يهدف علاج الوسواس القهري الجنسي (Compulsive sexual behavior) إلى السّيطرة على الأفكار والممارسات الجنسية ومُحاولة الحدّ منها قدر الإمكان، وتتضمّن الخُطَّة العلاجية المُتبعة بتقديم العلاج النفسي للمريض إلى جانب مجموعة من العلاجات الدوائية، وهو ما سنتطرّق إليه بشيءٍ من التفصيل في المقال.[١][٢]


علاج الوسواس القهري الجنسي

يُمكن بيان الخيارات العلاجية المُستخدمة لعلاج أعراض الوسواس القهري الجنسي على النحو الآتي:


العلاج النفسي

تشمل أنواع العلاج النفسي المُستخدمَة لعلاج الوسواس القهري الجنسي ما يلي:

  • العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive-behavioral therapy): يُساعد على تغيير سلوك الفرد وتعليمه سلوكيات وطرق للتأقلم مع مُحفّزات الوسواس القهري الجنسي، مما يُقلِّل بدوره من الرّغبة الجنسية.[٣]
  • العلاج النفسي الديناميكي (Psychodynamic therapy): يُساعد على البحث عن الصّراعات أو المشاعر السّلبية التي أدَّت إلى تطوُّر السّلوكيات الجنسية القهرية لدى المريض.[٤]
  • العلاج بالتعرُّض ومنع الاستجابة (Exposure and response prevention): يتضمّن هذا النوع من العلاج تعليم الشخص المُصاب كيفية مواجهة الأفكار والأمور التي تُحفِّز الوساوس والسلوكيات القهرية، وذلك من خلال تعريضه تدريجيًا إلى بعض المواقف والسّيطرة على آلية استجابة المريض لها.[٢][٥]
  • العلاج الأسري (Family Therapy) أو علاج الأزواج (Couples Therapy): يهدِف هذا النّوع من العلاج إلى تقوية الرّوابط الأسرية وتعميق مبادئ التواصل والتشارُك، مما يُساعد على توفير الدّعم اللازم للمريض خلال مراحل العلاج.[٤][٦]
  • مجموعات الدعم: تُساعد المُصاب على فهم المرض وطُرق العلاج بصورةٍ أكبر، كما تُوفِّر الدعم وتُقلِّل خطورة الانتكاس مرّة أخرى.[١]


العلاجات الدوائية

تعتمد نوعية العلاجات الدّوائية الموصوفة بناءً على حالة المريض وما إذا كان يُعاني من اضطراباتٍ نفسية أخرى، وفيما يلي بيان لأبرز العلاجات الدوائية:

  • مُضادات الأندروجين (Anti-androgens): تُساعد هذه الأدوية على تثبيط إنتاج هرمون التستوستيرون في الجسم مما يُقلِّل بدوره من الرّغبة الجنسية، ومنها دواء أسيتات ميدروكسي بروجستيرون (Medroxyprogesterone acetate)، وسيبروتيرون أسيتات (Cyproterone acetate).[٤]
  • مُثبِّتات الحالة المزاجية (Mood Stabilizers): تُستخدم هذه الأدوية بشكلٍ أساسي لعلاج اضطراب ثنائي القُطب (Bipolar Disorder)؛ ولكنَّها تُساعد أيضًا على التقليل من الرغبة الجنسية القهرية، ومن الأمثلة عليها الليثيوم (Lithium) وحمض الفالبرويك (Valproic acid).[٤]
  • مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs): تُساعد هذه الأدوية على التّقليل من الرغبة الجنسية، كما تُستخدم لعلاج الاضطرابات النفسية المختلفة؛ مثل الاكتئاب والقلق، ومن الأمثلة عليها دواء سيتالوبرام (Citalopram)، وفلوفوكسامين (Fluvoxamine).[٧][٤]
  • مُضادات الذهان (Antipsychotic): ومن الأمثلة عليها أريبيبرازول (Aripiprazole) كدواء ابيليفاي (Abilify)، وريسبيريدون (Risperidone) كدواء ريسبيردال (Risperdal).[٤][٨]
  • دواء النالتريكسون (Naltrexone): المتوافر تجاريًا باسم فيفيترول (Vivitrol)، والذي يُستخدَم بهدف منع الشّعور بالنشوة والمُرتبط بممارسة سلوكيات الإدمان المُختلفة؛ مما يُقلِّل من الرغبة الجنسية.[٤][١]


كم تستغرق مُدة العلاج؟

يجب التوضيح بداية أنَّ اضطراب الوسواس القهري يُعتبر من الحالات المُزمنة، وغالبًا ما يستغرق علاج الحالات المتوسطة مدة تتراوح ما بين 6- 12 شهرًا، بينما تتطلَّب الحالات الشديدة والمُعقدة فترة زمنية أطول من العلاج.[٩]


ماذا إن لم يتم علاج الوسواس القهري الجنسي؟

قد ينتج عن عدم علاج الوسواس القهري الجنسي العديد من المُضاعفات والآثار السّلبية سواء على المريض أو الأشخاص المحيطين به، وتشمل ما يلي:[٣][١٠]

  • الشعور بالذنب وتدني احترام الذات.
  • المُعاناة من الاضطرابات النفسية، مثل الإصابة بالاكتئاب والقلق الشديد.
  • كثرة المشاكل والاضطرابات في علاقات الفرد.
  • انخفاض الأداء الوظيفيّ والمهني.
  • المُعاناة من مشاكل مالية.
  • الإصابة بأحد الأمراض المنقولة جنسيًا (Sexually transmitted diseases).
  • القيام بممارسات غير قانونية؛ مثل الاغتصاب أو التحرُّش الجنسي.


الوقاية من الوسواس القهري الجنسي

تجدر الإشارة إلى أنَّه لا توجد طريقة مُحددة حتى الآن للوقاية من الوسواس القهري الجنسي، ولكن هناك مجموعة من النصائح والمُمارسات التي قد تُساهِم في منع تدهور الحالة، ومنها ما يلي:[١١][١١]

  • الحصول على الرعاية الصّحية المناسبة في حال مُلاحظة أيّ مشاكل بما يخصّ السلوك الجنسي للفرد، إذ يُساعد تحديد الأعراض وتلقي العلاج في وقتٍ مبكّر على منع تفاقم السلوك القهري الجنسي.
  • استشارة الطبيب أو أخصائي الصحة العقلية لعلاج الاضطرابات النفسية؛ مثل القلق أو الاكتئاب، نظرًا لدورها الأساسي في تفاقم الأفكار والوساوس الجنسية لدى المريض.
  • طلب المُساعدة الطبية لعلاج الإدمان على الكحول والمخدرات، لما له من أثرٍ سلبيّ على سلوك الفرد وينتُج عنه فقدان السيطرة على الوساوس والسلوكيات الجنسية القهرية.
  • تجنُّب المواقف أو الأماكن المحفوفة بالمخاطر، والتي قد تزيد من خطر الانخراط بممارسات جنسية خاطئة.
  • تثقيف وتوعية النفس حول الوسواس القهري الجنسي للمُساعدة على فهم أسبابه وطُرق علاجه بصورةٍ أفضل.
  • البحث عن طُرق صحية للتعامل مع المشاعر السلبية، كممارسة التمارين الرياضية، والبحث عن وسائل للمساعدة على الاسترخاء كالتأمّل أو اليوجا.


دواعي مُراجعة الطبيب

يُنصَح بضرورة مراجعة في حال مُواجهة أيٍّ مما يلي:[١]

  • تفاقم الأعراض وازدياد الحالة سوءًا بمرور الوقت.
  • فقدان القدرة على التحكّم بالأفكار والسّلوكيات الجنسية.
  • الخوف من إلحاق الضرر بالنفس أو بالأشخاص الآخرين.
  • امتلاك الفرد أفكار أو ميول انتحارية.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Compulsive sexual behavior", mayoclinic, Retrieved 20/2/2022. Edited.
  2. ^ أ ب "Sexual Obsessions in OCD", verywellmind, Retrieved 20/2/2022. Edited.
  3. ^ أ ب "What to know about compulsive sexual behavior", medicalnewstoday, Retrieved 20/2/2022. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Understanding and Managing Compulsive Sexual Behaviors", ncbi, Retrieved 20/2/2022. Edited.
  5. "What Are the Treatments for OCD?", webmd, Retrieved 23/2/2022. Edited.
  6. "Family therapy", mayoclinic, Retrieved 23/2/2022. Edited.
  7. "What is obsessive-compulsive disorder?", medicalnewstoday, Retrieved 20/2/2022. Edited.
  8. "Antidepressant and Antipsychotic Drugs Used to Treat OCD", verywellmind, Retrieved 20/2/2022. Edited.
  9. "Ten Things You Need To Know To Overcome OCD", beyondocd, Retrieved 21/2/2022. Edited.
  10. "Sexual Addiction", medicinenet, Retrieved 20/2/2022. Edited.
  11. ^ أ ب "Compulsive sexual behavior", drugs, Retrieved 21/2/2022. Edited.