يظهر مرض منيير (Meniere's disease) على شكل نوبات من الدّوار والطنين المُزعج للغاية، يُصاحبهم أعراض أُخرى ترتبط جميعها بالأذن الداخليّة، وباعتبار أنّ هذا الجُزء من الأذن مسؤول عن التوازن والسمع فإنّ ما يُصيبه من خلل يتسبّب في مشاكل فيهما، ولحُسن الحظّ فإنّ مرض منيير عادةً ما يُصيب أُذن واحدة وحسب، ويستهدف في مُعظم الأحيان الفئة العُمرية ما بين 40-50 عامًا.[١]


هل توجد أسباب واضحة لمرض منيير للأذن الداخلية؟

في الحقيقة لا، لم يُحدّد الأطباء أيّ سبب واضح يرتبط بالإصابة بمرض منيير للأذن الداخليّة، ولكن يُرجّح أنّه ناجم عن مجموعة من الظروف والعوامل التي تتسبّب في زيادة كميّة السائل الموجود في قوقعة الأذن في الأذن الداخليّة، ما يُعيق الإشارات ما بين الأذن والدّماغ، لتظهر على صورة مشاكل في التوازن والسمع.[٢]


ومن جانب آخر؛ فقد ترتبط الإصابة بمرض منيير ببعض العوامل والظروف التي ترفع من احتماليّة الإصابة به لبعض الأفراد أكثر من غيرهم، ويُذكر من هذه العوامل ما يأتي:

  • تاريخ العائلة المرضيّ

إذ يبدو أنّ هناك تأثيرًا للجينات يجعل فُرصة إصابة أحدهم أكبر في حال كان أحد أفراد عائلته مُصابًا بالمرض.[٣]

  • ضعف تصريف السوائل في الأذن

تصريف السوائل بشكل غير صحيح، ربما بسبب انسداد أو خلل تشريحي.[٤]

  • اختلال نسب الصوديوم أو البوتاسيوم في الجسم

سواء كان ذلك بزيادتهما أم بنقصانهما، إذ يؤثّر ذلك على توازن الموادّ الكيميائيّة في السائل الموجود في الأذن الداخليّة.[٣]

  • الحساسية أو استجابة مناعية غير طبيعية

تنجم عن خلل ما يتسبّب بمُهاجمة الجهاز المناعيّ لأنسجة جسم الفرد وخلاياه.[٣]

  • وجود مُشكلة في الأوعية الدمويّة

إذ أنّ هنالك رابطة ما تجمع بين مرض منيير وبين الشقيقة (الصداع النصفيّ)، التي تنجم عن توسّع أو تضيّق في الأوعية الدماغيّة في الرأس.[٣]

  • الإصابة بعدوى فيروسيّة ما

مثل التهاب السحايا (التهاب خلايا الدماغ)،[٣] أو التهاب الأذن الداخليّة أو الوسطى، والتهابات الجهاز التنفسيّ المُختلفة.[٥]

  • التعرّض لإصابة سابقة في الرأس

أو ارتجاج في الدماغ.[٥]

  • استعمال علاجات أو أدوية مُعيّنة

التي ترفع بعض أعراضها الجانبيّة من احتماليّة الإصابة بمرض منيير.[٥]

  • اتّباع بعض الأنماط المعيشيّة

مثل التدخين، أو تناول المشروبات الكحوليّة.[٥]

  • التعرّض للضغوطات النفسيّة

مثل التوتّر الشديد والقلق.[٥]


محفّزات هجمات منيير

يجد بعض الأشخاص المصابين بمرض منير أن بعض الأحداث والمواقف يمكن أن تُشعِل أعراض المرض، وتتضمّن هذه المحفزات:[٦]

  • القلق والتوتر.
  • الإرهاق والتعب.
  • الاضطراب العاطفي.
  • تغيرات الضغط الجوي.
  • بعض الأطعمة، والإفراط في تناول الملح في النظام الغذائي.


هل يُمكن الوقاية من الإصابة بمرض منيير للأذن الداخلية؟

كلا، لا يُمكن القول بأنّ هناك طريقة مُحدّدة لتقليل احتماليّة الإصابة بمرض منيير؛ لعدم معرفة الأسباب الكامنة وراء الإصابة به كما ذكرنا، ولكن تُساعد بعض الإجراءات الروتينيّة في تقليل احتماليّة عودة نوبات المرض بشكلٍ كبير،[٧] وتتضمّن هذه الإجراءات ما يأتي:[٤]

  • الانتباه للكمية المُتناولة من الملح، بحيث لا تزيد عن 2.3 غرامات خلال اليوم.
  • تجنّب الدّخان والمُدخّنين قدر الإمكان.
  • تقليل الكمية المُستهلكة من الكافيين وتجنب المشروبات الكحوليّة.
  • شرب كميات كافية من الماء بانتظام.[٦]
  • قد يوصي الطبيب العام بدواء لدوار الحركة يسمى بيتاهيستين (Betahistine) للمساعدة على تقليل وتيرة وشدة نوبات مرض منير.[٦]


ملخص المقال

لا يوجد أسباب واضحة للإصابة بمرض منيير للأذن الداخلية، ولكن ترتبط فيه بعض العوامل والظروف التي ترفع من احتماليّة الإصابة به؛ مثل المناعة الذاتيّة، والجينات الموروثة، والتعرّض لبعض الضغوطات النفسيّة، ورغم عدم وجود طريقة مُحدّدة لتفادي الإصابة بهذا المرض إلا أنّ بعض الأنماط الصحيّة تُقلّل من فُرص عودة نوبات المرض بعد غيابها لبعض الوقت.

المراجع

  1. Janelle Martel (26/9/2018), "Meniere's Disease", healthline, Retrieved 16/1/2022. Edited.
  2. "Meniere’s Disease", webmd, 16/6/2020, Retrieved 16/1/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Meniere's disease", nhsinform, Retrieved 16/1/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "Meniere's disease", mayoclinic, 2/12/2020, Retrieved 16/1/2022. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "Meniere's disease", healthyhearing, Retrieved 16/1/2022. Edited.
  6. ^ أ ب ت "MÉNIÈRE’S DISEASE", vestibular, Retrieved 25/6/2022. Edited.
  7. "Meniere’s Disease", familydoctor, Retrieved 16/1/2022. Edited.