قد يحدث تتلف الخلايا الدّماغيّة أو تموت نتيجةً لتعرُّض الدّماغ لإصابةٍ ما، ويؤثر ذلك في الشخص جسديًا أو عاطفيًا أو سلوكيًا، علمًا أنه يمكن أن تحدُث هذه المُشكلة عند الولادة، أو في مراحل الحياة اللاحقة نتيجة التعرّض لصدمةٍ أو مرضٍ ما.[١]

ماذا يحدث عندما تتلف خلايا الدماغ؟

عندما تموت الخلايا العصبية (بالإنجليزية: Neurons) في الدماغ يفقد المُصاب قدرته على التذكر وأداء مهامه اليومية، ويمكن للضرر الجسدي الذي يصيب الدماغ وأجزاء أخرى من الجهاز العصبي المركزي أن يُتلِف أو يُعطّل الخلايا العصبية، وتختلف التأثيرات التي يُلحقها تلف خلايا الدماغ العصبية اعتمادًا على نوع الحالة، وطبيعة وموقع الضرر، وفيما يلي توضيحًا لذلك:[٢]


التأثيرات السلوكية

يمكن أن يكون لإصابات الدماغ آثار كبيرة على السلوك؛ مما يؤثر في التحكم بالانفعالات والوعي الذاتي، وتحدث هذه التأثيرات نتيجة تلف مناطق الدماغ التي تُنظّم العواطف والنبضات،[٣] وتشمل هذه التأثيرات:[٤]

  • التهيج ونفاد الصبر.
  • انخفاض القُدرة على تحمل الإجهاد.
  • الكسل.
  • العواطف أو ردود الفعل المنخفضة أو المتزايدة.
  • زيادة العدوانية.


التأثيرات الجسدية أو البدنية

يتعافى معظم الأشخاص بعد إصابة الدماغ بدنيًا جيدًا، وغالبًا ما توجد مشاكل جسدية لا تكون واضحة دائمًا، إلا أنه يمكن أن يكون لها تأثير حقيقي على الحياة اليومية، وفيما يلي الآثار الجسدية الشائعة لإصابة الدماغ:[٥]

  • مشاكل في الحركة.
  • التشنج.
  • الضعف أو الشلل.
  • ضعف في الإحساس.
  • الإعياء.
  • صعوبات في الكلام.
  • الصرع.


التأثيرات المرتبطة بالإدراك الحسي

تشمل ما يلي:[٤]

  • تغير في الرؤية أو السمع أو حاسة اللمس.
  • الارتباك المكاني.
  • عدم القدرة على الشعور بالوقت.
  • اضطرابات الشم والتذوق.
  • مشاكل في التوازن.
  • زيادة الحساسية للألم.


التأثيرات المرتبطة بالإدراك

تتضمن كلًا من:[٦]

  • مشاكل الانتباه والتركيز.
  • مشاكل في الذاكرة والمواقف اليومية كنسيان أسماء الأشخاص، وفقدان سلسلة من الأفكار، والضياع في المتاجر، وتكرار المحادثات السابقة أو نسيانها، ووضع الأشياء في غير مكانها، وصعوبة تعلم مهارات جديدة.
  • صعوبة في اتخاذ القرارات.
  • فقدان الحافز، وصعوبة البدء في الأنشطة.
  • بعض الصعوبة في تحديد أولويات المهام، وتسلسلها، وتنظيمها، وبدءها، وإكمالها.


التأثيرات العقلية

يمكن أن يكون لتلف خلايا الدّماغ تأثير في الحالة العقلية للمُصاب؛ إذ تساهم العديد من العوامل في ذلك منها الاكتئاب ونوبات الهلع.[٧]


أسباب موت خلايا الدماغ

تحدث عملية موت الخلايا من خلال سلسلة من الأحداث تُسمى موت الخلايا المبرمج (بالإنجليزية: Apoptosis)، وهي حدث طبيعي وأساسي يحدث أثناء نمو الدماغ، وفي وقت لاحق من الحياة قد يحدث موت الخلايا الدّماغية غير الطّبيعي أو غير المُعتاد نتيجة أسباب مرضية كالإصابات، أو السموم البيئية، أو اضطرابات القلب والأوعية الدموية، أو العوامل المعدية، أو الأمراض الوراثية، وفي بعض الأحيان تحدث الوفاة من خلال موت الخلايا المبرمج، وفي حالات أخرى يكون موت الخلايا عشوائيًا ولا رجوع فيه ولا يمكن السيطرة عليه.[٨]


هل يمكن إصلاح خلايا الدماغ التالفة؟

مع الأسف لا يمكن إعادة إصلاح خلايا الدماغ التالفة؛ فالخلايا التالفة في الدماغ هي خلايا عصبية دماغية لا يمكنها أن تتجدد، وإذا تعرّضت المنطقة المتضررة للنخر (بالإنجليزية: Necrosis) بمعنى موت الأنسجة فإنها لن تعود كما كانت من قبل.[٩]


إذا لم يكن هناك شفاء، فكيف يصلح الدماغ نفسه؟

يمكن للدماغ أن يُصلح نفسه كما يأتي:


المرونة العصبية

بعد تعرّض خلايا الدماغ أو الخلايا العصبية في منطقة معينة من الدماغ للتلف، تتكيف خلايا الدماغ الباقية لتعويض الخلايا المفقودة، وتُعرف هذه العملية بالمرونة العصبية (بالإنجليزية: Neuroplasticity)، والتي تساعد الدماغ على إصلاح نفسه، وعلى الرغم من أن الضرر الحاصل في المناطق المصابة يبدو أنه لا يمكن إصلاحه بالعلاجات الحالية، إلا أنه يمكن للدماغ تدريب الخلايا الباقية على قيد الحياة على القيام بوظائفه، وبالتالي تساعد المرونة العصبية على التعافي من تلف الدماغ، علمًا أن العلاج التأهيلي ضروري لتعزيز هذه المرونة العصبية؛ فكلما كانت عملية إعادة التأهيل أسرع كان الشفاء أسرع، ومع ذلك قد لا يتعافى البعض على الإطلاق.[٩]


العلاج التأهيلي بعد تلف الدماغ

يختلف نوع ومدة إعادة التأهيل من حالةٍ لأخرى اعتمادًا على شدة إصابة الدماغ، وجزء الدماغ المصاب، ويستعين ​​الطبيب ببرامج معينة تساعده على إعادة التأهيل الطبي، إلى جانب وصف الأدوية للمُصاب حسب حاجته، ويشمل اختصاصيو إعادة التأهيل ما يلي:[١٠]

  • معالج وظيفي: (بالإنجليزية: Occupational Therapist)، يساعد المُصاب على التعلم، أو إعادة التعلم، أو تحسين المهارات لأداء الأنشطة اليومية.
  • معالج فيزيائي: (بالإنجليزية: Physical Therapist)، يساعد المُصاب على التنقل، وإعادة تعلم أنماط الحركة والتوازن والمشي.
  • معالج النطق واللغة: (بالإنجليزية: Speech and Language Therapist)، يساعد على تحسين مهارات الاتصال، واستخدام أجهزة الاتصال المساعدة إذا لزم الأمر.
  • أخصائي علم النفس العصبي: (بالإنجليزية: Neuropsychologist)، يساعد أخصائي علم النفس العصبي الذي يقيم الضعف الإدراكي والأداء المُصاب على إدارة السلوكيات، أو تعلم استراتيجيات المواجهة، ويوفر العلاج النفسي حسب الحاجة.
  • المستشار المهني: (بالإنجليزية: Vocational Counselor)، يقيّم القدرة على العودة إلى العمل، والفرص المهنية المناسبة، ويوفر الموارد لمواجهة التحديات في مكان العمل.


المراجع

  1. "Brain Injury Rehabilitation", shepherd, Retrieved 19/6/2021. Edited.
  2. "Effects of Brain Injury", synapse, Retrieved 19/6/2021. Edited.
  3. "Behavioural", synapse, Retrieved 19/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب Christopher Melinosky (14/9/2020), "Brain Damage: Symptoms, Causes, Treatments", webmd, Retrieved 19/6/2021. Edited.
  5. "Physical effects of brain injury", headway, Retrieved 19/6/2021. Edited.
  6. "Cognitive", synapse, Retrieved 19/6/2021. Edited.
  7. "Mental", synapse, Retrieved 19/6/2021. Edited.
  8. J B Hutchins, S W Barger (1/6/1998), "Why neurons die: cell death in the nervous system", The Anatomical Record, Issue 253, Folder 3, Page 79-90. Edited.
  9. ^ أ ب Dr. Jasmine Shaikh (11/2/2021), "Can You Heal a Damaged Brain?", medicinenet, Retrieved 19/6/2021. Edited.
  10. "Traumatic brain injury", mayoclinic, 4/2/2021, Retrieved 19/6/2021. Edited.