ما هو الصّداع العنقودي؟

الصداع العنقودي (Cluster Headache) أحد أكثر أنواع الصداع المُزعِجة والمُسببة للألم، وهو حالة طبية نادرة وغير مُهددة للحياة يحدث في أنماطٍ أو فتراتٍ دورية، ويُمكن أن تستمر بعض نوباته المُتكررة التي تُعرف بالفترات العُنقودية من أسابيعٍ إلى شهور، وعادةً ما تتبعها فترات هدوء أو سكون يتوقف فيها الصداع لأشهرٍ وأحيانًا لسنوات.[١]


أسباب الصداع العنقودي

لا يزال السبب الدقيق وراء حدوث الصداع العنقودي غير معروف حتى الآن، إلّا أن أنماط الصداع العنقودي تُشير إلى أن الخلل في الساعة البيولوجية للجسم أو منطقة ما تحت المهاد؛ إذ تُطلق هذه المنطقة من الدماغ موادًا كيميائيةً تُسبب توسعًا في الأوعية الدموية، مما يؤدي لزيادة تدفق الدم إلى الدماغ، وتُشير أبحاث أخرى إلى أن العوامل الالتهابية والناقلات العصبية قد تلعب دورًا في حدوث الصداع العنقودي أيضًا، بالإضافة لذلك يعتقد الباحثون أنه من الممكن وجود رابط وراثي لهذه الحالة،[٢] وبمجرد بدء الفترة العنقودية يُمكن أن تؤدي بعض الأمور إلى تحفيز الصداع وزيادته سوءًا، مما يستوجب التوقف عنها،[١] وتشمل المُحفزّات المحتملة للصداع العنقودي ما يلي:

  • استخدام بعض الأدوية.[١]
  • التدخين وشرب الكحول.[٣]
  • الانتقال للإقامة في أماكن شاهقة الارتفاع.[٣]
  • التعرّض لضوءٍ ساطع.[٣]
  • ممارسة تمرينٍ أو مجهودٍ شاق.[٣]
  • التّعرض للحرارة العالية سواء من الطقس أو الاستحمام.[٣]
  • تناول الأطعمة التي تحتوي على النترات، بما في ذلك بعض أنواع اللحوم المُقددة.[٣]


خصائص الصداع العنقودي

يتميّز الصداع العنقودي عن غيره من أنواع الصداع بعددٍ من الخصائص، منها:

  • سرعته: يصل الصداع العنقودي عمومًا إلى ذروته سريعًا في غضون 5 أو 10 دقائق.[٤]
  • طبيعية الألم: يحدث ألم الصداع العنقودي دائمًا في جانبٍ واحدٍ من الرأس، ويبقى في موقعه خلال فترة حدوث النوبة، وعندما تبدأ فترة صداع جديدة قد يتحول إلى الجانب الآخر ولكنّه أمر نادر الحدوث، ويُوصف الألم بأنه حارق، وقد يكون خافقًا أو ثابتًا، ويشعر به المصاب خلف أو حول عينٍ واحدة، وقد ينتشر إلى الجبهة، والصدغ، والأنف، والخد، واللثة العلوية على الجانب ذاته، كما يُمكن أن يؤثر في فروة الرأس.[٤]
  • مدة استمرارية النوبة: عادةً ما تستمر نوبات الصداع العنقودي ما بين 15 دقيقة و3 ساعات، وقد يواجه البعض نوباتٍ متعددةٍ يوميًا يُمكن أن يصل عددها إلى 8.[٥]
  • قابل للتنبؤ: ترتبط نوبات الصداع العنقودي بإيقاع الساعة البيولوجية، وبالتالي فإنها تحدث بانتظام في الوقت ذاته يوميًا، ويُمكن أن تكون النوبات الليلية أكثر حدة من نوبات النهار.[٤]
  • تكراره: يعاني معظم المصابين من صداع يومي لمدة أسبوعين إلى 3 أشهر، وبين هذه الفترات هناك مدة تصل إلى أسبوعين على الأقل تخلو من الألم.[٤]


أعراض الصداع العنقودي

إلى جانب خصائص الصداع العنقودي المذكورة سلفًا، قد يعاني المصابون به من أعراضٍ إضافية، وفيما يلي بعضها:

  • الأرق.[٢]
  • احمرار، أو تورّم، أو تدميع في العين على جانب الألم ذاته.[٢]
  • انسداد، أو سيلان الأنف في جانب الألم ذاته.[٢]
  • شحوب الجلد.[٢]
  • تعرّق الوجه.[٢]
  • صِغر اتساع البؤبؤ في عينٍ واحدة.[٥]
  • تدلي جفن العين في جانب الألم ذاته.[٢]


تشخيص الصداع العنقودي

كما أسلفنا الذكر؛ هناك العديد من الخصائص التي تُميّز الصداع العنقودي عن غيره من أنواع الصداع، ويعتمد التشخيص على وصف نوبات الصداع بما في ذلك الألم، وموقع الصداع، وشدته، والأعراض المصاحبة له، وعدد مرات حدوث النوبات، ومدة استمراريتها، ومن الاختبارات التي يُمكن الاستعانة بها لتشخيص الصداع العنقودي ما يلي:[٦]

  • الفحص العصبي: يساعد الفحص العصبي على اكتشاف العلامات الجسدية للاضطرابات العصبية، ويتضمن ذلك إجراءاتٍ خاصةٍ تُقيّم وظيفة الدماغ بما في ذلك اختبار الحواس، وردود الفعل، والأعصاب، وعادةً ما تكون نتيجة هذا الاختبار طبيعية للمصابين بالصداع العنقودي.
  • الصّور: تُجرى في حال كان المصاب يعاني من صداعٍ غير طبيعي، أو إذا كانت نتيجة الفحص العصبي غير طبيعية، وتساعد على استبعاد الأسباب الخطيرة الأخرى لألم الرأس كالأورام أو تمدد الأوعية الدموية، وتشمل اختبارات تصوير الدماغ الشائعة ما يلي:
  • صورة الرنين المغناطيسي: (MRI)، يستخدم هذا الاختبار مجالًا مغناطيسيًا قويًا وموجات الراديو لإنشاء صورًا مُفصلةً للدماغ والأوعية الدموية.
  • الصّورة الطّبقيّة: (CT Scan)، يستخدم هذا الاختبار الأشعة السينية لإنشاء صورًا مقطعيةً مُفصلةً للدماغ.


علاج الصداع العنقودي

يهدف علاج الصداع العنقودي إلى وقف النوبة العنقودية الحالية ومنع حدوث نوباتٍ مستقبلية،[٧] وفيما يلي توضيحًا لذلك:


وقف النوبة العنقودية الحالية

لوقف النوبة العنقودية الحالية أو السيطرة عليها يُعطى المصاب جرعةً عاليةً من العلاج بالأكسجين من خلال قناع الوجه لمدة 15 - 20 دقيقة، وقد يصف الطبيب رذاذًا للأنف يُسمى سوماتريبتان (Sumatriptan) لتخفيف الألم الشديد الناتج عن الصداع العنقودي.[٧]


أدوية تساعد على الحد من حدوث النوبات المستقبلية

للحد من نوبات الصداع العنقودي المستقبلية والمُتكررة تُستخدم العديد من الأدوية، منها:[٧]

  • الأدوية التي تعمَل على استرخاء الأوعية الدّمويّة.
  • الأدوية التي تساعد على تقليل الالتهاب والتورّم.
  • الأدوية التي تُعيد توازن بعض المواد الكيميائية في الدماغ.
  • الأدوية المُضادّة للتّشنج والتي تُقلل عدد نوبات الصداع العنقودي.


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Cluster headache", mayoclinic, 24/7/2021, Retrieved 5/1/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ Yvette Brazier (12/12/2021), "What are cluster headaches?", medicalnewstoday, Retrieved 5/1/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "Cluster Headaches", hopkinsmedicine, Retrieved 5/1/2022. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث Jennifer Robinson (16/1/2020), "Cluster Headaches", webmd, Retrieved 5/1/2022. Edited.
  5. ^ أ ب "Cluster headaches", nhs, 1/5/2020, Retrieved 5/1/2022. Edited.
  6. "Cluster headache", mayoclinic, 24/7/2021, Retrieved 5/1/2022. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Cluster Headaches", cedars-sinai, Retrieved 5/1/2022. Edited.