يتسبب القلق بشكل عام بالتأثير على حياة الفرد المُصاب به، فيجعله يشعر بالخوف والرهبة للعديد من الأمور في حياته، قد يترافق معه أعراض جسدية، مثل التعرّق الغزير، وتسارع نبضات القلب، لكن البعض قد يلاحظ أيضاً الحاجة إلى كثرة التبوّل عن التعرّض للقلق الشديد، فهل هناك علاقة بينهما؟[١][٢]


العلاقة بين القلق وكثرة التبول

قد تكون كثرة التبوّل أحد أعراض القلق الزائد، بل في بعض الأحيان قد يسبب الحاجة الملحّة للبول أو حتى سلس البول، دون أن يكون هناك مبرر لذلك، كشرب السوائل بكثرة على سبيل المثال، وإن الأطباء والباحثون لا يعرفون سبب هذه العلاقة بشكلٍ تام، لكن وضعوا فرضيتين للأمر، هما:[٣][٢]


1. نظرية زيادة النشاط العصبي

هذه النظرية قائمة على فكرة أن القلق والإجهاد النفسي يولدان في الجسم استجابة زائدة كردة فعل الكر والفر التي تحدث عند حالات الخوف، وهذا ما يزيد من حساسية الجهاز العصبي مؤديًا ذلك لتحفيز الأعصاب المتواجدة في المثانة مما يجعلها تريد إخراج البول، وهذا الأمر يزداد حدة في حال كان الشخص يُعاني في الأساس من فرط نشاط المثانة.


2. نظرية تواتر العضلات

القلق والتوتر يُمكن أن يُسببا توترًا عضليًا يشمل عضلة المثانة كباقي الجسم مؤديًا ذلك للرغبة في التبول بفترات قصيرة.


لكن تجدر الإشارة إلى أن كثرة التبول لها عدة أسباب محتملة، كمرض السكري على سبيل المثال، لذا يجب مراجعة الطبيب في حال استمرارها.[٢]


فرط نشاط المثانة والقلق

قد تكون العلاقة عكسية أيضاً، ففي حالة الإصابة بفرط نشاط المثانة (Overactive bladder) المتمثّلة بكثرة التبول عن الطبيعي، فإنها قد تتسبب بشعور القلق الزائد عند الشخص المُصاب، وإن العلاقة بين القلق وكثرة التبول الناتجة عن زيادة نشاط المثانة موجودة ومُثبتة بالدراسات العلمية، حيث أوجدت دراسة أن الأشخاص الذين يُعانون من فرط نشاط المثانة وبالتالي كثرة التبول يعاني 48% منهم من القلق، بينما يعاني 24% من الأشخاص المصابين بفرط نشاط المثانة من القلق الشديد أو المتوسط، واستنتاجات الدراسة أكدت أن فرط نشاط المثانة يزداد بزيادة القلق وزيادة الصعوبات النفسية والاجتماعية على الفرد.[٤]


طرق التعامل مع القلق

علاج القلق هو الطريق إلى التخلص من حالة كثرة التبول الناتجة منه، ويُمكن تطبيق الطرق العلاجية الآتية لتحقيق الهدف:[٥]


1. ممارسة التمارين الخاصة بهدوء النفس

يوجد العديد من التمارين التي تهدف لإراحة النفس وتخليصها من القلق والتوتر، ومن أبرزها:


  • التأمل والتي يُمكن تحقيقه من خلال ممارسة اليوغا.
  • التنفس العميق عدة مرات في اليوم.
  • أخذ استحمام دافئ طويل.
  • الاسترخاء في مكان مُظلم بعيد عن الضجة.


2. التحدث مع الأشخاص الداعمين

جميعنا نمتلك صديقاً يُمكنه أن يُغير المزاج للأفضل، فقط عند الإصابة بالقلق يُمكن محادثته والخروج معه لقضاء يوم بعيد عن الأفكار السلبية المُسببة في القلق.


3. إدارة وتنظيم الوقت

إن تنظيم الوقت والأولويات يُقلل من الضغوطات، ويُمكن تطبيق ذلك من خلال وضع جدول مهام يومي، كما يجب الالتزام بأوقات العطل للراحة وعدم إجهاد النفس والجسم بمهام أخرى غير ترفيهية.


4. مراجعة الطبيب النفسي

في حال كان القلق مستمراً ولا يقل بالرغم من ممارسة الطرق المنزلية السابقة فإن استشارة الطبيب أصبحت واجبة؛ إذ قد يُعالج الحالة بالعلاج السلوكي أو بالعلاج الدوائي وفقًا لما هو مناسب.


المراجع

  1. "Anxiety", medlineplus. Edited.
  2. ^ أ ب ت especially chronic anxiety, causes,and many other urinary challenges. "Anxiety Urination: An Inconvenient Symptom", calmclinic, Retrieved 18/5/2022. Edited.
  3. "6 tips for easing stress and anxiety from overactive bladder", medicalnewstoday. Edited.
  4. "The relationship between anxiety and overactive bladder/urinary incontinence symptoms in the clinical population", ncbi.nlm.nih. Edited.
  5. "What to know about anxiety", medicalnewstoday.