أكثر الأمراض المتعلقة بالنسيج الدهني انتشارًا

تتكون أنسجة الجسم المختلفة من وحدات خلوية تتوزع بين مادة غير خلوية يطلق عليها اسم المصفوفة (Matrix) تملأ الفرغات بينها، وتتمثل وظيفة هذه الخلايا ذات البناء المتشابه بوظيفة معينة وفريدة خاصة بالنسيج التي تتبع له، فهناك أنسجة عضلية وأنسجة عصبية وأنسجة ظهارية (Epithelial tissues) وأنسجة ضامة تمتلك شكلًا معينًا وطبيعة خاصة مميزة للمصفوفة التي تملأ الفرغات بين خلاياها، لتعطي بذلك مواصفات نسيجها الخاص.^[١]

يشكل النسيج الضام أحد أنواع الأنسجة الأربعة الرئيسية في الجسم، وهو نسيج داعم يتميز بوفرة المصفوفة بين خلاياه المتوزعة في أنحاء الجسم المختلفة، ويضم كلًّا من أنسجة الدم والعظام والغضاريف والدهون،^[٢] ويعد النسيج الدهني من أهم أنواع الأنسجة الضامة، إذ تشكل الخلايا الدهنية المكونة للنسيج الدهني المصدر الرئيس لتخزين الدهون في الجسم،^[٣] وفي هذا المقال سنتحدث عن أكثر الأمراض المتعلقة بالنسيج الدهني انتشارًا:

أكثر الأمراض المتعلقة بالنسيج الدهني انتشارًا

تشكل الأنسجة الدهنية ما يبلغ 20 - 25% من كتلة الجسم في المتوسط لدى الفرد السليم، ومن الممكن أن تتراوح بين 10-40% لدى البعض بالاعتماد على العديد من العوامل المختلفة، لكن قد تزداد نسبة هذه الدهون في الجسم بصورة كبيرة لتتجاوز الحد الطبيعي لها مسببةً بذلك العديد من الأمراض المختلفة،^[٣] بما يشمل ذلك السمنة، وداء السكري، وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب التاجية، والسكتة الدماغية، والخرف وغيرها.^[٤]

إليك المزيد حول هذه الأمراض فيما يأتي:

1. السمنة

تشكل السمنة مشكلة تجميلية وطبية مؤثرة على مظهر وصحة الفرد معًا في آن واحد، وعلى الرغم من حدوثها نتيجة تأثيرات شخصية ووراثية واستقلابية وهرمونية في أيض المواد الغذائية، إلا أنه يمكن عزو السمنة ببساطة إلى تناول الفرد سعرات حرارية تفوق قدرة الجسم على حرقها واستقلابها؛ مما يؤدي إلى تراكمها على شكل دهون مخزنة في الأنسجة الدهنية داخل الجسم، مما قد يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض أخرى كأمراض القلب وانقطاع النفس أثناء النوم وبعض أنواع السرطان.^[٥]

2. السكري

يتمثل هذا النوع من السكري بزيادة مستويات سكر الجلوكوز في مجرى الدم لدى الشخص المصاب، وهو مرض شائع ومرتبط بالسمنة والأنسجة الدهنية، فقد ينتج عندما تصبح الخلايا الدهنية والعضلية وخلايا الكبد مقاومة للأنسولين الذي تتمثل وظيفته بتنظيم مستويات السكر في الدم عن طريق تحفيز التقاط الجلوكوز عند ارتفاع نسبته في الدم ليتم تخزينه داخل هذه الخلايا.^[٦]

3. ارتفاع ضغط الدم

توفر الأنسجة الدهنية الحماية والدعامة للأوعية الدموية وتلعب دورًا مهمًا في تنظيم ضغط الدم فيها، لكن قد يؤدي التخزين المفرط للدهون في الأنسجة الدهنية المحيطة إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم المرتبط بالسمنة، إذ تشير مجموعة متزايدة من الأبحاث والدراسات إلى أن اختلالات الأنسجة الدهنية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بارتفاع ضغط الدم المرتبط بالسمنة.^[٧]

4. الورم الدهني

وهي كتلة غير سرطانية تتكون من تجمع دهني يظهر غالبًا تحت الجلد مباشرة، ويعد ورمًا شائعًا غير مقلق وغير ضار في العادة، ويتميز بالقدرة على تحريكه بسهولة لدى لمسه أو الضغط عليه.^[٨]

كيف أحمي نفسي من الأمراض المرتبطة بالنسيج الدهني؟

تزيد السمنة بشكل كبير من خطر الإصابة بداء السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض الكبد الدهنية، وأمراض القلب التاجية، والسكتة الدماغية، وانقطاع النفس أثناء النوم، والخرف، وأنواعا عديدة من السرطان، لذلك يمكن حماية الجسم من هذه الأمراض جميعها عن طريق تجنب السمنة ووقاية الجسم منها، وتشمل الطرق المتبعة لتحقيق ذلك كلًّا من:^[٩]

• التعديل على النظام الغذائي بحيث يكون نظام غذائي صحّي وغني بالخضار، والفاكهة، والحبوب الكاملة، واللحوم قليلة الدسم، بالإضافة إلى احتوائه على كميات معقولة من الدهون الصحّية.
• ممارسة الرياضة والأنشطة المختلفة لحث الجسم على خسارة الدهون الزائدة.
• مراجعة الطبيب في حال مُلاحظة عدم استجابة الجسم لمُحاولات تخفيف الوزن، أو مُلاحظة ظهور أعراض أخرى إلى جانب زيادة الوزن، مثل:
• الخمول والرغبة في النوم.
• عدم تحمُّل البرودة.
• تغيُّر لون طيّات الجلد للون غامق.