يوجد تداخل كبير بين الصحة العقلية والصحة الجسدية، ويُعد كل من السمنة والاكتئاب من الأمراض الهامة، والذي قد يؤدي أي منهما للآخر، فهما متداخلان بشكل كبير؛ حيث يساهم الاكتئاب بزيادة فرصة الإصابة بالسمنة بنسبة 37%، بينما تُساهم السمنة بزيادة فرصة الإصابة الاكتئاب بنسبة 18%، وتشير الإحصائيات إلى أنّ 23% من مصابي السمنة يعانون من الاكتئاب،[١]فما العلاقة بينهما؟


أيهما سبب في حدوث الآخر؟ السمنة أم الاكتئاب؟

يُعتقد بأن الاكتئاب يظهر عند الأشخاص الذين يعانون من السمنة، وهو أمر منطقي لأنّ المصابين بالسمنة يعانون من مشاكل صحية أخرى؛ مما يزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب، ومؤخرًا أصبح العلماء يميلون إلى آراء جديدة وهي كالآتي:[٢]

  • الاكتئاب كذلك يزيد من خطر الإصابة بالسمنة.
  • الاكتئاب والسمنة يفاقم كل منهما الآخر؛ فعندما تحدث السمنة تبدأ أعراض الاكتئاب، وعندما تشتد أعراض الاكتئاب تزيد شدة السمنة مع قلة ممارسة النشاط الرياضي.


السمنة سبب في حدوث الاكتئاب

كما ورد سابقًا، يعاني المصابين بالسمنة لزيادة خطر الإصابة باضطرابات المزاج ومنها الاكتئاب أكثر من غيرهم،[٣]ويرجع ذلك للأسباب الآتية:[٤]

  • تكوين صورة سيئة عن الذات.
  • تدني احترام الذات.
  • العزلة الاجتماعية.
  • تفاقم مشاكل صحية عن السمنة تُسبب الشعور بالاكتئاب، مثل:
  • السكري.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ألم المفاصل.


الاكتئاب سبب في حدوث السمنة

الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب يكونون أكثر ميولًا لزيادة تناول الطعام، وممارسة العادات الغذائية السيئة، والجلوس وعدم ممارسة أي نشاط رياضي وهي عوامل تزيد من خطر الإصابة بالسمنة وزيادة الوزن.[٤]


هل من عوامل خطورة مشتركة بين كل من السمنة والاكتئاب؟

نعم، توجد مجموعة من عوامل الخطر المشتركة بين كل من السمنة والاكتئاب، ومن هذه العوامل ما يأتي:[٤]

  • التوتر المزمن.
  • القلق.


هل من نصائح لتقليل فرصة الإصابة بالحالتين؟

نعم، توجد مجموعة من النصائح لتقليل فرصة الإصابة بإحدى الحالتين ومنها ما يأتي:[٤]

  • مارس التمارين الرياضية بشكل مستمر.
  • الالتزام بكافة النصائح والإرشادات التي حددها الطبيب لكلتا الحالتين.
  • التزم بكافة الخطة العلاجية التي حددها الطبيب.


العلاج المشترك للسمنة والاكتئاب

يجب أن تُعالج كل من السمنة والاكتئاب بالشكل الصحيح من خلال فريق متكامل من الخبراء المؤهلين، ويجب أن يتضمن هذا الفريق طبيبًا مختصًا وطبيبًا نفسيًا، وقد أثبت هذا النظام فاعليته في تخفيف أعراض الاكتئاب وتخفيف الوزن في ذات الوقت، أمّا علاج كل منهما على حدة فلا يعدّ فعالًا للأسباب الآتية:[٥]

  • على المريض أن يقوم بزيارة عدة أطباء اختصاصين وأخصائي تغذية ومدرب رياضة واستشاري صحة نفسية أو طبيب نفسي؛ مما يشكل عبئاً كبيرًا قد يمنعه من استمرارية العلاج.
  • احتمال عدم توفّر الخدمات العلاجية المذكورة لأسباب مختلفة.
  • التكلفة المادية المرتفعة.


ملخص المقال

يوجد ارتباط كبير بين السمنة والاكتئاب فكلاهما يتشاركان في عوامل الخطورة، كما أن الإصابة بأحدهما تؤدي إلى الإصابة بالآخر، وللتغلب على هذه المشاكل الصحية لا بد من اتباع برنامج رعاية متكامل تحت إشراف أخصائيين لعلاج الحالتين معًا وليس بشكل منفصل.

المراجع

  1. "Depression and obesity: can the cycle be broken?", cambridge, Retrieved 23/1/2022. Edited.
  2. "Does depression cause obesity or does obesity cause depression?", medicalnewstoday, Retrieved 23/1/2022. Edited.
  3. "Depression and Obesity", everydayhealth, Retrieved 23/1/2022. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Are Obesity and Depression Related? And 9 Other FAQs", healthline, Retrieved 18/9/2022. Edited.
  5. "Integrated Therapy Treating Obesity and Depression Effective", uic, Retrieved 23/1/2022. Edited.