علامات تدل على وجودها، وذلك حتى مراحل متقدمة من المرض؛ وبعضها الآخر قد يصاحبه بعض الأعراض والمؤشرات التي قد تتضمن التالي:[١٠]

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • وجود دم و/ أو بروتين في البول.
  • خلل في مستويات الكرياتينين، ونيتروجين اليوريا في الدم (بالإنجليزية: BUN - Blood Urea Nitrogen).
  • انخفاض معدل الترشيح الكُبيبي (بالإنجليزية: GFR - Glomeular filtration rate) عن 60، إذ يُعدّ مُعدّل التّرشيح الكُبيبي مقياسًا لوظائف الكلى.
  • كثرة التبول خاصة في ساعات المساء، أو صعوبة التبول، والإحساس بالألم أثناء التبول.
  • الانتفاخ النّاتج عن تجمّع السوائل في مختلف مناطق الجسم كاليدين، والقدمين، وحول العينين.


نصائح للحفاظ على صحة الكلى

من الضروري الحفاظ على كفاءة عمل الكلى من خلال الالتزام ببعض التعليمات الروتينية اليومية التي من شأنها حماية بُنية الكلى ووظائفها، ومنها:[١٩]

  • الحرص على شرب كميات كافية من الماء.
  • تناول طعام صحي ضمن نظام غذائي متوازن؛ للحفاظ على الوزن الصحي والتحكم بمستويات ضغط الدم ضمن الحدود الطبيعية.
  • الانتظام بأداء التمارين الرياضية بشكل دوري، وذلك من شأنه الحفاظ على الوزن الصحي وحماية عضلة القلب من خطر الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية.
  • استشارة الطبيب قبل تناول أي مكملات غذائية أو وصفات عشبية تقليدية، وعدم الاستهانة بذلك.
  • التوقف عن التدخين تمامًا بكافّة أشكاله، إذ إنّ كافّة وسائل التّدخين قد تدمر الأوعية الدموية وهذا بدوره سيقلل تدفق الدم إلى الكلى.
  • عدم الإفراط في استخدام الأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبيّة، كالمسكنات ومضادات الالتهاب.




يجب على مرضى السُّكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو حتى أمراض القلب، مُراقبة وظائف الكلى باستمرار من خلال الخُضوع للفُحوصات المخبريّة.



المراجع

  1. Matthew Hoffman, MD (7/8/2019), kidneys are a pair,is to filter your blood. "Picture of the Kidneys", webmd, Retrieved 20/4/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "nephron", histology.leeds, Retrieved 25/4/2021. Edited.
  3. "urinary_system", medcell, Retrieved 25/4/2021. Edited.
  4. "Bowman's capsule", britannica, Retrieved 25/4/2021. Edited.
  5. "renal tubule", cancer, Retrieved 25/4/2021. Edited.
  6. "Urinary: Tubules of the Nephron, and collecting tubules/ducts.", histology.leeds, Retrieved 25/4/2021. Edited.
  7. "The Kidneys", teachmeanatomy, Retrieved 20/4/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "High Blood Pressure & Kidney Disease", niddk.nih, Retrieved 23/4/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث ج "How Your Kidneys Work", kidney, Retrieved 20/4/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث ج ح خ Tim Newman (1/2/2019), "What do the kidneys do?", medicalnewstoday, Retrieved 20/4/2021. Edited.
  11. "Kidneys", yourhormones, Retrieved 23/4/2021. Edited.
  12. "What is Erythropoietin?", hormone, Retrieved 23/4/2021. Edited.
  13. ^ أ ب ت Melanie L. Pitone, MD (31/12/2018), "Kidney Disease", kidshealth, Retrieved 20/4/2021. Edited.
  14. "Glomerulonephritis", mayoclinic, Retrieved 23/4/2021. Edited.
  15. "Nephrotic syndrome", mayoclinic, Retrieved 23/4/2021. Edited.
  16. most important thing you can do to,new and definitely not specific to kidney health. "7 Secrets to Keeping Your Kidneys Healthy", clevelandclinic, 16/8/2019, Retrieved 20/4/2021. Edited.