مرض الثلاسيميا والزواج

إن مرض الثلاسيميا من أمراض الدم الوراثية الذي يؤدي لظهور كمية أقل من بروتين الهيموجلوبين المسؤول عن حمل الأكسجين في الدم، مما يؤدي لفقر الدم، ويظهر نتيجة لوجود طفرة في المادة الوراثية (DNA)، ويمكن أن ينتقل من الأهل إلى الأبناء، فكيف يمكن أن يؤثر في الزواج؟^[١]

مرض الثلاسيميا والزواج

يمكن أن ينتقل الجين المسبب للثلاسيميا إلى الأبناء سواء كنت مصابا أو حاملا لجين الثلاسيميا، ويعتمد احتمال إصابة الأبناء بالمرض على جينات شريكك فيما إذا كان مصابا أو حاملا لجين المرض كذلك، حيث إن جينات الطفل وصفاته تعتمد على كلا من الأم والأب، ويمكن الكشف عن احتمال الإصابة بالثلاسيميا عند الزوجين من خلال إجراء فحوصات الثلاسيميا قبل الزواج، وتكمن أهمية ذلك في الوقاية من ولادة أطفال مصابين بالثلاسيميا في المستقبل، حيث إن الجسم لا يصنع ما يكفي من بروتين الهيموغلوبين المسؤول عن نقل الأكسجين إلى الجسم عبر الدم، فيزداد احتمال تعرضهم لفقر الدم، وفشل وظائف أعضاء الجسم المختلفة.^[٢][٣]

فحص الثلاسيميا قبل الزواج

يُجرى فحص الثلاسيميا في العديد من الدول كإجراء وقائي قبل الزواج، للتقليل من احتمال ولادة أطفال مصابين أو حاملين لجين مرض الثلاسيميا، وذلك من خلال إجراء فحوصات الدم، والتي تساعد على الكشف عن الثلاسيما وأمراض الدم الوراثية الأخرى كذلك عند الزوجين، مثل فقر الدم (الأنيميا) المنجلي، أو الأمراض المعدية الفيروسية، مثل التهاب الكبد من نوع B وC، ويتم ذلك من خلال فحصين عادة فحص تعداد الدم الكامل، للكشف عن فقر الدم، وعدد كريات الدم عينة الدم، وفحص خاص للكشف عن طبيعة وكمية الهيموجلوبين في الدم.^[٤][٥]

أهمية إجراء فحص الثلاسيميا قبل الزواج

قد لا تظهر عليك أي أعراض للثلاسيميا إن كنت حاملا للجين فقط، ولكن اجتماع جين الثلاسيميا من الأم والأب معا، قد يؤدي لولادة طفل مصابا أو حاملا لجين الثلاسيميا، الأمر الذي يعرضه لاحتمال الإصابة بفقر الدم، وما يترتب عليه من مضاعفات تؤثر في جميع أجزاء الجسم نتيجة لعدم حصول الأعضاء على كمية كافية من الأكسجين لأداء وظائفها المختلفة، وتبدأ عادة أعراض الثلاسيميا بالظهور عليه بعد عمر 6 شهور تقريبا، وتتفاوت في شدتها حسب عدد الطفرات الجينية لدى الطفل، وفيما يلي توضيح للأعراض التي قد تظهر على طفلك بناء على ما إذا كان حاملا أو مصابا بالمرض:^[٦][٤]

• إن كان الطفل حاملا لجين الثلاسيميا: قد لا تظهر أي أعراض على الطفل أبدا إذا كان حاملا للجين فقط، أو قد تظهر أعراض خفيفة لفقر الدم، مثل التعب والشحوب، ولا تحتاج لعلاج.
• إن كان الطفل مصابا بالثلاسيميا: تظهر عليه أعراض شديدة لفقر الدم، تؤدي لتعب شديد، وشحوب واصفرار الوجه، بالإضافة لبطء النمو، وظهور مشاكل في تشّكل العظام، بالإضافة لانتفاخ البطن، وصعوبة في التنفس، وزيادة احتمال الإصابة بالعدوى، وقد يحتاج لنقل الدم بشكل دوري، كما قد يحتاج لأخذ أدوية لعلاج فقر الدم بشكل مستمر.

هل يمكنني الزواج من شخص حامل لجين الثلاسيميا إن كنت حاملا للجين كذلك؟

ينصح عموما بعدم الزواج من مريض حامل الثلاسيميا إذا كنت أيضا حاملا للمرض، حيث يكون احتمال إنجاب طفل حامل لجين الثلاسيميا أو مصابا بالمرض أعلى، ومن الجدير ذكره أن هناك فحوصات خلال الأسابيع الأولى من الحمل تكشف فيما إذا كان الطفل يعاني من مرض الثلاسيميا أم لا، ويجب استشارة الطبيب حولها.^[٧]

ما هي احتمالية انتقال مرض الثلاسميا لأطفالي في المستقبل؟

تختلف فرصة انتقال مرض الثلاسيميا إلى أطفالك حسب إذا كنت حاملا أو مصابا بالمرض وكذلك حسب شريكك إذا كان حاملا أو مصابا أيضا، ليس من الضروري أن يتأثر جميع أطفالك بالثلاسميا، وفيما يلي توضيح ذلك:^[٨]

• إذا كان كلا الوالدين مصابين بالثلاسيميا: فإن احتمال إنجاب طفل مصاب بالثلاسيميا يكون بنسبة 100%.
• إذا كان كلا الوالدين حاملين للثلاسيميا: فهناك احتمال 50% لإنجاب طفلا حاملا لجين الثلاسيميا في كل حمل، واحتمال بنسبة 25% لولادة طفل مصاب بالثلاسيميا، واحتمال بنسبة 25% أن يكون الطفل طبيعيا.
• إذا كان أحد الوالدين حاملاً للثلاسيميا والآخر طبيعي: هناك احتمال 50% لإنجاب طفل حاملا للثلاسيميا، و 50% أن يكون الطفل سليما.
• إذا كان أحد الوالدين مصاب بالثلاسيميا والآخر طبيعي: فهناك احتمال 100% فرص أن يكون الطفل حاملا للثلاسيميا.
• إذا كان أحد الوالدين مصاب بالثلاسيميا والآخر حامل للثلاسيميا: فهناك احتمال بنسبة 50% أن يكون الطفل مصابا بالثلاسيميا، وبنسبة 50% أن يكون حاملا لجين المرض.