يؤثر التوتر في جميع أفراد المجتمع بطرق وبدرجات مختلفة على الصعيدين العقلي والجسدي، ويُمثّل التوتر استجابة عامّة لمتغيّرات ومتطلّبات الحياة، وبالتالي فهو جزء طبيعي من الحياة اليوميّة، ولكن في حال أصبح زائدًا عن الحدّ الطبيعي أو مزمنًا قد يؤدي إلى مشاكل صحيّة يمكن أن تؤثر في أجزاء الجسم المختلفة ومنها العين.[١]
ما هي العلاقة بين التوتر العصبي والعين؟
قد يسبّب التوتر مشاكل بصريّة جديدة وقد يؤدي إلى تراجع مشاكل قديمة، ويتراوح تأثير التوتر في العين ما بين الانزعاج الخفيف إلى فقدان البصر، وتجدر الإشارة إلى أنّ معظم المشاكل البصريّة المرتبطة بالتوتر العصبي تكون مؤقّتة، وبالتالي قد يساهم معالجة المسبّب وتقليل مستوى التوتر في عودة البصر لوضعه الطبيعي.[٢]
وقد لوحظ أنّ التوتّر هو نتيجة وسبب في نفس الوقت لفقدان البصر، إذ يؤثر التوتر المستمرّ وارتفاع مستوى الكورتيزول بشكل سلبي في العين والدماغ؛ بسبب اختلال توازن الجهاز العصبي الودّي واختلال نظام الأوعية الدمويّة، وبالتالي فإنّ التوتر قد يكون أحد الأسباب الرئيسيّة لأمراض العين، مثل؛ الجلوكوما واعتلال العصب البصري، وفقًا لما ذكرته مراجعة منهجية نُشرت في مجلة (The EPMA journal) عام 2018م.[٣]
كيف يؤثر التوتر العصبي في العين؟
يؤثر التوتر العصبي في العين بالطرق الآتية:
ارتفاع هرمون الأدرينالين
يرتفع مستوى هرمون الأدرينالين في حالة التوتّر، وعليه يتوسّع بؤبؤ العين بهدف السماح لكميّات أكبر من الضوء بالدخول إلى العين، وذلك لضمان رؤية أكثر وضوحًا خلال الفترات الصعبة والخطِرة، ولكنّ ارتفاع مستوى هرمون الأدرينالين لدرجة عالية وبشكل مستمرّ قد يؤدي إلى حساسيّة العين تجاه الضوء، وبالتالي ارتعاش وشدّ عضلات العين مما يسبّب انزعاج العين.[٤]
ارتفاع هرمون الكورتيزول
يرتفع مستوى هرمون الكورتيزول (Cortisol) أو كما يُطلق عليه طبيًّا (هرمون التوتّر) بشكل تدريجي في حالة التوتر، مما يؤثر بشكل سلبي في العين من خلال تقليل تدفّق الدم الطبيعي من العين إلى الدماغ،[٤] وفي الحقيقة يُعدّ الكورتيزول من الأسباب الرئيسيّة للمشاكل البصريّة، ومنها؛ المياه الزرقاء، واعتلال العصب البصري، واعتلال الشبكيّة السكري، والتنكّس البقعي المرتبط بتقدّم السن.[٢]
انخفاض الأكسجين
تنخفض مستويات الأكسجين نتيجةً لاضطرابات التنفس المصاحبة لحالات التوتر، وبذلك تقلّ كميّة الأكسجين الواصلة إلى خلايا الدم الحيويّة في العين، مما قد يؤدي إلى حدوث تلف في خلايا شبكيّة العين.[٤]
ما هي أعراض التوتر العصبي المرتبطة بالعين؟
يظهر تأثير التوتر العصبي في العين على شكل مجموعة من الأعراض، يمكن أن تشمل ما يأتي:[١]
- الحساسيّة للضوء والحركة؛ إذ يشكّل الضوء مصدرًا للإزعاج بالنسبة للعين مما يؤثر سلبًا في تركيز الفرد.
- ارتعاش العين أو نفضة العين وتتمثّل بحدوث تشنّجات عشوائيّة للعين يرافقها الشعور بالانزعاج ولكن دون ألم.
- المعاناة من جفاف زائد في العين أو زيادة رطوبة العين.
- عدم وضوح الرؤية أو ضبابيّة الرؤية مما يجعل عمليّة التركيز صعبة.
- إجهاد العين ويتمثّل بشعور الفرد بانزعاج أو ألم خفيف ناتج عن انتفاخ العين والشعور بالشدّ فيها.
- رؤية عوائم العين أو الذبابات الطائرة وتتمثّل ببقع صغيرة تكون ضمن حدود رؤية الفرد.
ملخص المقال
يؤثر التوتر العصبي في العين بشكل سلبي؛ إذ يسبّب مشاكل بصريّة جديدة وتراجع مشاكل قديمة، وذلك بسبب ارتفاع هرمون الكورتيزول والأدرينالين، مع انخفاض مستوى الأكسجين الواصل للعين، وتظهر مجموعة من الأعراض أهمّها؛ الحساسيّة للضوء، وجفاف العين، وعدم وضوح الرؤية.
المراجع
- ^ أ ب "How Stress Affects Your Eyes", whitbyonline, Retrieved 24-1-2022. Edited.
- ^ أ ب Beth Duff (1-1-2022), "How stress can affect your vision", allaboutvision, Retrieved 24-1-2022. Edited.
- ↑ Bernhard A Sabel, Jiaqi Wang, Lizbeth Cardenas-Morales and others (9-5-2018), "Mental stress as consequence and cause of vision loss: the dawn of psychosomatic ophthalmology for preventive and personalized medicine", pubmed, Retrieved 24-1-2022. Edited.
- ^ أ ب ت "Can Stress Cause Vision Problems?", ocvt, Retrieved 24-1-2022. Edited.