أمراض الغدد اللمفاوية

تسمى الغدد اللمفاوية أيضًا بالعُقد اللمفاوية هي عبارة عن انتفاخات من الأنسجة تتواجد على طول الجسم مثل الرقبة، الإبط، الفخذ وغيرها من الأماكن، وتحتوي هذه الغدد على خلايا الدم البيضاء لمهاجمة عدوى الأمراض حيث تعتبر جزءًا من الجهاز اللمفي وجهاز المناعة في الجسم، وتقوم بفلترة السائل اللمفي الذي يحتوي على نواتج النفايات من جميع أنسجة الجسم.^[١]

تضخم العُقد اللمفاوية

حيث يتضخم حجم الغدة اللمفاوية ويزداد حجمها أكثر من 1 سم؛ وذلك نتيجة للعدوى من الميكروبات أو الأمراض المناعية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو الذئبة الحمراء، وفي بعض الحالات يمكن أن تكون الأورام سببًا للتضخم في الغُدد الليمفاوية.^[٢]

وفي 75% من حالات تضخم الغُدد اللمفاوية يكون التضخم في مكان واحد في الجسم، أما أكثر الغُدد عرضة للتضخم هي الغدد الموجودة في منطقة الرقبة والرأس، أما بالنسبة للـ 25% من حالات التضخم فإنها تتضمن الغُدد اللمفاوية الموجودة في أكثر من مكان في الجسم.^[٢]

لا يُطلق مصطلح تضخم الغُدد اللمفاوية على الغُدد التي يزداد حجمها بل أيضا عند تغير شكل هذه الغُدد عن الشكل الطبيعي أو تغير عددها؛ حيث إن العدد الطبيعي للغُدد اللمفاوية في الجسم يصل إلى 600 غُدة.^[٣]

التهاب العُقد اللمفاوية

نظرًا لأن الغُدد اللمفاوية مسؤولة عن ترشيح وفلترة السائل اللمفي القادم من جميع أنسجة الجسم والذي يحتوي على الفضلات والميكروبات، فإنه من الممكن أن تصل هذه الميكروبات للغُدد وتسبب الالتهاب، في هذه الحالة يعد هذا الالتهاب نوعًا معين من حالة تضخم واحدة أو أكثر من الغُدد اللمفاوية بسبب العدوى، فيزداد حجم الغدة المصابة وتُصبح طرية ومؤلمة ويمكن الشعور بها،^[٤] إن تحديد نوع الميكروب المسبب للالتهاب ضروري لتحديد العلاج اللازم:

التهاب العُقد اللمفاوية الفيروسي

وعادًة ما تكون هذه الحالة حادة ويُشفى الالتهاب دون الحاجة للعلاج، وتحدث عادةً نتيجة التهاب الجهاز التنفسي بفيروسات مثل فيروس الإنفلونزا الكورونا، وتكون أكثر الغُدد اللمفاوية تعرض للالتهاب في هذه الحالة هي الغُدد اللمفاوية الرقبية الموجودة في منطقة الرقبة، ويمكن لفيروسات أخرى أيضًا أن تسبب الالتهاب في الغُدد اللمفاوية مثل فيروس العوْز المناعي البشري وغيره.^[٥]

التهاب العُقد اللمفية البكتيرية

وتشكل البكتيريا العُقدية والبكتيريا المكورة العنقودية ما نسبته من 40-80% من حالات الالتهابات البكتيرية في الغُدد اللمفاوية، ويؤدي الالتهاب إلى تضخم الغدة؛ حيث يزداد حجمها أكثر من 2 سم.^[٥]

الاستسقاء اللمفي (الوذمة اللمفية)

يُشير إلى تجمع السوائل، ويحدث عادةً نتيجة لخلل في الجهاز اللمفي يؤدي إلى تلف في الأوعية والغُدد اللمفاوية، ويُعد الأشخاص الذين تعرضوا لاسئصال بعض الغُدد الليمفاوية من الجسم خلال عملية جراحية أو من تلقوا العلاج الإشعاعي لعلاج السرطان أكثر عرضًة للإصابة بالاستسقاء اللمفي.^[٦]

ويظهر تجمع السوائل في الأيدي والأقدام وعادة ما تكون خفيفة أو مؤلمة، ومن الممكن أن تؤدي إلى تشوه وعدم القدرة على تحريك الأيدي والأقدام؛ نتيجة لتراكم كمية كبيرة من السوائل، ويعد المريض في هذه الحالة مُعرضًا للإصابة بالتهابات جلدية.^[٦]

اللمفوما

يحدث ورم الغُدد اللمفاوية أو السرطان عندما تنقسم الخلايا اللمفاوية ويزداد عددها وحجمها بشكل غير طبيعي لا يُمكن السيطرة عليه،^[٦] ويوجد أنواع مختلفة لسرطان الغُدد اللمفاوية من أبرزها:

لمفوما لا هودجكين

هو مصطلح يطلق على السرطان الذي يصيب الخلايا اللمفاوية، ويشمل عدة أنواع من السرطانات ولكنها تشترك ببعض الخصائص، وعادًة ما يصيب البالغين، ولكن من الممكن أن يصيب الأطفال أيضًا.^[٧]

لمفوما هودجكين

يعد هذا النوع من أنواع سرطان الغُدد اللمفاوية غير الشائعة مقارنة بالنوع الأول، وعادة ما تكون الخلايا اللمفاوية البائية هي المتضررة والتي يحدث فيها الانقسام غير الطبيعي، ويُميز هذا السرطان بوجود خلايا ريد-ستيرنبرغ (Reed-Sternberg cells)، وتعد أكثر الفئات العمرية عرضة لهذا المرض هم الأشخاص أكثر من 75 عامًا بالإضافة للأشخاص من سن 20-40 عامًا.^[٨]

ملخص المقال

الغُدد اللمفاوية هي عُقد من الأنسجة منتشرة في الجسم مسؤولة عن فلترة السائل اللمفي والتخلص من النفايات والعوامل المسببة للمرض ولذلك فهي من الممكن أن تتعرض للأمراض والمشاكل التي تؤثر على عملها، تحديد نوع الحالة المرضية وسببها يساعد في علاج المشكلة.