علاج الفشل الكلوي بالخلايا الجذعية

يعتبر العلاج بالخلايا الجذعية من العلاجات الحديثة الواعدة، ويُسمى أيضًا الطب التجديدي، إذ يعزز استجابة الأنسجة المريضة للإصلاح والتعافي باستخدام الخلايا الجذعية، ويُعتبر جزء من زراعة الأعضاء واستخدام الخلايا بدلًا من استخدام الأعضاء في الزراعة.^[١] وسنتعرف في هذا المقال عن إمكانية علاج الفشل الكلوي بالخلايا الجذعية.

علاج الفشل الكلوي بالخلايا الجذعية

يُحاول العلماء البحث عن طرق لدعم خلايا الكلى القابلة للتجدد، حيث عزل العلماء في جامعة هارفارد أحد أنواع الخلايا الجذعية التي تلعب دوراً مهماً في شفاء وتجدد خلايا الكلية، والتي يُمكن زرعها في الجسم لتعزيز تجديد أنسجة الكلى التالفة وتقليل الالتهاب الكلي الموجود في الجسم بسبب الفشل الكلوي، بالإضافة إلى ذلك، تم بالفعل استخدام الخلايا الجذعية جنبًا إلى جنب مع عمليات زرع الأعضاء للتخلص من الحاجة إلى استعمال الأدوية المثبطة للمناعة مدى الحياة، وتقليل الحاجة إلى تكرار غسيل الكلى.^[٢]

آلية عمل الخلايا الجذعية

يُقلل العلاج بالخلايا الجذعية من الالتهابات المزمنة داخل الجسم، والتي تعمل على تثبيط الشفاء، الأمر الذي يُساعد على إعادة القدرة للخلايا المُصابة على التعافي، وفيما يتعلق بأمراض الكلى، تكون مستويات الالتهاب عالية في الجسم، فيؤدي خفض مستواها إلى مساعدة الجسم على البدء بتجديد الأنسجة المصابة.^[٢][٣]



لا يزال الحديث عن علاج الفشل الكلوي بالخلايا الجذعية مبكراً نوعًا ما، إذ لا توجد حتى الآن علاجات معتمدة من قِبَل إدارة الغذاء والدواء لأمراض الكلى بالخلايا الجذعية، فلا يزال الأمر في طور الأبحاث والدراسات المخبرية لمعرفة ما إذا كان هذا العلاج آمن وفعال للبشر.



استراتيجية العلاج بالخلايا الجذعية

اتبعت جامعة هارفارد ثلاث استراتيجيات قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى لتطوير علاجات جديدة لمشكلة تلف الكلى المرتبط بالسكري، إذ يعتبر السكري المسبب الرئيسي للفشل الكلوي، وتهدف هذه الاستراتيجيات في النهاية إلى إنشاء كلية جديدة اصطناعية باستخدام الخلايا الجذعية. ويمكن تلخيص الاستراتيجيات الثلاث كما يلي:^[٤]

• الخطة قصيرة المدى: يوجد نوع من الخلايا الجذعية تُسمى الخلايا الجذعية الوسيطة، وهي موجودة في نخاع العظم وتحمي الكلى، وتُسرِّع شفاءها، في هذه المرحلة يتم تحديد البروتينات التي تُفرزها الخلايا الجذعية الوسيطة التي يمكن إعطاؤها بشكل مستقل لتساعد في إصلاح الكلى، أي يتم دمج الخلايا الجذعية في آلات غسيل الكلى مما يسمح بتوصيل هذه البروتينات بشكل مباشر للكلى، لتعطي المفعول المطلوب.
• الخطة متوسطة المدى: يتم تحديد خلايا الكلى الأكثر عرضة للضرر بسبب مرض السكري، ثم تحديد الجينات الموجودة في الكلى، والتي يحدث لها تغير بسبب السكري، وتحديد المركبات التي تقوم بإيقاف هذا التغير الذي يدمر خلايا الكلى، بهدف إيجاد الدواء لعلاج تلف الكلى، والذي قد يكون البديل الحقيقي لغسيل الكلى.
• الخطة طويلة المدى: تتكون الكلى من وحدات صغيرة تُسمى النفرونات، وهي الأنابيب التي تُصفي الدم وتحول المواد المُصفاة إلى بول، وفي حالة العلاج بالخلايا الجذعية، سيتم عزل الخلايا الجذعية للكلى، وخلطها مع مواد قابلة للذوبان، ووضعها داخل النفرونات، مما قد يساعد في إنشاء كلية اصطناعية، والتي قام العلماء في جامعة هارفرد بزراعتها في الفئران، مما يُبشر بإمكانية زراعتها في البشر.