حالة تقدم الفك السفلي

يُشار إلى بروز أو تقدّم الفك السفلي (Mandibular Prognathism) بأنه حالةٌ تتمثّل في صورة امتداد أو بروز الفكّ السفلي نحو الخارج عن الفكّ العلوي ليمنح المُصاب مظهرًا بارزًا للذقن والأسنان، بحيث يبدأ الفكّ العلوي العضّ في داخل الفكّ السفلي عِوضًا عن تطابقهما على بعضهما بصورةٍ سليمة، بالتالي تشوّه المظهر الجماليّ للفكين والأسنان، مما يؤثر على نحو سلبيّ في نفسية المُصاب ويتسبَّب بفقدانه لثقته بنفسه.[١]


أسباب حالة تقدم الفك السفلي

هنالك عدّة أمور قد تكون السّبب في ظهور حالة تقدّم الفك السّفلي منها:

  • العوامل الوراثية؛ فإذا كان أحد أفراد العائلة كالآباء أو الأجداد يعانون مُسبقًا من هذه الحالة، فمن المُحتمَل ظهورها في الأبناء، بالتالي ستكون جزءًا من شكل الوجه الطّبيعي عند الولادة.[١]
  • الإصابة ببعض المشكلات الوراثية التي قد تغيّر الشّكل الهيكلي لعظام الفك؛ ومنها: متلازمة كروزون (Crouzon syndrome) أو متلازمة وحمة الخلايا القاعدية (Basal cell nevus syndrome)، أو تعضّم الأكْرُود (Acrodysostosis)، أو اضطراباتٍ في هرمون النمو كالعملقة وضخامة الأطراف (Acromegaly).[٢][١]
  • تأخير التدخّل العلاجي لبعض مشاكل الأسنان لدى الأطفال؛ كانحراف الأسنان الذي يؤدي في النّهاية إلى تقدم الفك السفلي وبروزه.[٢]


أعراض حالة تقدم الفك السفلي

تختلف درجة خطورة أعراض تقدم الفك السفلي من شخص لآخر، إلا أنه لا بدّ من مراجعة الطّبيب في حالة ظهور إحداها للحدّ من تطوّرها نحو الأسوأ:[٣]

  • بروز الذقن عن محيط الوجه نحو الخارج بصورةٍ ملحوظة.
  • عدم تطابق الأسنان المتقابلة في الفكيّن فوق بعضها عند الإطباق.
  • صعوبة نطق بعض الحروف والكلمات.
  • صعوبة في الأكل والمضغ أو العضّ على الفكّين.
  • مشكلات التنفّس أثناء النوم.


علاج حالة تقدم الفك السفلي

يتضمّن التدخّل الطبي في العادة 3 اختيارات أساسية للعلاج اعتمادًا على طبيعة الحالة ودرجة خطورتها بحسب ما يُقرّره الطبيب، وعمر المُصاب أيضًا، وهما:[٣][٢]


أولاً: علاج الحالة الصّحية المتسببة بتقدّم الفك السفلي

عادةً ما يلجأ الطبيب في البداية إلى التّحري عن سبب الإصابة بتقدّم الفك السفلي، وذلك لعلاج الحالة أولاً، إذ يتمّ علاج كلّ حالة على النحو التالي:

  • علاج ضخامة الأطراف: يُزيل الطبيب الورم المتسبب باضطراب هرمون النمو في عمليةٍ جراحية، ثم يُكمِل فترة العلاج بالإشعاع لتقليص حجم الورم، إلى جانب العلاج الدّوائي للتحكّم بمستوى هرمون النمو.
  • علاج متلازمة وحمة الخلايا القاعدية: تعتمد خطّة العلاج على أجزاء الجسم المتأثرة، وعادةً ما يتمّ اللجوء إلى الجراحة لإزالة الورم من الجزء المُصاب.
  • علاج تعضّم الأكْرُود: تعتمد خطّة العلاج على كيفية تأثير المرض على المُصاب، فقد يوصي الطبيب عادةً بالجراحة لإصلاح تشوّه العظام في الوجه، إلى جانب المكمّلات الغذائية التي تعزز النمو، وعلاوةً على ذلك يتمّ اللجوء إلى الدّعم المهني والاجتماعي للسيطرة على الإعاقة الذّهنية -إن وُجِدَت-.


ثانيًا: تقويم الأسنان

يستخدم تقويم الأسنان كمرحلةٍ أوليّة من العلاج، لترتيب وتنسيق الأسنان البارزة نحو الخارج قبل التدخّل الجراحي، وذلك لإصلاح الحالات البسيطة والمتوسّطة من تقدم الفك السفلي، والتي تتطلب خلع بعض الأسنان أو الضروس التي برزت في غير موضعها الصّحيح، وتختلف تقويمات الأسنان بحسب ما يُحدَّده الطبيب لكلّ حالة.


ثالثًا: الجراحة لتقدّم الفك السفلي

تُجرَى الجراحة تحت تأثير التخدير العام، وبواسطة طبيب مختصٍّ في جراحة الوجه والفكين للحالات الشّديدة من تقدم الفك السفلي، والتي تهدف إلى تصحيح وضعية أحد الفكّين العلويّ والسفلي أو كلاهما، إذ يقوم الطبيب بقص العظام الزّائدة عن الحجم الطّبيعي من الفك السفلي بقدرٍ معين، وإرجاع الفك السفلي نحو الخلف، ومن ثم تثبيته بالشّرائح والمسامير الطّبية ليتّخذ الشكل المحاذي للفك العلوي.


فترة التعافي بعد جراحة تقدم الفك السفلي

تستغرق فترة التعافي من جراحة تقدم الفك السفلي من 9-12 شهرًا، بينما يمكن العودة إلى الأعمال اليومية بعد مرور 2-3 أسابيع، فخلال الأسابيع الستّ الأولى من فترة التعافي، يتمّ وضع برنامجٍ غذائيّ للمُصاب، والذي يتضمّن الامتناع عن جميع الأطعمة التي تحتاج المضغ؛ مثل البروتينات الصلبة واستبدالها بأنواع العصائر والأطعمة الطّرية، وبعد ملاحظة التحسّن، يتمّ التّصريح بتناول الأطعمة سهلة المضغ؛ كالأسماك، ثم يمكن التدرّج تناول الأطعمة العادية بعد موافقة الطبيب.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Prognathism", medlineplus.gov, Retrieved 21/1/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت "What to Know About Prognathism", www.healthline.com, Retrieved 21/1/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Prognathism: Causes, Symptoms, and Treatment", www.newmouth.com, Retrieved 21/1/2022. Edited.