التسمم بالرصاص: التشخيص والعلاج

الرصاص (Lead) من المعادن المنتشرة في قشرة الأرض بشكلٍ واسع وهو من المعادن السامّة للإنسان، وقد توسّعت الصناعات المعتمدة على الرصاص في الآونة الأخيرة ممّا أدّى إلى زيادة في حالات الإصابة بتسمّم الرصاص خصوصًا لدى الأطفال؛ فالأطفال أكثر عرضة للإصابة بالتسمّم، كما أنّه قد يؤدي إلى مضاعفات صحيّة خطيرة لديهم، وقد يؤدي إلى مضاعفات طويلة الأمد لدى البالغين في بعض الحالات.^[١]

تشخيص التسمّم بالرصاص

يتمّ تشخيص التسمّم بالرصاص بشكلٍ أساسيّ من خلال تحليل نسبة الرصاص في الدم، وعلى الرغم من عدم وجود نسبة محدّدة آمنة للرصاص، إلّا أنّ المعدّل الذي يزيد عن 5 ميكروغرام لكل ديسيلتر قد يكون مصحوبًا بالتأثيرات السلبيّة على الصحّة، وفي بعض الحالات قد تُطلب مجموعة من الاختبارات التشخيصيّة الأخرى لتقييم الحالة الصحيّة للشخص المصاب بالتسمّم، ومنها الآتي:^[٢]

• تحليل نسبة الحديد في خلايا الدم.
• التصوير بالأشعّة السينيّة (X-rays).
• خزعة نقيّ العظام.

علاج التسمّم بالرصاص

يعتمد علاج التسمّم بالرصاص على شدّة الحالة ومقدار التعرّض للرصاص، ومن طرق العلاج المتّبعة ما يأتي:

تجنّب مصدر التسمّم

تتمثل الخطوة الأولى والأهم في علاج تسمّم الرصاص بتجنّب مصدر التسمّم، ويمكن في بعض الحالات البسيطة من التسمّم الاكتفاء بهذه الخطوة للعلاج،^[٣] ويُنصح باتّباع النصائح الآتية لتحديد مصدر التسمّم والتخلّص منه:^[٤]

• تجنّب استخدام الدهان المحتوي على الرصاص، أو تجنّب وضع أيّ من المأكولات على أحد الأسطح المطليّة بالدهان المحتوي عليه.
• الخروج من المنزل القديم الذي تمّ استخدام دهان الرصاص فيه عند الرغبة بتجديد الطلاء.
• التنظيف الدوريّ لأسطح المنزل، خصوصًا المعرّضة للغبار الخارجيّ.
• الحدّ من لعب الأطفال بالأتربة.
• الحدّ من التعرّض لمصادر الرصاص مثل بعض الأواني المصنّعة بالرصاص.

التغييرات على النظام الغذائيّ

عند التعرّض للتسمّم بالرصاص فإنّه يتمّ امتصاصه وتخزينه في العظام ممّا يؤدي إلى صعوبة التخلّص منه، وتوجد بعض العناصر الغذائيّة التي تساعد على الحدّ من امتصاص الرصاص وطرده من الجسم خصوصًا عنصري الحديد والكالسيوم، وعليه فإنّ اتّباع نظام غذائيّ صحيّ غنيّ بهذه العناصر يُساهم أيضًا في الوقاية من التعرّض لتسمّم الرصاص.^[٤]

العلاج بالاستخلاب

في الحالات الشديدة من تسمّم الرصاص قد يلجأ الطبيب إلى العلاج بالاستخلاب (Chelation therapy)، وفيه يتمّ إعطاء بعض حبوب فمويّة أو حُقن تحتوي على أدوية ترتبط بالرصاص وتساعد على طرده من الجسم، ويتمّ اتّباع هذه الطريقة في العلاج في الحالات التي يزيد فيها معدّل الرصاص في الجسم عن 45 ميكروغرام/ ديسيلتر، أو في الحالات التي تظهر فيها علامات التسمّم على الشخص المصاب.^[٣]

ملخص المقال

يُعدّ الرصاص من المعادن السامّة التي يؤدي التعرّض لها بنسب تفوق الطبيعيّة إلى بعض المضاعفات الصحيّة، ويتمّ تشخيص الإصابة عادةً من خلال تحليل نسبة الرصاص في الدم، مع إمكانيّة إجراء بعض الاختبارات الأخرى لتقييم معدّل الضرر الحاصل نتيجة التسمّم، والحالات البسيطة من التسمّم لا تحتاج للعلاج ويمكن الاكتفاء باتّباع نظام غذائيّ صحيّ وتجنّب مصدر التسمّم، ويتمّ علاج الحالات الشديدة بالاستخلاب.