قد تستدعي حالة بعض المرضى الخضوع لعملية زراعة للأعضاء، حيث يتم استبدال عضو تالف أو عاجز عن أداء وظائفه بعضو جديد تم أخذه من متبرع، ولكن إيجاد المتبرع المناسب والخضوع لعملية الزراعة لا يعني أن كل شيء سوف يصبح على ما يرام، إذ يمكن أن يواجه العضو الجديد بالرفض من قبل الجسم. [١]


لكن لمَ قد يرفض الجسم العضو المزروع؟ وما الذي عليك معرفته عن هذه المشكلة الصحية؟ إليك التفاصيل:



ما المقصود برفض الأعضاء المزروعة؟

رفض الأعضاء المزروعة هي حالة قد تنشأ بعد الخضوع لعملية زراعة الأعضاء؛ جراء قيام جهاز المناعة برصد العضو المزروع والتعرف عليه على أنه جسم غريب، ليتعامل معه من هذا المنطلق، حيث يبدأ بمهاجمته تمامًا كما قد يتعامل مع أي جسم غريب. [١]


لا تعني حالة رفض الأعضاء المزروعة بالضرورة أن جسمك لن يتمكن من الاستفادة من العضو المزروع، بل يمكن لاستخدام أدوية معينة أن يساعد على إبقاء الحالة تحت السيطرة وتمكين المريض من ممارسة حياته بطريقة طبيعية. [٢]


وعلى الرغم من وجود العديد من الإجراءات والتوصيات التي يمكن لتطبيقها قبل وبعد عملية الزراعة أن يقلل من فرص رفض الأعراض المزروعة، إلا أن احتمال نشأة حالة رفض الأعضاء تبقى قائمة، حتى بعد أن يكون قد مر على عملية الزراعة سنوات. [٣]


أنواع حالة رفض الأعضاء

تصنف حالة رفض الأعضاء في عدة أنواع؛ تبعًا لتوقيت نشأة الحالة، كما يأتي: [٣]


1. الرفض الحاد المفرط (Hyperacute rejection)

هو رفض الأعضاء الذي قد ينشأ في غضون دقائق فقط من إجراء زراعة العضو الجديد، وفي مثل هذه الحالات؛ يجب استئصال العضو الجديد على الفور لإنقاذ حياة المريض.[٤]


2. الرفض الحاد (Acute rejection)

هو رفض الأعضاء الذي ينشأ خلال الأشهر الأولى من الخضوع لعملية زراعة العضو، ويمكن مقاومة هذا النوع من الرفض من خلال تثبيط نشاط الجهاز المناعي بالاستعانة بأدوية معينة،[٣] أحيانًا؛ قد يتحول الرفض الحاد لرفض مزمن. [٢]


3. الرفض المزمن (Chronic rejection)

هو رفض الأعضاء الذي قد ينشأ بعد أن تكون سنة كاملة أو أكثر قد مرت على عملية زراعة العضو، وقد يكون من الصعب علاج هذا النوع من رفض الأعضاء، لا سيما وأن الجسم في حالات الرفض المزمن قد يطور أجسام مضادة خاصة لمهاجمة العضو المزروع. [٣]


أسباب رفض الأعضاء المزروعة

في الظروف العادية، يتعرف جهاز المناعة على مصادر الخطر من خلال رصد مستضدات معينة غريبة عنه، والمستضدات هي مواد بروتينية تغطي عادة سطح الأجسام الغريبة وتشكل العلامة الفارقة التي تجعل جهاز المناعة يميز مصادر الخطر ليبدأ بمهاجمتها على الفور. [٤]


عندما تتم زراعة عضو جديد، قد تستطيع المناعة تمييز أن هذا العضو غريب عن الجسم من خلال رصدها لمستضدات غير متوافقة على سطح خلايا العضو المزروع، لذا عادة ما يبحث الأطباء عن عضو مطابق قدر الإمكان. [٤]


يجب التنويه إلى أنه لا يمكن إيجاد عضو متطابق تطابق تام من ناحية المستضدات إلا في حالات التوائم المتطابقة، لذا عادة ما يتم البحث عن أعضاء بمستضدات متطابقة قدر الإمكان.[٤]


أعراض رفض الأعضاء

هذه أبرز الأعراض التي قد تعني رفض الجسم للعضو المزروع: [٢][٤]

  • شعور عام بالضعف والهزال.
  • تورم وآلام في موضع العضو المزروع.
  • حمى.
  • تغييرات في الوزن.
  • اضطرابات في نبض القلب.
  • أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا، مثل: سعال، وانقطاع النفس، وغثيان، وقشعريرة.

كما قد تظهر على المريض أعراض دالة على تدني قدرة العضو المزروع على العمل، وهذه تختلف من عضو لآخر، حيث قد تُشير قلّة التبول على انخفاض القدرة الوظيفية للكلية المزروعة.[٤]


تشخيص رفض الأعضاء المزروعة 

لتشخيص الحالة؛ إليك أبرز الإجراءات التي قد يتم اتباعها:[٤]

  • إخضاع المريض لفحص جسدي يتم خلاله تفحص منطقة العضو المزروع عن كثب.
  • تحري الأعراض الظاهرة على المريض والتي قد ترتبط برفض عضو معين.
  • إخضاع المريض لفحوصات معينة، مثل: تصوير الصدر بالأشعة السينية، والتصوير المقطعي المحوسب. 
  • أخذ خزعة من العضو المزروع.


علاج رفض الأعضاء المزروعة

قد يحاول الأطباء عكس الحالة من خلال اتباع إجراءات معينة تهدف لتثبيط جهاز المناعة والحفاظ على صحة العضو المزروع، وهذه الإجراءات غالبًا ما تشمل إحداث تغييرات معينة في أدوية المناعة أو الأدوية الأخرى التي يتلقاها المريض، مثل: [٤][٥]

  • تغيير أنواع الأدوية المُثبطة للمناعة المستخدمة.
  • إضافة دواء مُثبط مناعي جديد لقائمة الأدوية المستخدمة.
  • تقليل أو زيادة جرعة الأدوية المُثبطة للمناعة المستخدمة.

وفي حالات رفض الأعضاء المزمن، غالبًا لن تجدي مثبطات المناعة نفعًا، وقد يحتاج المريض لإجراء عملية زراعة عضو جديدة. [٤]


توصيات هامة لتقليل فرص رفض الأعضاء المزروعة 

لتقليل فرص حصول حالة رفض الأعضاء، يتم بداية البحث عن أعضاء متطابقة قدر الإمكان وإجراء كافة الفحوصات اللازمة للتأكد من التطابق، ثم وبعد إجراء العملية، هذه أبرز التوصيات التي يفضل أن يلتزم بها المريض:[٤][٣]

  • تناول الأدوية الموصوفة بعد العملية دون إهمال.
  • إجراء فحوصات دورية بعد عملية الزراعة.
  • اتخاذ كافة التدابير الوقائية لخفض فرص حصول أي عدوى أو التهاب.
  • تبني نمط حياة صحي والالتزام بالتوصيات الصحّية من قبل الطبيب.


حالات زراعة لا يحصل فيها رفض للأعضاء

توجد حالات معينة تكاد تقارب نسبة نشأة رفض الأعضاء فيها 0%، مثل: [٤]

  • عملية زراعة القرنية، فهذه لا يتخللها تبادل دم بين الجسم والنسيج الجديد المزروع.
  • عملية زراعة عضو من متبرع لتوأم متطابق.

المراجع

  1. ^ أ ب "Organ transplant rejection", myhealth.alberta. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Life After Your Transplant: Signs of Rejection", webmd. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Transplant Rejection", uvahealth. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز "Transplant rejection", medlineplus. Edited.
  5. "Managing Your Health After an Organ Transplant", webmd. Edited.