أمراض القلب الوراثية
إن أمراض القلب الوراثية من الأمراض النادرة التي تظهر نتيجة لوجود طفرات جينية تنتقل من الأهل إلى الأبناء في حال كان أحد الأبوين مصابا بأحد أمراض القلب الوراثية، ومن الجدير ذكره أن انتقال جينا واحدا إلى الأبناء قد لا يسبب ظهور أي أعراض، بينما قد يؤثر انتقال طفرات جينية أخرى في مختلف أجزاء ووظائف القلب، ويؤدي لظهور أعراض عديدة، والتي قد تسبب مضاعفات خطيرة على صحة الإنسان في حال لم يتم علاجها، مثل موت القلب الفجائي، ومن الأعراض التي قد تظهر عند المصابين بأمراض القلب الوراثية، ما يلي:[١][٢]
- تسارع أو عدم انتظام نبضات القلب.
- ضيق النفس.
- تعب عام.
- الدوار أو الإغماء.
بالإضافة للمورثات الجينية فإن إصابة أحد الأبوين بالسكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم قد تزيد من احتمالية إصابة أفراد العائلة بهذه الأمراض كذلك، وبالتالي زيادة خطورة الإصابة بأمراض القلب لاحقا.
اعتلال عضلة القلب
يؤدي اعتلال عضلة القلب إلى تضخم أو ازدياد في سماكة عضلة القلب، وهنالك أنواع وراثية من أمراض اعتلال عضلة القلب، في ما يلي بيان لبعض منها:[٣][٤]
- اعتلال عضلة القلب التوسعي: (Dilated Cardiomyopathy) الذي يؤدي إلى توسع في البطين الأيسر المسؤول عن ضخ الدم من القلب، وينتج عن ذلك ترقق في جدرانه وضعف في قدرته على ضخ الدم، وتجدر الإشارة إلى أنّه قد ينتج عن الإصابة به بعض الأعراض والعلامات، مثل الألم في الصدر، وضيق التنفس، وتورم القدمين، إلّا أن بعض الأشخاص قد لا تظهر عليهم أي أعراض.[٥]
- اعتلال عضلة القلب التضخمي: (Hypertrophic Cardiomyopathy) الذي يؤدي إلى زيادة سماكة جدران عضلة القلب عن الحد الطبيعي، مما يُسبب خللاً في عمل القلب وقدرته على ضخ الدم واستقباله من باقي أجزاء الجسم، وعادة ما تظهر أعراض وعلامات الإصابة باعتلال القلب التضخمي مع مرور الوقت وتقدم المرض.[٦]
- خلل تنسج البطين الأيمن المحدث لاضطراب النظم: (Arrhythmogenic Right Ventricular Cardiomyopathy) الذي يؤدي إلى نمو ألياف دهنية بدلاً من النسيج العضلي في القلب بدءاً من البطين الأيمن، ممّا قد يؤدي إلى اضطراب في انتقال الإشارات الكهربائية في القلب وبالتالي اضطرابات حادة في نبض القلب.[٧]
- اعتلال عضلة القلب الحاصر: (Restrictive Cardiomyopathy) الذي يؤدي إلى خلل في طبيعة نسيج القلب وتكوّن التندبات في البطين القلبي، ممّا يؤدي إلى زيادة صلابة عضلة القلب وفقدانها القدرة على استقبال الدم من مختلف أجزاء الجسم وضعف تدفق الدم إلى القلب بشكل طبيعي.[٨]
اضطرابات نبض القلب
فيما يلي بيان لأهم أمراض القلب الوراثية التي تؤدي إلى اضطرابات في نبض القلب:[٩]
- استطالة فترة كيو-تي: (Long QT Syndrome) التي تؤدي لاضطراب في نبض القلب نتيجة لعدم قدرة القلب على التعامل مع الشحنات الكهربائية، مما يؤدي لرجفة في القلب، أو الإغماء أو توقف القلب المفاجئ، ويمكن الكشف عن ذلك من خلال إجراء تخطيط كهربائية القلب (ECG)؛ حيثُ يظهر زيادة طول في فترة QT عند قراءة نتيجة التخطيط.[١٠]
- تسرع القلب البطيني الكاتيكولاميني متعدد الأشكال: (Catecholaminergic Polymorphic Ventricular Tachycardia) الذي يؤدي إلى ضعف في قدرة البطين على ضخ الدم إلى باقي أجزاء الجسم، وبالتالي تسارع حاد في نبض القلب.[١١]
- متلازمة بروغادا: (Brugada Syndrome) وهي حالة من اضطراب في حركة الإشارات الكهربائية في القلب، ممّا قد يؤدي إلى تسارع حاد وخطير في ضربات القلب يهدد حياة المريض في بعض الحالات.[١٢]
متلازمة مارفان
تؤدي متلازمة مارفان (Marfan Syndrome) إلى اضطراب في النسيج الضام الذي يعمل على تثبيت ودعم مختلف عناصر الجسم، ويؤدي ذلك إلى الإخلال بأجهزة وأعضاء الجسم المختلفة: كالعظام، والعيون، والجلد، والجهاز العصبي، والرئتين، بالإضافة لما له من تأثير على القلب وصماماته، حيث يعاني المصابون بالمتلازمة عادة من ضعف في الصمامات وضخ الدم، بالإضافة لزيادة احتمال الإصابة تمزق الشريان الأبهر نتيجة لضعف أنسجة الأوعية الدموية.[١٣][١٤]
الوقاية من أمراض القلب الوراثية وعلاجها
يجب على جميع الأشخاص ممن لديهم أقارب من الدرجة الأولى ممن ثبتت إصابتهم بأحد أمراض القلب الوراثية الخضوع للتقييم والفحوصات اللازمة للتشخيص المبكر للمرض والمباشرة بالعلاج،[١٥] وعادة ما يعتمد علاج أمراض القلب الوراثية على طبيعة المرض وحالة المريض، وهنالك العديد من خيارات العلاج المتوفرة مثل الأدوية التي تساعد على ضبط معدل نبضات القلب وضغط الدم، أو الأدوية التي تمنع تخثر الدم، كما يمكن أن يخضع المريض للعلاجات الجراحية أو زراعة الأجهزة الطبية، مثل جهاز تنظيم ضربات القلب، ويُنصح المرضى باتباع بعض التدابير الحياتية التي قد تساعد على السيطرة على المرض أو حتى تجنب ظهور أعراضه وعلاماته في بعض الأحيان، ومنها:[٣][١٦]
- تجنب التدخين.
- تجنب العوامل التي قد تؤدي إلى زيادة التوتر النفسي.
- الحفاظ على وزن طبيعي ومحاولة إنقاص الوزن في حال كان أكثر من الطبيعي.
- ممارسة التمارين الرياضية.
- تجنب الأطعمة المحتوية على نسب عالية من الدهون.
- تناول الأطعمة التي تُساهم في تحسين صحة القلب: كالحبوب الكاملة، والخضروات والفواكه، والدهون الصحية كالزيتون، وزيت الزيتون، والمكسرات، والسمك والذرة.[١٧]
قد لا يدرك العديد من الأشخاص إصابتهم بأمراض القلب الوراثية أو إصابة أحد أفراد العائلة بها، إلّا في حال تسببت بظهور مضاعفات شديدة أو تسببت بالموت المُفاجئ لأحد الأقارب، وتبين لاحقا أنّ السبب كان أحد اضطرابات القلب، لذا ينصح بإجراء الفحوصات اللازمة بمجرد تثبيت تشخيص أحد الأقارب.
المراجع
- ↑ "inherited-heart-conditions", bhf, Retrieved 3/2/2022. Edited.
- ↑ "Family matters: Understanding genetic risk for heart disease", UChicago Medicine, 29/1/2022, Retrieved 29/1/2022. Edited.
- ^ أ ب "Inherited heart disease", Aurora Health Care, 29/1/2022, Retrieved 29/1/2022. Edited.
- ↑ Cardiomyopathy (HCM),restrictive cardiomyopathy "Inherited Heart Conditions", NHS Inform, 29/1/2022, Retrieved 29/1/2022. Edited.
- ↑ "Dilated Cardiomyopathy", Mayo Clinic, 29/1/2022, Retrieved 29/1/2022. Edited.
- ↑ "Hypertrophic Cardiomyopathy (HCM)", American Heart Association, 29/1/2022, Retrieved 29/1/2022. Edited.
- ↑ "Arrhythmogenic Right Ventricular Cardiomyopathy", Cedars Sinai, 29/1/2022, Retrieved 29/1/2022. Edited.
- ↑ "American Heart Association", Restrictive Cardiomyopathy, 29/1/2022, Retrieved 29/1/2022. Edited.
- ↑ "Inherited Heart Conditions", British Heart Foundation, 29/1/2022, Retrieved 29/1/2022. Edited.
- ↑ "Long QT Syndrome (LQTS)", John Hopkin's Medicine, 29/1/2022, Retrieved 29/1/2022. Edited.
- ↑ "Ventricular Tachycardia", John Hopkin's Medicine, 29/1/2022, Retrieved 29/1/2022. Edited.
- ↑ "Brugada Syndrome", NHS, 29/1/2022, Retrieved 29/1/2022. Edited.
- ↑ "Marfan Syndrome", Cleveland Clinic, 30/1/2022, Retrieved 30/1/2022. Edited.
- ↑ "marfan-syndrome", mayoclinic, Retrieved 3/2/2022. Edited.
- ↑ "Inherited Cardiac Conditions", Liverpool Heart and Chest Hospital, 30/1/2022, Retrieved 30/1/2022. Edited.
- ↑ "Inherited Cardiovascular Disease", RWJ Barnabas Health, 30/1/2022, Retrieved 30/1/2022. Edited.
- ↑ "Heart Disease and Nutrition", RWJ Barnabas Health, 30/1/2022, Retrieved 30/1/2022. Edited.