هرمون البرولاكتين (بالإنجليزية: Prolactin hormone) أو هرمون الحليب، يتواجد هذا الهرمون على عكس المتوقع في كلٍ من الذكور والإناث، ولكنه يتواجد لدى الإناث بكمياتٍ أكبر خاصة خلال مراحل معينة من حياتهنّ؛ كفترة الرضاعة.[١]

هرمون البرولاكتين

يُمثل هرمون البرولاكتين الهرمون الأساسي المسؤول عن إنتاج الحليب في الثدي وتحفيز الرضاعة عند الإناث، إلى جانب وظائف عدة أخرى، ويتكون هرمون البرولاكتين من سلاسل ببتيدية عديدة تتضمن 199 حمض أميني، كما يشبه في تركيبته الكيميائية هرمون اللاكتوجين المشيمي (بالإنجليزية: Placental lactogen hormone) وهرمون النمو (بالإنجليزية: Growth hormone)، ويتم إنتاج وإفراز البرولاكتين في الدماغ؛ تحديداً في الجزء الأمامي من الغدة النخامية (بالإنجليزية: Pituitary gland) وذلك عن طريق الخلايا النخامية المفرزة للبرولاكتين (بالإنجليزية: Lactotroph)،[١] وفي أجزاءٍ أخرى من الجسم، مثل:[٢]

  • الرحم.
  • الغدد الثديية أو الغدد الحليبية.
  • البروستات.
  • الأنسجة الدهنية.
  • الخلايا الجلدية.
  • الخلايا المناعية.


هناك عدة عوامل تُساهِم في إنتاج البرولاكتين من الأنسجة المذكورة أعلاه، وتشمل هذه العوامل تحفيز الحلمة، والتحفيز الضوئي وتحفيز حاسة الشم.[١]


وظيفة هرمون البرولاكتين

تعد الوظيفة الرئيسية للبرولاكتين هي إنتاج الحليب حيث تتم العملية على النحو الآتي:[١]

  • يكّون البرولاكتين الغدد الثديية ويعزز نموّها في الثدي، إذ يعمل على تعزيز الحويصلات الموجودة في الثدي وهي تحديدًا المكان الذي تحدث فيه عملية إنتاج الحليب.
  • يحفز البرولاكتين الخلايا السنخية الطلائية (بالإنجليزية: Alveolar epithelial cells) في الثدي لإنتاج مكوّنات الحليب، والتي تشمل:
  • اللاكتوز وهو كربوهيدرات الحليب.
  • الكازين أو اللبنين (بالإنجليزية: Casein) وهو بروتين الحليب.
  • الدهون.
  • يمتلك البرولاكتين بعض الوظائف الفسيولوجية الأخرى فضلا عن إنتاج الحليب، مما يجعله أحد الهرمونات المهمة للصحة حيث أنه يقوم بالأدوار التنظيمية الآتية:[٢]
  • تنظيم السلوك البشري.
  • تنظيم وظائف الجهاز المناعي.
  • تنظيم وظائف الجهاز التناسلي.
  • تنظيم عمليات الأيض في الجسم.
  • تنظيم سوائل الجسم المتعددة.


آلية التحكم بإفراز هرمون البرولاكتين

يتم تنظيم عملية إفراز هرمون البرولاكتين من الغدة النخامية في الجسم من خلال عدة هرمونات، ويتولّى ذلك بشكلٍ رئيسيّ هرموني الدوبامين والإستروجين، وذلك على النحو الآتي:[٣]

  • هرمون الدوبامين: وهو المنظّم الرئيسي لإفراز البرولاكتين، إذ يتم إفراز الدوبامين من منطقة تسمّى تحت المهاد (بالإنجليزية: Hypothalamus)؛ وهي جزء من الدماغ وتقع مباشرة فوق الغدة النخامية، ويعمل هرمون الدوبامين على تثبيط إفراز البرولاكتين عن طريق ارتفاع مستوى هرمون الدوبامين، كما أن ارتفاع مستوى البرولاكتين وحده يشكّل عاملا لتحفيز إفراز الدوبامين مما يكوّن ما يُعرف بحلقة التغذية الراجعة السلبية (بالإنجليزية: Negative feedback loop).[٣]
  • هرمون الإستروجين: يعدّ هرمون الاستروجين هو الهؤمون الرئيسي الثاني في عملية تنظيم إفراز البرولاكتين، وهو يعمل على عكس هرمون الدوبامين؛ حيث يزيد ويعزز من إفراز البرولاكتين، كما أن الزيادة الطفيفة في مستوى البرولاكتين في الدم لدى الإناث تحدث خلال مراحل الدورة التناسلية، حيث تَنتُج عن وجود مستويات عالية للإستروجين، ويكون دور الإستروجين هامًا خلال فترة الحمل وما بعدها وذلك بسبب الحاجة لهرمون البرولاكتين من أجل تكوين الحليب اللازم للرضاعة.[٣]
  • هرمونات أخرى: يوجد هرمونات أخرى تعمل على زيادة أو تقليل إفراز البرولاكتين في الجسم؛ مثل: الثيروتروبين، وهرمون الأوكسيتوسين، والهرمون المانع لإدرار البول.[٣]


يتم التحكم بإفراز البرولاكتين من خلال مستقبلات البرولاكتين الموجودة على أنسجة الغدد الثديية،[١] وبشكلٍ عام تبقى مستويات البرولاكتين مرتفعة في حال استمرت الأم؛ بالإرضاع فإذا توقفت سينخفض البرولاكتين إلى مستوياته الطبيعية مما يعني تقليل إنتاج الحليب.[١]


المستوى الطبيعي لهرمون البرولاكتين

يعد اختبار مستوى البرولاكتين شبيه تمامًا بفحص الدم المعتاد، بحيث يتم جمع العينة خلال 3-4 ساعات بعد الاستيقاظ في الصباح، إذ تؤخذ عينة الدم من أوردة الذراع، وحتى يتمكّن الطبيب من تحديد ما إذا كانت قيم هرمون البرولاكتين بالمستوى الطبيعي أم لا، فإنه سيقوم بتقييم نتائج الفحص بالاعتماد على عدة عوامل؛ تتضمن الصحة العامة، حيث تكون النتائج الطبيعية والمقاسة بالنانوغرام لكل مليلتر كما يأتي:[٤]


الفئة
المستوى الطبيعي
المرأة غير الحامل
<25 نانوغرام/مليلتر
34 إلى 386 نانوغرام/مليلتر
الرجل
<15 نانوغرام/مليلتر


ارتفاع مستوى هرمون البرولاكتين

فرط برولاكتين الدم (بالإنجليزية: Hyperprolactinemia) يعبّر هذا المصطلح عن حالة ترتفع فيها مستويات البرولاكتين في الدم عند النساء غير الحوامل أو عند الرجال، وهي حالة شائعة نسبياً عند النساء، كما أن هناك نسبة من النساء -في عمر الإنجاب- ذوات الدورة الشهرية غير المنتظمة وحالة طبيعية للمبيض ولكن يعانين من فرط برولاكتين الدم، الأمر الذي قد يؤدي إلى صعوبة في حدوث الحمل بالإضافة إلى معاناة المرأة من مشكلة إنتاج الحليب في الثدي خارج فترة الحمل وتسمّى هذه الحالة بثرّ اللبن (بالإنجليزية: Galactorrhea) ويُشار إلى أن معظم النساء اللواتي يعانين من ثر اللبن مُصابات أيضاً بحالة فرط برولاكتين الدم،[٥] ومن الجدير ذكره أنه قد تكون مستويات البرولاكتين مرتفعة دون أن تشعر المرأة بأية أعراض، كما قد تسبب مستوياته المرتفعة مشاكل عدة لدى الرجال والنساء حيث تتداخل المستويات المرتفعة من البرولاكتين مع الإنتاج الطبيعي للهرمونات الأخرى؛ مثل الإستروجين والبروجستيرون مما يؤدي إلى تغيير أو توقّف الإباضة، وقد يؤثر في الدورة الشهرية بحيث تصبح غير منتظمة أو قد تنقطع.[٥]


يكون لدى الذكور مستويات منخفضة من هرمون البرولاكتين في الحالة الطبيعية، ويشير ارتفاع مستويات البرولاكتين بشكلٍ غير طبيعي لدى الذكور إلى وجود حالة مرضيّة كامنة محتملة، إذ يُحتمل وجود ورم حميد في الغدة النخامية أو الإصابة بالضرر نتيجة عوامل عدة؛ من بينها استخدام أدوية معينة،[١] ويسبب ارتفاع هرمون البرولاكتين لدى الرجال المشاكل التالية:[٥]

  • ثر اللبن.
  • التثدي.
  • العجز الجنسي، أي عدم القدرة على الانتصاب أثناء ممارسة العلاقة الزوجية.
  • انخفاض الرغبة في ممارسة العلاقة الزوجية.
  • العقم.
  • اضطراب إنتاج الحيوانات المنوية بحيث تصبح أقل من العدد الطبيعي أو يتوقف إنتاجها تمامًا.


نقص مستوى هرمون البرولاكتين

نقص هرمون البرولاكتين (بالإنجليزية: Hypoprolactinaemia) هي حالة تتمثل بانخفاض مستويات البرولاكتين في الدم أقل من المستوى الطبيعي وهي حالة نادرة جدًا، وتحدث لدى الأشخاص المصابين بخمول الغدة النخامية، حيث إنّ إفراز كميات غير كافية من البرولاكتين في الدم يؤدي إلى نقص إنتاج الحليب في الثدي بعد الولادة، ونشير هنا إلى أن معظم الأشخاص الذين يعانون من نقص مستوى هرمون البرولاكتين في الدم لا يعانون من أي مشكلات صحيّة أخرى، إلا أن هناك أدلة أوليّة تشير إلى أن هؤلاء الأشخاص قد تكون لديهم استجابة مناعية أضعف تجاه بعض أنواع العدوى.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Physiology, Prolactin", ncbi, Retrieved 20/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "What does Prolactin Do?", hormone, Retrieved 20/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Prolactin", yourhormones, Retrieved 20/6/2021. Edited.
  4. "Prolactin Level Test", healthline, Retrieved 20/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Hyperprolactinemia (High Prolactin Levels)", reproductivefacts, Retrieved 20/6/2021. Edited.