أمراض المناطق الحارة

تنتشر بعض الأمراض في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية من العالم بشكل كبير مقارنة بغيرها من المناطق؛ لأن هذه المناطق عادةً ما تكون مليئة بالأمراض المعدية نتيجة لوجود العديد من العوامل البيولوجية والاجتماعية وبعض العوامل البيئية التي تدعم توفر مسببات العدوى وناقلات هذه الأمراض،^[١] وتتعدد الأمراض المنتشرة بهذه المناطق الاستوائية أو المدارية ومنها:

مرض السل

إذ يعتبر من الأمراض المعدية الخطيرة، التي بطبيعتها تصيب الرئتين بشكل رئيسي، وتحدث عن طريق انتقال البكتيريا من شخص مصاب بها لآخر من خلال الرذاذ الذي يخرج من الفم وينطلق للهواء عن طريق السعال وحتى أيضًا العطاس، وعادةً ما يتأثر المصابون بأمراض مناعية أكثر من غيرهم.^[٢]

وبالنسبة للعلاج فإن العديد من سلالات هذا المرض تعمل على مقاومة الأدوية المستخدمة لعلاجه؛ لذا لا بد لهم من تناول الأدوية التي يصفها الطبيب لمدة أشهر للتخلص من العدوى ومنع مقاومة المضادات الحيوية.^[٢]

الملاريا

الملاريا مرض يهدد الحياة ومنتشر في المناطق الاستوائية بسبب ارتفاع درجة الحرارة وانتشار البعوض الذي يسمى الأنوفيلة، التي تكون مصابة وبدورها تحمل الطفيل، فعندما تلدغك تقوم بإطلاق الطفيل في مجرى الدم، فمجرد دخول هذه الطفيليات إلى الجسد تنتقل بسرعة للكبد وتنضج هناك، وبعد أيام من النضوج تذهب إلى مجرى الدم وتتكاثر وتهاجم خلايا الدم الحمراء.^[٣]

داء الليشمانيات

هو مرض جلدي يسببه طفيلي أوليّ وعادةً ما ينتقل عن طريق لدغة أنثى الرمل، وقد تتراوح الأعراض لهذا المرض من قرحة جلدية بسيطة ذاتية الشفاء إلى مرض جلدي يشوه الجسد ومرض جهازي قاتل أيضًا، وقد تتأخر الأعراض بالظهور لأشهر أو حتى لسنين عديدة، لذا صنف من الأمراض الأكثر خطورة بسبب مقاومته للأدوية أيضًا وضعف المناعة لديهم.^[٤]

الإسهال

والذي يتمثل بأن يكون شكل البراز والفضلات الخارجة من الجسد رخوة أو مائية، وينتج هذا المرض بسبب وجود بعض الفيروسات والبكتيريا المنتشرة في هذه المناطق والتي تُحدث بدورها خلل في الجهاز الهضمي، وقد تحدث العديد من الأعراض والتي تتمثل بمغص في أسفل البطن، والشعور بالغثيان، ومن المحتمل أن تنتهي هذه الأعراض من تلقاء نفسها بعد ما يقارب ثلاثة أيام، أو قد تحتاج للعلاج بالمضادات الحيوية المناسبة.

داء الأسطوانيات

وهو داء تسببه الدودة المستديرة، وهي عبارة عن طفيليات تعيش على كائن حي آخر من أجل الغذاء، وعادةً ما تعيش في التربة أو الماء وبعض الأحيان في البراز، ويتلخص مبدأ عملها باختراقها للجلد والدخول للأمعاء الدقيقة، وبعد ذلك تضع بيضها هناك، وبالتالي تسبب لك العدوى الذاتية، كما من الممكن أن لا تسبب أي أعراض.^[٥]

ملخص المقال

توجد العديد من الأمراض المنتشرة بكثرة في المناطق الحارة والتي تسمى أيضًا بالمناطق الاستوائية، كالإسهال، داء الأسطوانيات والملاريا، وداء الليشمانيات، ويعود سبب انتشارها في هذه المناطق إلى العديد من العوامل كوجود الفيروسات والبكتيريا التي تعيش بالتربة وبالبراز أيضًا والعديد من العوامل الاجتماعية السيئة وغالبًا ما تحتاج معظم هذه الأمراض للعلاج من قبل الطبيب، إلا أن بعضها قد لا يحتاج، وتنتهي بعد أيام بشكل تلقائي وذاتي.