ما هي آثار استخدام الهاتف على الدّماغ؟

يهتمّ الأطبّاء ومقدمو الرعاية الصحيّة عمومًا بدراسة تأثيرات استخدام الهواتف الذكيّة على الدّماغ، وذلك لانتشارها الواسع جدًّا في جميع أنحاء العالم، وتظهر بعض الدراسات إمكانيّة وجود تأثير للهواتف على الدّماغ، ويعتقد البعض أنّ هذا الاستخدام قد يؤثر على تطوّر قدرات الأطفال العاطفيّة والاجتماعيّة وأنّه قد يؤثّر على أنماط النوم وانتظامه بشكل واضح.[١]


ونذكر فيما يأتي توضيح لأهم آثار استخدام الهاتف على الدماغ:[١]

  • قدرات التعلّم والإدراك

أظهرت الدراسات العلميّة أنّ الشباب ذوي العمر الصغير والذين يمكن وصفهم بأصحاب الإدمان على الهواتف المحمولة واستخدامها قد أظهروا عدم توازن في كيميائيّة دماغهم والهرمونات التي يفرزها، كما أشارت الدراسات إلى انخفاض القدرات الإدراكية لدى هذه الفئة أيضًا.

  • المهارات العاطفية والاجتماعيّة

يسبب استخدام الهواتف أو الأجهزة اللوحيّة تأثيرًا على المهارات الاجتماعيّة بسبب حلول الاستخدام المفرط لهذه الأجهزة محل فرص التواصل الاجتماعيّ مع الناس مما يؤثّر على تطور المهارات الحسيّة والعصبيّة والبصريّة لدى الأشخاص المعتمدين على استخدام هذه الأجهزة بشكل مفرط.

  • عدم انتظام النّوم

وتكمن المشكلة الحقيقيّة باستخدام الهاتف قبل النّوم مباشرًة، إذ يتعرّض الشخص المستخدم للهاتف لكميّة كبيرة من الضوء الإشعاعيّ المباشر الذي قد يؤثر على الدورة المنتظمة للنوم حتّى بعد إغلاق الهاتف، ويقوم بذلك عبر التأثير على نسبة هرمون الميلاتونين والذي تزداد نسبته في وقت الليل ويحفّز النوم والنعاس.

  • كسل وخمول الدّماغ

وسبب ذلك هو الاعتماد المباشر والكلّي على استخدام الهاتف للحصول على كل المعلومات أو إجابات الأسئلة دون الحاجة للتذكّر أو القراءة أو ممارسة الأنشطة الدماغيّة الفاعلة في تأدية وظائف الدماغ المختلفة، مثل تذكّر الأسماء وأرقام الهاتف والعناوين والمعلومات الثقافية والطبية والعلمية وغيرها.


ما هي الآثار السلبيّة لاستخدام الهاتف على صحّتك؟

يذكر الأطبّاء المختصّون أنهم يلاحظون الحالات المرضيّة التالية في عياداتهم والتي يتوقّعون أن سببها المباشر هو الاستخدام المفرط للهواتف الذّكية:[٢]

  • تلوث اليدين بالجراثيم والبكتيريا جرّاء استخدام الهاتف في أماكن مثل الحمّام.
  • انثناء الإبهام بسبب الاستخدام الطويل للهاتف.
  • الإصابات والحوادث التي تقع بسبب عدم الانتباه كالتحدث والقيادة أو استخدام الهاتف والمشي دون تركيز.
  • ألم في الرسغ أو السّاعد أو الكتف أو الرقبة.
  • ضعف في الرؤية نتيجًة للاستخدام المفرط للهاتف.


ما هي العوامل الموجودة في الهاتف التي قد تجعل استخدامه أكثر خطرًا على الدّماغ؟

تشع الهواتف المحمولة إشعاعات لها ترددات موجيّة معيّنة، وتمتصّ أنسجة الجسم هذه الإشعاعات الضّارة بكميّات مختلفة تبعًا لمجموعة من العوامل مثل:[٣]

  • نوعية وتطوّر التكنولوجيا المستخدمة في الهاتف الذي يتمّ استخدامه.
  • المسافة الفعليّة التي تفصل بين المستخدم والهاتف.
  • المسافة الجغرافيّة التي تفصل بين المستخدم وأبراج الاتّصالات التي تستخدمها شركات الاتصالات لتلقي وتوزيع خدمة الهواتف الخلويّة.
  • نوعيّة وكيفيّة الاستخدام للهاتف المحمول.


ما هي العلاقة بين استخدام الهواتف المحمولة وسرطان الدّماغ؟

حتى هذه اللحظة لم تستطع الأبحاث إيجاد علاقة مباشرة بين الاستخدام المفرط للهواتف النقّالة وتكوّن أي نوع من سرطانات أو أورام الدّماغ،[٣] ولا تزال جهود البحث قائمًة في هذا المجال، حيث صنّفت الوكالة الدّوليّة لأبحاث السرطان الإشعاع الصادر عن استخدام الهاتف على أنّه عامل مسرطن محتمل، أي أنّه قد ترافقه بعض الخطورة المؤدّية للإصابة بالسرطان، مما يدفع نحو التشجيع لإجراء أبحاث أكبر وعلى مدى زمنيّ أطول بما يتعلّق بهذا المجال.[٤]

هل يعدّ الأطفال أكثر عرضًة للمخاطر الناجمة عن استخدام الهاتف؟

يعدّ الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالمخاطر الناجمة عن استخدام الهاتف مقارنًة بالبالغين، مثل تطوير سرطانات في الدّماغ، فلا يزال الجهاز العصبيّ في مرحلة التطوّر لديهم، وهذا يجعلهم أكثر عرضة لعوامل الخطورة، وهذه بعض الخطوات التي يمكنك اتّباعها لتخفيف التّعرّض لطاقة الإشعاعات الناجمة عن الهواتف:[٥]

  • استخدم الهواتف لأقلّ فترة زمنيّة ممكنة وإجراء محادثات قصيرة.
  • استخدم الأجهزة بعيدًا عن متناول اليد إن أمكن.
  • إبعاد الأجهزة عن منطقة الرّأس ما أمكن.


ملخّص المقال

تتأثّر قدرات الدماغ لدى الأطفال والبالغين بالاستخدام المفرط للهواتف المحمولة، وهناك مشاكل عدّة قد يكون استخدام الهواتف سببًا رئيسيًّا فيها، ويكمن مصدر الخطورة من الإشعاعات الصادرة عن هذه الأجهزة ومدى قربها أو بعدها عن دماغ الإنسان والمدّة الزمنيّة التي يتمّ التعرض لها، ويمكن القيام بإجراءات عديدة للتخفيف من خطورة استخدام الهواتف المحمولة والوقاية من تأثيراتها الضّارّة.

المراجع

  1. ^ أ ب Kendra Cherry (7/4/2020), "the effect of smartphones on your brain", verywellmind, Retrieved 18/1/2022. Edited.
  2. Melinda Ratini (4/8/2021), "ways your smartphone can wreck your health", webmd, Retrieved 19/1/2022. Edited.
  3. ^ أ ب Zahid Naeem (8/10/2014), "health risks associated with mobile phone use ", ncbi, Retrieved 18/1/2022. Edited.
  4. Patrezia Frei (20/10/2011), "use of mobile phones and risk of brain tumors: update of cohort Danish study", bmj, Retrieved 18/1/2022. Edited.
  5. "easy ways to reduce kids exposure to cellphone radiation", ewg, 23/6/2016, Retrieved 18/1/2022. Edited.