يُعدّ التّصلّب اللويحيّ مرضًا مناعيَّا يُسبّب ضررًا في الغلاف المحيط بالخلايا العصبيّة، ويؤثّر على أوجه كثيرة من حياة المُصابين، ومن هذه الأوجه تأثيره على النشاط الجنسيّ، فبحسب بعض الدراسات فإنّ أكثر من 80% من المُصابين بالتّصلب اللويحيّ يعانون من آثاره على الحياة الجنسيّة والجماع،[١] فكيف يؤثر هذا المرض على الحياة الجنسيّة؟ وما الذي يُمكن فعله للحدّ من هذه الآثار؟
كيف يؤثر التصلب اللويحي على الجماع؟
نظرًا لأن التصلب اللويحي يُسبب ضررًا على الغلاف المحيط بالخلايا العصبيّة فإنّه يؤثر على السيالات العصبية، بما فيها السيالات العصبية بين الدماغ والأعضاء التناسلية لكل من الرجل والمرأة، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على الجماع والنشاط الجنسي.[١]
وفيما يأتي توضيح لذلك بالتفصيل:
الرجال
يُعاني 63% من الرجال المصابين بالتصلب اللويحي من العجز الجنسي الذي يؤثر في الجماع، حسب دراسة سريرية نشرت في مجلة (Systematic Reviews) عام 2021،[٢]ومن التأثيرات السلبية للتصلب اللويحي على الرجل:[٣]
- مشاكل في الانتصاب (وهي المشكلة الأكثر شيوعًا)
- قلة الشعور بالقضيب والأعضاء التناسلية الذكرية.
- صعوبة القذف.
- صعوبة الوصول إلى النشوة الجنسية.
النساء
تُعاني حوالي 64% من النساء المصابات بالتصلب اللويحي من العجز الجنسي الذي يؤثر في الجماع، حسب بعض الدراسات القديمة، ومن التأثيرات السلبية للتصلب اللويحي على الصحة الجنسية للمرأة كل مما يأتي:[٣]
- قلة الشعور بالمهبل والبظر، أو زيادة الشعور بهما بشكل مؤلم.
- جفاف المهبل نتيجة قلة إفرازاته.
- صعوبة الوصول للنشوة الجنسية.
- ضعف عضلات المهبل.[٤]
هل يؤثر التصلب اللويحي على الجماع بطريقة غير مباشرة؟
نعم، إذ يؤثر التّصلّب اللويحيّ بشكلٍ غير مباشرٍ على الحياة الجنسيّة من خلال تأثيره على الحالة النفسيّة،[٤] ونوضح ذلك بالتفصيل كالآتي:
- الاكتئاب والتّقلّب المزاجي.[٤]
- الخوف من مشاركة الأعراض المحرجة مع الشريك ممّا يؤدّي إلى تجنّب العلاقة الجنسيّة.[٣]
- تغيّر المظهر الجسدي الناتج عن المرض. [٤]
- التوتّر وقلّة الثقة بالنّفس من ناحية القدرة على الأداء الجنسيّ.[٤]
- تأثير المرض على التحكّم بالمثانة وحركة الأمعاء ممّا يُصعّب الانخراط في العلاقة الجنسيّة.[٣]
كيف يمكنني الحد من تأثير التّصلّب اللويحيّ على الحياة الجنسيّة؟
يتضمّن علاج التأثير الجنسيّ للتصلّب اللويحيّ جوانب عديدة، حيث يعتمد على الأعراض المؤثّرة وأسبابها، وعادةً ما يحتاج العلاج مجموعة من الاختصاصيّين في الأعصاب والطبّ النفسيّ،[٥] وفيما يأتي بعض الاقتراحات التي تُساهم في الحد من تأثير التصلب اللويحي على الحياة الجنسية:
- استخدام الأدوية:
ويشمل ذلك الأدوية التي تُساعد على تقوية الانتصاب عند الرجال، بالإضافة إلى الأدوية التي تحدّ من تأثير المرض على التّشنجات العضليّة والأعراض الحسيّة.[١]
- استعمال مواد التزليق:
إذ يُساهم استعمال هذه الموادّ في التخفيف من حالة جفاف المهبل الأمر الذي يُخفّف الآلام الناتجة عن قلّة الإفرازات.[٦]
- التواصل مع الشريك:
فمن أهم الأمور التي يمكن القيام بها هي إبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع الشريك، فالحوار والنقاش ومشاركة الأحاسيس يُساعد على بناء علاقة سليمة ممّا يؤثر بشكلٍ مباشرٍ على الحياة الجنسيّة.[١]
- الاستعانة بالاستشاريّين النفسيين:
وذلك لأنّ تأثيرات هذا المرض لها العديد من الجوانب النفسيّة كما ذكرنا؛ وقد تُساعد بعض التقنيات كالعلاج المعرفي السلوكي وغيرها في التخلّص من مشكلة الاكتئاب وقلة الثقة بالنفس وغيرها.[١]
ملخص المقال
تتعدّد تأثيرات مرض التّصلّب اللويحيّ على حياة المُصاب الجنسيّة والجماع، حيث أنّ تأثيره على الأعصاب يلعب دورًا مهمًّا في إحداث مشكلات عديدة مثل ضعف القدرات الجنسيّة، كما أنّ آثار هذا المرض تتعدّى التأثير الجسديّ، إذ يؤثّر على الحالة النفسيّة ممّا يؤدّي إلى الاكتئاب وضعف الثقة النفسيّة والتي بدورها تؤثّر على الحياة الجنسيّة، وتوجد مجموعة من الطرق العلاجيّة التي تُساهم في الحدّ من هذه المشاكل.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج Heather Grey (1/9/2020), "MS and Your Sex Life: What You Need to Know", healthline, Retrieved 17/2/2022. Edited.
- ↑ "Prevalence of sexual dysfunction in men with multiple sclerosis: a systematic review and meta-analysis", biomedcentral, Retrieved 14/6/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث "How to Have a Healthy Sex Life When You Have Multiple Sclerosis", everydayhealth, Retrieved 14/6/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Maintaining Intimacy With Multiple Sclerosis", webmd, 23/7/2020, Retrieved 17/2/2022. Edited.
- ↑ "Sexual Dysfunction in Multiple Sclerosis", clevelandclinic, Retrieved 17/2/2022. Edited.
- ↑ Madeline R. Vann (30/7/2021), "How to Have a Healthy Sex Life When You Have Multiple Sclerosis", everydayhealth, Retrieved 17/2/2022. Edited.