تُعد دَرجة حرارة الجسم من أَهمِ العَلاماتِ الحيويةِ المُستخدمة في الكشف عن وجود خَطبٌ ما في صحةِ الإنسان، فَما هي درجة الحرارة الطبيعية؟ ومتى تكون مرتفعة؟ وكيف يمكن قياسها؟


ما هي درجة حرارة جسم الإنسان الطبيعية؟

تختلف درجة الحرارة الأساسية اختلافا بسيطاً من شخص لآخر، فتتراوح ضمن نطاقات طبيعية محددة، لكن يجب الإشارة إلى اختلاف قراءات قياس درجة حرارة الجسم باختلاف المكان الذي تمّ القياس فيه، فدرجة الحرارة المأخوذة عن طريق فتحة الشرج أعلى من تلك المأخوذة من الفم بشكل طبيعي، بينما تلك التي تُؤخذ عن طريق الإبط أقل مقارنة بالمأخوذة عن طريق الفم، ويمكن بيان درجات حرارة جسم الإنسان الطبيعية بالدرجة المئوية (C°) كالآتي:[١]


طريقة القياس
2-0 سنة
10-3 سنوات
65-11 سنة
أكثر من 65 سنة
الفم
35.5–37.5
35.5–37.5
36.4–37.6
35.8–36.9
فتحة الشرج
36.6–38
36.6–38
37.0–38.1
36.2–37.3
تحت الإبط
34.7–37.3
35.9–36.7
35.2–36.9
35.6–36.3
الأذن
36.4–38
36.1–37.8
35.9–37.6
35.8–37.5


لماذا تعتبر هذه الدرجة هي الطبيعية؟

اكتشف العلماء السبب وراء أن درجات الحرارة المذكورة سابقًا هي درجات الحرارة المناسبة للإنسان، فهي تساعد على تحقيق التوازن داخل جسم الإنسان، ويمكن تفصيل الأسباب كالآتي:[٢]

  • حماية الجسم من الإصابة بالعدوى الفطرية: فقد وُجِد أنّ نسبة الإصابة بالعدوى الفطرية تنخفض بنسبة 6% لكل ارتفاع في درجة حرارة الجسم مساوٍ لدرجة مئوية واحدة، وتجدر الإشارة إلى أنّ درجة حرارة أجسام الثدييات والإنسان عمومًا أعلى مقارنة بالحيوانات الأخرى.
  • الحفاظ على عمليات التمثيل الغذائي داخل الجسم: وهذا يساعد الإنسان على تناول كميات معتدلة من الطعام، فإذا كانت درجة حرارة الجسم الداخلية أعلى، لاحتاج الإنسان إلى تناول الطعام دون توقُّف للحفاظ على عمليات التمثيل الغذائي داخله (عمليات الهدم والبناء، ويُشار لها باسم الأيض أيضًا).


ما الذي يؤثر في درجة حرارة الجسم؟

كما تبين في الجدول السابق قد تتراوح درجات الحرارة للجسم ضمن نطاقات محددة بشكل طبيعي، ويؤثر في ذلك عدة عوامل هي:[٣][٤]

  • الملابس الثقيلة.
  • الجو الحار.
  • ممارسة الأنشطة البدنية.
  • التغيرات الهرمونية، إذ تتغير درجات الحرارة خلال الدورة الشهرية للنساء، فترتفع مثلًا وقت الإباضة.
  • الوقت من النهار، وعادة ما تكون أعلى في فترة المساء.
  • تناول الطعام الساخن.
  • العمر والجنس.[١]
  • أخذ المطاعيم مؤخرًا.[٣]


كيفية قياس درجة الحرارة

يعد استخدام ميزان الحرارة الطريقة الوحيدة لقياس درجة حرارة الجسم بشكل دقيق، وتجدر الإشارة إلى أنّ القياس عبر فتحة الشرج هي الطريقة الأكثر دقة للقياس، ولكنّها قد تسبب لك الانزعاج وعدم الراحة، لذلك غالبًا يتم اللجوء إلى القياس عبر الفم، وفي الحقيقة فإن القياس عن طريق الأذن، أو الجبين، أو الإبط أقل منه دقة، ولتتمكن من قياس درجة حرارتك أو حرارة شخص آخر عليك باتباع الخطوات الآتية:[٥]

  • خطوات قياس درجة الحرارة عن طريق الفم: وهي كالآتي:
  • اغسل يديك جيداً بالماء الدافئ والصابون قبل استخدام الميزان الفموي.
  • امتنع عن تناول الطعام والشراب قبل قياس درجة الحرارة بحوالي 5 دقائق.
  • ضع مقدمة ميزان الحرارة (منطقة القياس) تحت اللسان مع إغلاق الفم، بعد 30-40 ثانية سيصدرالميزان صوتاً، معنى هذا أنه يمكنك الاطلاع على النتيجة الآن.
  • ضع مقدمة الميزان في الماء البارد.
  • أخرج الميزان من الماء ونظفّه بالكحول، ثم اشطفه بالماء، وبعدها أعده إلى مكانه المخصص.
  • خطوات قياس درجة الحرارة عن طريق الشرج: إذا كان لديك طفل أقل من 3 سنوات سيكون ميزان الحرارة الشرجي هو الأسهل للاستخدام،[٥] ويمكنك استخدامه كالتالي:[٦][٥]
  • اغسل يديك جيدًا بالماء والصابون، واستخدم ميزان حرارة مخصّص لفتحة الشرج بعد تنظيفه.
  • ضع القليل من الفازلين على رأس الميزان.
  • قم بتمديد طفلك على بطنه، أو على ظهره مع ثني قدميه باتجاه الصدر.
  • ضح حفاضة نظيفة أسفل طفلك، إذ قد يخرج البراز بعد إخراج ميزان الحرارة على الفور.
  • ضع الميزان بلطف في فتحة الشرج حتى تدخل مقدمته بشكل كلي، ولا تقم بدفعه بقوة.
  • أخرج الميزان عند سماع صوت رنينه، وقم بقراءة درجة الحرارة.
  • قم بتنظيفه كما في الخطوات السابقة.



احذر: لا تقم باستخدام ميزان حرارة زجاجي؛ ذلك لاحتوائه على الزئبق، والذي يعد خطيراً جداً على صحة الإنسان.




ارتفاع درجة حرارة الجسم وانخفاضها

قد يعاني الشخص من ارتفاع درجة حرارة جسمه بين الحين والآخر، وأحيانًا قد تنخفض درجة الحرارة لديه عن الحدود الطبيعية، وفيما يأتي ذكر لأسباب ذلك:


ارتفاع درجة حرارة الجسم

قد ترتفع حرارة الجسم ويُصاب الشخص بالحمّى بين الحين والآخر، وتعد هذه من الاضطرابات الشائعة، التي تحدث غالبًا نتيجة الإصابة بالعدوى البكتيرية أو الفيروسية (كالإنفلونزا، والتهاب المعدة، وعدوى الأذن، وغيرها)،[٤][٧] إلا أنّها قد تحدث أحيانًا نتيجة أسباب أخرى مثل:[٤]

  • الأدوية: مثل: المضادات الحيوية، ومضادات الهيستامين (الأدوية المستخدمة للتخفيف من أعراض الحساسية)، ومسكنات الألم الأفيونية، وغيرها، فترفع بعض هذه الأدوية من درجة حرارة الجسم بشكل مباشر، كبعض المضادات الحيوية، أو تؤثر في آلية الجسم بخفض درجة حرارته عندما ترتفع.
  • التعرُّض للإصابات الجسدية الشديدة: ومن ذلك: ضربة الشمس، والحروق.
  • الإصابة ببعض الأمراض: ومن ذلك:
  • الجلطة القلبية أو الدماغية.
  • التهاب المفاصل.
  • فرط نشاط الغدة الدرقية.
  • الإصابة ببعض أنواع الأورام السرطانية: مثل: اللوكيميا وسرطان الرئة.


انخفاض درجة حرارة الجسم

انخفاض درجة حرارة الجسم هو انخفاض درجة الحرارة عن 35 درجة مئوية، الأمر الذي ينتج غالبًا عن التعرُّض للطقس البارد، أو البقاء في المياه الباردة لفترة طويلة، وفي الحقيقة يوجد العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر إصابة الشخص بانخفاض درجة الحرارة،[٨] مثل:[٩]

  • الإرهاق.
  • التقدم في العمر، أو صغر السن: إذ تقل قدرة الجسم على ضبط درجة حرارته الداخلية مع التقدم في العمر، كما أن قلة القدرة على التواصل عند الأطفال الصغار أو كبار السن قد يعرضهم لدرجات الحرارة الباردة دون أن يعلم الأشخاص المحيطين بذلك، بالإضافة لهذا قد لا يكترث معظم الأطفال للطقس البارد بسبب حبهم للعب، وقد لا يملكون القدرة على تحديد إذا ما كان الجو بارداً، وتجدر الإشارة إلى أن أجسام الأطفال تفقد الحرارة بشكل أسرع من البالغين.
  • تعاطي الكحول أو المخدرات.
  • المعاناة من بعض الأمراض العقلية التي قد تؤثر في قدرة الشخص على فهم مخاطر التعرُّض للطقس البارد، وفي قدرتهم على ارتداء الملابس الدافئة، كما أنهم معرضون للضياع عند تجولهم بمفردهم.
  • الإصابة ببعض الأمراض، مثل: كسل الغدة الدرقية، وسوء التغذية، والجلطة الدماغية، وبعض الإصابات الجسدية، وغيرها.
  • تناول بعض الأدوية، بما في ذلك مسكنات الألم الأفيونية، وبعض مضادات الاكتئاب، والأدوية المخدرة، وغيرها.
  • الإصابة بالعدوى، فقد تُسبِّب هذه أحيانًا انخفاض درجة الحرارة، خاصةً في حال كانت شديدة كتسمم الدم، أو لدى الأشخاص كبار السن، أو حديثي الولادة.[٤]


دواعي مراجعة الطبيب

يجب الاتصال بالطبيب في الحالات الآتية:[٧]

  • ارتفاع درجة الحرارة عن 38 درجة مئوية، في حال كان الشخص يعاني من أمراض أخرى في القلب أو الرئتين، أو في حال الأطفال الرضّع الأصغر من 3 أشهر.
  • ارتفاع درجة حرارة الأطفال (3 أشهر-3 سنوات) عن 39 درجة مئوية.
  • ارتفاع درجة الحرارة عن 40 درجة مئوية، أو انخفاضها عن 35 درجة مئوية.
  • ارتفاع درجة الحرارة أو انخفاضها مع ظهور أعراض أخرى، مثل: الصداع، وضيق التنفس، والارتباك، والجفاف، والإسهال، والتقيؤ.


المراجع

  1. ^ أ ب "What is a normal body temperature range?", medicalnewstoday, Retrieved 13/7/2021. Edited.
  2. "Why Is 98.6 F Our 'Normal' Body Temperature?", livescience, Retrieved 15/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "What Is a Normal Body Temperature?", keckmedicine, Retrieved 4/8/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Body Temperature", healthlinkbc, Retrieved 15/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "What Is a Fever?", webmd, Retrieved 15/7/2021. Edited.
  6. "Thermometers: How to Take your Temperature", Cleveland Clinic Centennial, Retrieved 5/8/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "What to know about infections", MedicalNewsToday, Retrieved 5/8/2021. Edited.
  8. "Hypothermia", Beacon Health System, Retrieved 1/8/2021. Edited.
  9. "hypothermia", mayoclinic, Retrieved 4/8/2021. Edited.