الهرمونات هي نواقل كيميائية يُفرزها الجسم، تكون مسؤولة عن العديد من وظائف الجسم وصحته، فمنها الهرمونات الجسمية؛ وهي المسؤولة عن تنظيم العمليات الحيوية كالنوم، والشهية، والنمو، والهرمونات الجنسية؛ وهي المسؤولة عن التكاثر والخصوبة لدى الرجل والمرأة،[١] وفي هذا المقال سنوضّح تأثير الهرمونات على المرأة.


تأثير الهرمونات على الصحة الإنجابية للمرأة

تلعب الهرمونات دورًا مهمًا في الصحة الإنجابية للمرأة، تحديدًا في مراحل معينة من الحياة، كالآتي:


الهرمونات خلال الحمل

توجد العديد من الهرمونات المهمة خلال فترة الحمل، حيث تكون مسؤولة عن تجهيز بطانة الرحم لتكون مكانًا ملائمًا لنمو الطفل، ومن أهم هذه الهرمونات ودورها في فترة الحمل:[٢]

  • الإستروجين:

يتم إفرازه من قِبل المبايض، ومن ثم من المشيمة، ويعد مهمًا لوظائفه الآتية:

  • المساعدة في نمو الرحم.
  • الحفاظ على بطانة الرحم.
  • التحكّم في هرمونات أخرى مهمة خلال فترة الحمل.
  • تحفيز نمو وتطوّر أعضاء الطفل.
  • البروجسترون:

يبدأ عمل البروجسترون بعد الإباضة، حيث يساعد في تجهيز بطانة الرحم لانغراس البويضة المخصبة، كما يساعد البروجسترون هرمون الريلاكسين على تليين الأربطة والغضاريف، وإرخاء المفاصل، تحضيرًا لعملية الولادة.

  • هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية:

يسمى بهرمون الحمل، وهو هرمون يتم إفرازه في الحمل، ويزيد من إنتاج الإستروجين والبروجسترون، حيث يصل إلى أعلى مستوياته في الأسبوع 7-12 من الحمل.

  • هرمون الريلاكسين:

يجهّز الريلاكسين جدار الرحم للحمل، ويساعد في إرخاء العضلات، والعظام، والأربطة، والمفاصل في منطقة الحوض في نهاية الحمل، استعدادًا للولادة، كما يليّن عنق الرحم ويزيد من طوله.


الهرمونات عند الولادة

توجد العديد من الهرمونات المهمة في عملية الولادة، فهي تجهّز الجسم للولادة، وتساهم في بدء الانقباضات، وغير ذلك، ومن أهم هذه الهرمونات:[٣]

  • هرمون الأوكسايتوسين:

يحفّز هرمون الأوكسايتوسين تقلّصات الرحم الّتي تسبب توسّع عنق الرحم وتحرّك الطفل وخروجه، بالإضافة لدفع المشيمة وتقليل النزيف مكانها.

الإندورفينات هي هرمونات مهدئة ومسكّنة للألم يتم إفرازها في حالات التوتر وتزداد نسبتها في آخر مراحل الحمل، حيث تسبب زيادة الإندورفينات أثناء المخاض والولادة حالة من الوعي لمساعدة المرأة على تحمّل الولادة، كما تساعد في بناء العلاقة بين الأم والطفل ومساعدة الأم على الاعتناء بطفلها.

يتم إفراز هرمون الأدرينالين في حال الخوف أثناء المخاض والولادة، حيث يمكنه إبطاء المخاض.


الهرمونات أثناء الرضاعة

يوجد هرمونان أساسيان يتحكمان بالرضاعة وإنتاج الحليب، وهما:[٤]

  • هرمون البرولاكتين:

يحفّز هرمون البرولاكتين نمو وتطور نسيج الثدي لتصنيع الحليب، حيث يبدأ إفراز الحليب بعد الولادة، وتزداد نسبة البرولاكتين مع تكرار الرضاعة، ويزداد إنتاج هذا الهرمون في الليل لذا يُنصح بالإرضاع في هذا الوقت.

  • هرمون الأوكسايتوسين:

يساعد هرمون الأوكسايتوسين على وصول الحليب للثدي من خلال آثاره على انقباض العضلات.[٢]


الهرمونات في فترة الحيض

تلعب الهرمونات دورًا مهمًا في الحيض والدورة الشهرية لدى المرأة، فتختلف نسب الهرمونات خلال الدورة وتؤثر عليها، حيث تُفرز الغدة النخامية مواد كيميائية معينة تحفّز المبايض على إفراز هرموني الإستروجين والبروجسترون، ومن أهم الهرمونات المهمة للدورة الشهرية:[٥]


تأثير الهرمونات على الصحة النفسية للمرأة

تؤثر الهرمونات بشكلٍ ملحوظ على الصحة النفسية للمرأة، تحديدًا في مراحل معينة من الحياة، كالآتي:


قبل الحيض

حيث تعاني الكثير من النساء في هذه الفترة من المتلازمة السابقة للحيض (PMS) الّتي تحدث بسبب تغير مستويات الهرمونات، مسببةً الأعراض النفسية الآتية:[٦]

  • التوتر أو القلق.
  • الشعور بالاكتئاب.
  • تغيّرات المزاج.
  • الأرق ومشكلات النوم.
  • البكاء دون سبب.
  • عدم القدرة على التركيز.


تختفي هذه الأعراض في معظم الحالات بعد 4 أيام من بدء الدورة، لكن في بعض الحالات قد تستمر، لذا من المهم مراجعة الطبيب في حال حدوث ذلك.[٦]


خلال الحمل

مع ارتفاع نسب هرمونات الحمل المفاجئ، تحديدًا الإستروجين والبروجسترون، قد تعاني المرأة من تأثيرات هذه الهرمونات النفسية، حيث تكون كالآتي:[٧]

  • تأثير ارتفاع هرمون الإستروجين المفاجئ على الحالة النفسية:

قد يسبب الآتي:

  • القلق.
  • الحساسية وحدة الطبع.
  • الاكتئاب.
  • تأثير ارتفاع هرمون البروجسترون المفاجئ على الحالة النفسية:

قد يسبب الآتي:

  • الحزن.
  • التعب والخمول.


في سن اليأس

تقل نسب الإستروجين في سن اليأس، مما قد يسبب ظهور أعراض مشابهة لأعراض المتلازمة السابقة للحيض، لكنّ هذه الأعراض قد تكون مستمرة؛ لأنّ مستوى الإستروجين يبقى منخفضًا.[٨]


تأثيرات أخرى للهرمونات على المرأة

كما تؤثر الهرمونات جسديًا على المرأة من خلال تأثيرها على العظام، والأعصاب، وغير ذلك، كالآتي:


العظام

يعدّ الإستروجين من أهم الهرمونات الّتي تساعد في الحفاظ على العظام، فهو يحفّز عملية تصنيع العظم، لذا عند انخفاض نسبته في سن اليأس، تزداد فرصة الإصابة بهشاشة العظام.[٩]


الأعصاب

يساهم الإستروجين في التحكّم في الأعصاب أيضًا، لذا في حال نقصان مستوياته كما يحدث في سن اليأس، تزداد فرصة المرأة للإصابة باعتلال الأعصاب المحيطية.[١٠]


ملخص المقال

تؤثر الهرمونات على المرأة من الناحية الإنجابية في مراحل الحيض، والحمل، والولادة، والإرضاع، كما تؤثر على الصحة النفسية للمرأة قبل الحيض، وأثناء الحمل، وفي سن اليأس، وتعدّ العديد من الهرمونات مسؤولة عن مهام أخرى في الجسم كالحفاظ على صحة العظام.

المراجع

  1. Jamie Eske (5/4/2019), "What to know about female sex hormones", medicalnewstoday, Retrieved 7/2/2022. Edited.
  2. ^ أ ب Jennifer Kelly Geddes (11/1/2021), "Your Guide to Pregnancy Hormones", .whattoexpect, Retrieved 26/2/2022. Edited.
  3. "The Role of Hormones in Childbirth", childbirthconnection.org, Retrieved 26/2/2022. Edited.
  4. "The physiological basis of breastfeeding", ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 26/2/2022. Edited.
  5. "Menstrual cycle", betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 26/2/2022. Edited.
  6. ^ أ ب "Premenstrual syndrome (PMS)", mayoclinic, 25/2/2022, Retrieved 26/2/2022. Edited.
  7. Lauren Barth (10/9/2021), "Pregnancy Mood Swings: Why You’re Feeling Them and What to Do", healthline, Retrieved 26/2/2022. Edited.
  8. Traci C. Johnson (9/8/2021), "The Emotional Roller Coaster of Menopause", webmd, Retrieved 26/2/2022. Edited.
  9. Caitlin Geng (22/12/2021), "How does estrogen affect osteoporosis?", medicalnewstoday, Retrieved 26/2/2022. Edited.
  10. Akanksha Singh, Naiyer Asif, Paras Nath Singh, Mohd Mobarak Hossain (1/12/2016), "Motor Nerve Conduction Velocity In Postmenopausal Women with Peripheral Neuropathy", ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 26/2/2022. Edited.