انسداد الأنف بعد عملية الانحراف

تساعد عملية تصحيح حاجز الأنف المنحرف بتدفق الهواء داخل الأنف بشكل أفضل، وبالتالي يُحسّن من عملية التَّنفس، وتهدف هذه العملية إلى تقويم الحاجز الأنفي، والذي يفصل حجرتي الأنف عن بعضها البعض؛ حيث إنه من الممكن أن يكون هذا الحاجز مائلاً قليلاً، مما قد يمنع دخول الهواء إلى إحدى حجرتي الأنف،^[١] ولكن في بعض الحالات قد يحدث انسداد في الأنف بعد إجرائها، وهذا ما سنناقشه في هذا المقال.

هل انسداد الأنف بعد عملية الانحراف أمرٌ طبيعي؟

نوعًا ما؛ حيث قد يشعر المصاب باحتقان وتورم الأنف بعد إجراء عملية انحراف الأنف؛ وذلك بسبب الدعامات التي وضعت في الأنف بعد العملية لتثبيت الغضاريف، ولكن هذه الدعامات يتم إزالتها خلال 48-72 ساعة من إجراء العملية، وبعد انتهاء فترة التعافي- والتي تتراوح بين 2-4 أسابيع- تكون حجرات الأنف أكثر انفتاحًا، وبالتالي دخول الهواء أسرع، وعملية التّنفس تتم بطريقة أفضل.^[٢]

ما أسباب انسداد الأنف المستمر بعد عملية الانحراف؟

في حالات معينة، قد يكتشف الشخص بأنه يعاني من انسداد الأنف بالرغم من إجراء العملية وتقويم حاجز الأنف المنحرف، ويحدث هذا الانسداد لعدة أسباب، منها ما يتعلق بالعملية الجراحية التي أُجريت، أو بالأنسجة الغضروفية وطريقة عودتها إلى شكلها الطبيعي بعد العملية، بالإضافة إلى أنّ هناك عوامل أخرى قد تسبب هذه المشكلة،^[٢] ومن هذه الأسباب ما يأتي:

تغيّرات طبيعية في شكل الأنف

بعد إجراء عملية الانحراف يبدأ بعض الأشخاص بالشعور في انسداد بالأنف؛ وذلك لأنه مع مرور الوقت قد يتحرك الحاجز الأنفي من مكانه، كما أن غضاريف وأنسجة الأنف قد يتغير مكانها طبيعيًا أو قد تُصاب مرة أخرى، ليعاني الشخص من المشاكل ذاتها التي عانى منها قبل إجراء عملية انحراف الحاجز الأنفي.^[٢]

حساسية الأنف

تحدث حساسية الأنف نتيجة استجابة مناعة الجسم لجسم غريب مثل حبوب اللقاح أو وبر الحيوانات،^[٣] وتُعدّ من أكثر الأسباب شيوعًا للإصابة بانسداد الأنف بعد إجراء العملية، وذلك نتيجة تهيّج في أغشية الأنف والتهابها، مما يؤدي إلى انسداد الأنف وصعوبة في التّنفس.^[٢]

تضخّم القرنيات الأنفية

تتكوّن الجدران الجانبية للأنف من العظام والغضاريف، بالإضافة إلى الأنسجة الرخوّة، والتي تسمى بالقرنيات، حيث تعمل على تنقية الهواء الداخل إلى الأنف، ولكن عند بعض الأشخاص يزداد حجم هذه القرنيات عن المعدل الطبيعي، لعدة أسباب، منها التعرّض للمهيّجات كالغبار، أيضاً انحراف الحاجز الأنفي قد يسبب ذلك.^[٤]

اللحمية الأنفية

اللحمية الأنفية هي زوائد لحمية تحدث نتيجة نمو خلايا الغشاء المخاطي بشكل غير طبيعي، لا تسبب هذه الزوائد أي مشاكل، باستثناء انسداد الأنف وعدم الراحة نتيجة صعوبة التنفس.^[٥]

تضيّق في صمام الأنف

هو الجزء الأضيق من الأنف، والذي يمتد من الوسط إلى أسفل الأنف، ويعمل على الحدّ من تدفق الهواء إلى داخل الأنف، لكن في بعض الأحيان يصبح ضيقًا أكثر من الطبيعي بسبب الخضوع لعملية سابقة أو نتيجة التعرّض لإصابة مؤلمة؛ مما يسبب انسداداً في الأنف.^[٢]

نصائح لتقليل انسداد الأنف بعد العملية

بما أن عملية الانحراف يتم إجراؤها في العيادات الخارجية، يمكن العودة إلى المنزل في نفس يوم إجراء العملية بمجرد زوال آثار التخدير ما لم تحدث أي مضاعفات، إلّا أن الأنف قد يكون منتفخًا ومؤلمًا، لذلك قد يعطيك الطبيب بعد التعليمات والنصائح التي لا بدّ من الالتزام بها؛ للتخفيف من مضاعفات العملية، ومنها:^[٦]

• تجنّب تناول الأدوية التي تزيد من تدفق الدم، مثل الأسبرين وبعض المسكنات؛ وذلك للتقليل من خطر الإصابة بالنزيف بعد العملية.
• الحدّ من النشاط البدني لعدّة أسابيع بعد العملية؛ وذلك لتقليل ورم الأنف وتعزيز عملية الشفاء.
• التوقّف عن ممارسة الألعاب الرياضية العنيفة، كالجري ورفع الأثقال؛ وذلك لتجنّب ارتفاع ضغط الدم الذي قد يؤدي إلى النزيف الحادّ.
• رفع الرأس في الليل؛ للتقليل من حدوث التوّرم.
• عدم الاستنثار من الأنف لمدة ثلاثة أيام على الأقل بعد إجراء العملية.
• ارتداء القمصان ذات الأزرار الأمامية؛ وذلك تفاديّاً لسحب الملابس من الأعلى وبالتالي إصابة الأنف.

ملخص المقال

من الطبيعي أن يشعر المصاب بالتورم واحتقان الأنف بعد إجراء عملية الانحراف؛ وذلك بسبب الدعامات التي يتم تركيبها لتثبيت الغضاريف في مكانها الصحيح، ولكن عادةً ينحسر هذا الانسداد بعد انتهاء مدة التعافي، أما في حال استمر ذلك لمدة أطول فقد يكون ذلك ناجمًا عن تغيرات طبيعية حدثت لأنسجة الأنف بعد العملية أو بسبب إصابة بالشخص بمشاكل صحية أخرى غير مرتبطة بالعملية، مثل حساسية الأنف أو تضخم القرنيات.