مرض الزهايمر (Alzheimer’s Disease) ومرض باركنسون (Parkinson's Disease) من الأمراض العصبيّة التي تُؤثّر في الدماغ، وينجُم عن كِلا المرضين تغيّرات عقلية وسلوكية تؤثر سلبًا في قدرة المصاب على أداء وظائفه وأنشطة حياته اليومية،[١][٢] ولكن ما الفرق بينهما؟


الفرق بين الزهايمر والباركنسون

فيما يأتي توضيحًا لأبرز الفروقات ما بين الزهايمر والباركنسون من حيث سبب الحدوث، والأعراض، وطرق التشخيص:


من حيث سبب الحدوث

فيما يأتي توضيح لأسباب حُدوث كُل من مرض باركنسون والزهايمر:[٣][٤]

  • سبب مرض الزهايمر: لا يزال السبب الأساسي وراء الإصابة بمرض الزهايمر غير معروف للآن، ومع ذلك يُعتقد بأنه ناتج عن التراكم غير الطبيعي لأنواع معينة من البروتينات في خلايا الدماغ وحولها، وتشمل هذه البروتينات الأميلويد (Amyloid)، والذي تُشكّل رواسبه لويحات حول خلايا الدماغ، وبروتين تاو (Tau) الذي تُشكّل رواسبه تشابكًا داخل خلايا الدماغ، وعندما تتأثر خلايا الدماغ بهذه الحالة فإن النواقل العصبية المسؤولة عن إيصال الإشارات بين خلايا الدماغ ستتأثر أيضًا، وعادةً ما تكون المناطق الأولى المتأثرة هي المسؤولة عن الذكريات.
  • سبب مرض باركنسون: يحدث عندما تَضعُف الخلايا العصبية في منطقة من الدماغ تُسمى المادة السوداء (Substantia Nigra) أو تموت، وتُنتج هذه الخلايا عادةً الدوبامين (Dopamine) الذي يُعتبَر ناقل عصبي مُهم لعمليّة التّواصل بين خلايا الدماغ، وعندما تَضعُف هذه الخلايا العصبية أو تموت فإنها تُنتج كميةً أقل من الدوبامين، مما يُسبب ظهور أعراض مرتبطة بالحركة لدى الأشخاص المصابين بمرض باركنسون، وإلى جانب الدوبامين يفقد المصابون بمرض باركنسون ناقلًا عصبيًا آخر يُسمى النورإبينفرين (Norepinephrine)، والذي يُعد ضروريًا لعمل الجهاز العصبي الودي المسؤول عن بعض وظائف الجسم اللاإرادية كالهضم، ومعدل ضربات القلب، وضغط الدم، والتنفس، ويُسبب فقدان النورإبينفرين ظهور بعض الأعراض غير المرتبطة بالحركة للمصابين بالباركنسون.


من حيث الأعراض

تشمل الأعراض والعلامات التحذيرية لمرض الزهايمر كلًا مما يلي:[٥]

  • مشاكل في الذاكرة، وعادةً ما تكون من أولى العلامات التحذيرية لمرض الزهايمر والخَرَف المرتبط به.
  • فقدان الذاكرة الذي يؤثر سلبًا في الحياة اليومية، بما في ذلك الضياع في مكانٍ مألوف، وتكرار الأسئلة حول شيء معروف مُسبقًا.
  • مُواجهة مشاكل في التعامل مع الأموال ودفع الفواتير.
  • صعوبة إكمال المهام الروتينية في المنزل، أو العمل، أو أوقات الفراغ.
  • سوء القدرة على إصدار الأحكام والقرارات.
  • وضع الأشياء في غير مكانها الأصلي، وعدم القدرة على استذكار الخطوات للعثور عليها.
  • تغيّرات في المزاج، أو الشخصية، أو السلوك.


أما أعراض مرض باركنسون فتشمل ما يلي:[٦]

  • الاهتزاز أو الرعاش اللاإرادي لأجزاء معينة من الجسم.
  • بطء في الحركة.
  • تصلّب العضلات وفقدان مرونتها.
  • الاكتئاب والقلق.
  • مشاكل التوازن أثناء المشي والوُقوف، ممّا يزيد من فرص السقوط.
  • ضعف حاسة الشم.
  • مشاكل النوم أو الأرق.
  • مشاكل في الذاكرة.


من حيث طرق التشخيص

لا يوجد اختبار مُحدد يُمكن اعتماده للكشف عن مرض الزهايمر، وفي حال اشتبه الطبيب بهذه الحالة فسوف يسأل المصاب وأحيانًا أسرته عن الأعراض، والحالات والتاريخ الطبي، إلى جانب إجراء الفحوصات التالية:[٧]

  • اختبارات الذاكرة والقدرات المعرفية، والتي تُستخدم لتقييم قدرة المصاب على التفكير والتّذكر.
  • اختبارات الوظائف العصبية للتحقق من التوازن، والحواس، وردود الفعل.
  • تحاليل الدم أو البول.
  • تصوير الدّماغ الطبقي أو الرّنين المغناطيسي.
  • الاختبارات الجينية.


أما مرض باركنسون فيتميّز بصعوبة تشخيصه في جميع مراحله خاصةً المراحل المُبكرة، وكما هو الحال في مرض الزهايمر لا يوجد اختبار مُحدد لتشخيص مرض باركنسون، ومن المحتمل أن يتضمن التشخيص فحوصاتٍ جسديةٍ وعصبيةٍ لتقييم التغيّرات في ردود الفعل، والتنسيق، وقوة العضلات، والوظيفة العقلية، ومراقبة كيفية استجابة الجسم للأدوية، كما تُجرى اختبارات الدم وتصوير الدماغ كالتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي المحوسب لاستبعاد الحالات الطبية الأخرى التي قد تُحاكي أعراضها أعراض الباركنسون.[٨]


هل هُناك عِلاج لكِلتا الحالتين؟

لا يوجَد عِلاج شافٍ لكِلتا الحالتين، ولكن هُناك أدوية وأساليب عِلاجية يُمكن أن تُبطئ من تقدّم المرض ولا تُفاقِم أعراضه، فمثلًا تُساعِد الأدوية المُستخدمة في مرض باركنسون في السيطرة على الأعراض، ولكن في بعض الحالات الأكثر تقدمًا قد يُنصح بإجراء عملية جراحية بالإضافة لتغييرات في نمط الحياة،[٩] أمّا بالنّسبة لمرض الزّهايمر، فيمكن أن تساهِم أدوية الزهايمر في السّيطرة على أعراض الذاكرة والتغيرات المعرفية الأخرى لبعض الوقت، ولن ننسى ضرورة الانتباه لنمط حياة المريض ومُراقبة أعراضه والتعامُل معه بحسب توصيات الأطباء.[١٠]

المراجع

  1. "What Is Alzheimer's Disease?", National Institute of Aging, 8/7/2021, Retrieved 26/12/2021. Edited.
  2. "Parkinson's Disease", National Institute of Aging, 16/5/2017, Retrieved 26/12/2021. Edited.
  3. "Parkinson's Disease", clevelandclinic, 1/5/2020, Retrieved 26/12/2021. Edited.
  4. "Causes -Alzheimer's disease", nhs, 5/7/2021, Retrieved 26/12/2021. Edited.
  5. "Alzheimer's Disease and Related Dementias", cdc, 26/10/2020, Retrieved 26/12/2021. Edited.
  6. "Overview -Parkinson's disease", nhs, 30/4/2019, Retrieved 26/12/2021. Edited.
  7. Markus MacGill (22/9/2020), "What to know about Alzheimer's disease", medicalnewstoday, Retrieved 26/12/2021. Edited.
  8. "Parkinson's disease", healthdirect, 3/2021, Retrieved 26/12/2021. Edited.
  9. disease can't be,changes, especially ongoing aerobic exercise. "Parkinson's disease", mayoclinic, Retrieved 3/1/2022. Edited.
  10. "Alzheimer's disease", mayoclinic, Retrieved 3/1/2022. Edited.