ما هي خلايا الدم البيضاء؟

تُعدُّ خلايا الدم البيضاء (بالإنجليزية: White blood cell - WBC) جزءًا من الجهاز المناعي، فتساعد على حماية جسم الإنسان من الأجسام الغريبة والكائنات الحية الدقيقة التي تدخل إليه، إذ تعمل على القضاء عليها ومحاربتها؛ للوقاية من الإصابة بالعدوى بها، وتعد خلايا الدم البيضاء إحدى المكونات الرئيسيّة للدّم إلى جانب كُريات الدّم الحمراء، والصفائح الدمويّة، والبلازما.[١]

كيف تتكون خلايا الدم البيضاء؟

تنشأ خلايا الدم البيضاء في نخاع العظم (بالإنجليزية: Bone marrow)، الذي يعتبر المركز الرئيسي لتكوين خلايا الدم كافة، ويبدأ تكوينها من الخلايا الجذعية (بالإنجليزية: Hematopoietic stem cell) وهي خلايا غير ناضجة تتمايز عن بعضها لتشكيل جميع أنواع خلايا الدم، فتنقسم الخلايا الجذعية إلى نوعين من الخلايا، وهما: الخلايا الليمفاوية -أحد أنواع خلايا الدم البيضاء-، والخلايا النخاعية، فتتمايز هذه الأخيرة لتكون الأنواع الأخرى من خلايا الدم البيضاء، بالإضافة إلى كريات الدم الحمراء، والصفائح الدموية.[٢]


أنواع ووظائف خلايا الدم البيضاء

قَسّم العلماء خلايا الدم البيضاء إلى ثلاث فئاتٍ رئيسيةٍ وهي: الخلايا المُّحبَّبة (بالإنجليزية: Granulocytes)، والخلايا الليمفاوية (بالإنجليزية: Lymphocytes)، والوحيدات (بالإنجليزية: Monocytes)، ويمكن تفصيل هذه الأنواع كالآتي:[٣]


الخلايا المحببة

يمتاز هذا النوع من الخلايا باحتوائه على حبيبات صغيرة،[٣] وتحتوي هذه الحبيبات على أنزيمات داخلها تساعد على تحطيم الأجسام الغريبة التي تدخل إلى داخل الجسم كالبكتيريا، والفيروسات، والطفيليات، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الخلايا تحيط بالأجسام الغريبة بعد دخولها إلى الجسم وتبتلعها، لتعمل على تحطيمها داخلها، ويُشار لها باسم الخلايا البلعمية،[٤] ونذكر أنواع الخلايا المحبَّبة كالآتي:

  • الخلايا المتعادلة: (بالإنجليزية: Neutrophils)، تشكِّل الخلايا المتعادلة وحدها حوالي نصف كريات الدم البيضاء، وهي الخلايا الأولى في الجهاز المناعي التي تتصدى للبكتيريا والفيروسات التي تدخل الجسم، وترسل العديد من الإشارات للخلايا المناعية الأخرى لتبدأ بالعمل؛ بهدف القضاء على هذه الكائنات الغريبة ومنعها من إصابة الشخص بالعدوى.[٢]
  • خلايا الدم البيضاء القاعدية: (بالإنجليزية: Basophils)، وهي الخلايا التي يزداد عددها بعد الإصابة بالحساسية،[٣] ولهذه الخلايا دور في ما يحدث داخل الجسم عند الإصابة بالربو، فعند تحفيزها تبدأ بإطلاق العديد من المواد الكيمائية كالهيستامين المُسبِّبة لحدوث الالتهاب وتضيُّق الممرات الهوائية.[٢]
  • خلايا الدم البيضاء الحمضية: (بالإنجليزية: Eosinophils)، يكمن دور الخلايا الحمضية في محاربة العدوى التي تسبِّبها الطفيليات، كما تساهم أيضًا في حالات الاستجابة المناعية والالتهابية العامة في الجسم،[٣] خاصةً الاستجابة التحسُّسية.[٢]


الخلايا اللمفاوية

تساعد هذه الخلايا على تنظيم عمل الجهاز المناعي، وتتضمن:[٤]

  • الخلايا البائية: (بالإنجليزية: B cells or B-lymphocytes)، تساعد الخلايا البائية على إنتاج أجسام مضادة خاصة ترتبط بالبكتيريا أو الفيروسات، أو بالخلايا التي أصيبت بالعدوى داخل الجسم، وتساعد هذه الأجسام المضادة إما بالقضاء على هذه الكائنات مباشرةً، أو وضع علامة عليها لتتمكن الخلايا الليمفاوية التائية من التعرُّف عليها.
  • الخلايا التائية: (بالإنجليزية: T cells or T-lymphocytes) تُقسم الخلايا الليمفاوية التائية إلى أربعة أنواع رئيسية، هي:
  • الخلايا التائية المساعدة: تساعد على توجيه استجابة كريات الدم البيضاء الأخرى، وذلك بإفرازها لنوع من البروتينات يسمى السيتوكين (بالإنجليزية: Cytokine).
  • الخلايا التائية الذاكرة: تساعد هذه على التعرف على العدوى من نفس النوع في حال حدوثها مرة أخرى، ممّا يسمح بالقضاء عليها بسهولة أكبر.
  • الخلايا التائية المنظمة، أو الخلايا التائية المثبِّطة، وتقوم هذه بتنظيم عمل الخلايا البيضاء والسيطرة عليها؛ لمنعها من مهاجمة خلايا الجسم السليمة.
  • الخلايا التائية السامة: وهي الخلايا المسؤولة عن مهاجمة الفيروسات والخلايا السرطانية والقضاء عليها.[٣]


الوحيدات

تشكل الوحيدات ما نسبته 5-12% من خلايا الدم البيضاء، ومن أهم الوظائف التي تقوم بها هي الاتجاه نحو الخلايا الميتة والعمل على تنظيفها،[٢] ولها عدة أنواع هي:[٤]

الخلايا المتغصنّة: (بالإنجليزيّة: Dendritic cells) وتعمل هذه على وضع علامات على الأجسام الغريبة داخل الجسم لتحطيمها من قبل الخلايا الليمفاوية.

الخلايا البلعمية الكبيرة: (بالإنجليزيّة: Macrophages) تعمل هذه الخلايا على ابتلاع الكائنات الحية الدقيقة كما الخلايا المحبَّبة، إلا أنّها أكبر حجمًا وتعيش داخل الجسم لمدة أطول، فتساعد هذه الخلايا على القضاء عليها مباشرةً، كما تساعد على التخلُّص من هذه الكائنات الميتة التي تم القضاء عليها مسبقًا، والتخلُّص من باقي المخلفات الموجودة في موقع العدوى داخل الجسم، بالإضافة إلى ذلك فهي قد تعمل على وضع علامات لتعرُّف الخلايا الليمفاوية على هذه الأجسام.[٥]


فحص تعداد كريات الدم البيضاء

يقيس فحص تعداد كريات الدم البيضاء عدد خلايا الدم البيضاء الإجمالي الموجودة في الدم، ويوجد بعض أنواع الفحوصات المساعدة على قياس عدد كل نوع من خلايا الدم البيضاء داخل الدم على انفراد، فيساعد ذلك على تشخيص الأمراض المُسبِّبة لارتفاع أو انخفاض مستويات كرات الدم البيضاء.[٦]


القيم الطبيعية لخلايا الدم البيضاء

تُشير الأعداد في الجدول أدناه إلى القيم الطبيعية لإجمالي كريات الدم البيضاء في الجسم، وهي كالتالي:[٧]


الفئة العمرية
عدد كريات الدم البيضاء (خلية/ ميليمتر مكعب من الدم)
حديثي الولادة
من 9000 إلى 30000
الأطفال أقل من عمر السنتين
من 6200 إلى 17000
الأطفال فوق سن السنتين والبالغين
من 5000 إلى 10000


أمَّا عن النسب المئوية لأنواع كريات الدّم البيضاء، وهي نسبة ما يمثله كل نوع من أنواع خلايا الدم البيضاء من العدد الكلي الإجمالي لكريات الدّم البيضاء، نطرحها بالجدول الآتي:[٨]

نوع كريات الدم البيضاء
النسبة الطبيعية (%)
عدد كريات الدم البيضاء (خلية/ ميليمتر مكعب من الدم)
الخلايا المتعادلة
55 - 70
2500 - 8000
الخلايا الليمفاوية
20 - 40
1000 - 4000
الوحيدات
2 - 8
100 - 700
الخلايا الحمضية
1 - 4
50 - 500
الخلايا القاعدية
0.5 - 1
25 - 100


انخفاض عدد كريات الدم البيضاء

يعزى انخفاض عدد كريات الدم البيضاء (بالإنجليزية: Leukopenia) إلى عدة أسباب، نذكر منها ما يلي:[٩]

  • تضرُّر نخاع العظم: كنتيجة للتعرُّض للعلاج الكيميائي، أو الإشعاعي، أو تناول بعض الأدوية، أو التعرُّض لبعض أنواع السموم.
  • أمراض نخاع العظم: فيعجز عندها نخاع العظم على إنتاج كميات كافية من خلايا الدم البيضاء،[٩] ومن ذلك: مُتلازمة خلل التنسُّج النخاعي (بالإنجليزية: Myelodysplastic syndrome)، إذ تسُبِّب هذه الحالة إنتاج أعداد غير طبيعية من خلايا الدم.[١٠]
  • سوء التغذية المُسبِّب لنقص فيتامين ب12 أو الفولات: فلا يتمكن نخاع العظم من إنتاج كميات كافية من خلايا الدم البيضاء.[٩]
  • الأورام السرطانية: كبعض السرطانات المنتشرة إلى نخاع العظم، أو سرطان الخلايا الليمفاوية.[٩]
  • أمراض المناعة الذاتية: ومن الأمثلة عليه: مرض الذئبة (بالإنجليزية: lupus)، وفيها يهاجم الجهاز المناعي عن طريق الخطأ كريات الدم البيضاء ذاتها ويدمرها.[٩]
  • العدوى الشديدة: مثل: مرض تسمُّم الدم (بالإنجليزية: sepsis).[٩]
  • أمراض الجهاز المناعي مثل: العدوى بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) المُسبِّب للقضاء على الخلايا الليمفاوية التائية.[٩]


ارتفاع كريات الدم البيضاء

ينتج ارتفاع كريات الدم البيضاء (الإنجليزية: Leukocytosis) عن العديد من الأمراض المختلفة،[٩] ومن الأمثلة على ذلك:

  • العدوى: وتعتبر البكتيريا والفيروسات من المسببات الرئيسية لذلك.[١٠]
  • الأمراض المُسبِّبة للالتهاب: مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي، وأمراض الأمعاء الالتهابية، والتهاب الأوعية الدموية.[٩]
  • الحساسية والربو.[٩]
  • اللوكيميا: وهو أحد أنواع سرطانات الدم.[٩][١٠]
  • مرض التكاثر النقوي: (بالإنجليزية: Myeloproliferative disorder) وهو من الأمراض المُسبِّبة لزيادة إنتاج خلايا الدم غير الناضجة، ممّا يؤدي إلى اختلال التوازن ككل، وتجدر الإِشارة إلى أنَّه قد يُسبِّب أحيانًا انخفاض مستوى كريات الدم البيضاء.[٩][١٠]
  • الحالات التي تؤدي إلى موت الخلايا والأنسجة: مثل: الإصابة بالحروق، أو إجراء جراحة، أو التعرُّض لإصابة جسدية.[٩]
  • التوتر الشديد.[١٠]
  • ممارسة التمارين الرياضية الشديدة.[١٠]
  • الولادة والمخاض.[١٠]
  • التدخين.[١٠]


كيفية رفع أو خفض عدد كريات الدم البيضاء

تعتمد الكيفية في رفع أو خفض عدد كريات الدم البيضاء على تشخيص المرض المسبِّب لذلك، وبعدها من الضروري اتباع تعليمات الطبيب لعلاج الاضطراب الرئيسي المُسبِّب لرفع أو خفض كريات الدم البيضاء،[٣] ويمكن بيان بعض الطرق المساعدة على خفض أو رفع عدد كريات الدم البيضاء كالآتي:

  • طرق خفض كريات الدم البيضاء: تناول دواء هيدروكسي يوريا (بالإنجليزية: Hydroxyurea) الذي يصفه الطبيب، أو إجراء فصادة كريات الدم البيضاء (بالإنجليزية: Leukapheresis) وهو إجراء يَتمُ فيه تصفية الّدم بواسطة آلة مخصصة لذلك وإزالة كريات الدم البيضاء.[١١]
  • طرق رفع كريات الدم البيضاء: يساعد تناول عوامل تحفيز المستعمرات (بالإنجليزية: Colony-stimulating factors) على ذلك، ممّا يساعد على الوقاية من العدوى، وعوامل تحفيز المستعمرات هي جزيئات تساعد على تحفيز إنتاج الخلايا البلعمية والخلايا المُحبَّبة، وتوجد هذه بشكل طبيعي داخل الجسم، ولكن تم استخلاصها أو تصنيعها للمساعدة على علاج العديد من الأمراض المُسبِّبة لانخفاض كريات الدم.[٣][١٢]


المراجع

  1. "White blood cells", healthdirect, Retrieved 27/4/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج Lynne Eldridge, "Types and Function of White Blood Cells (WBCs)", verywellhealth, Retrieved 27/4/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ Rachel Nall (9/1/2020), "What to know about white blood cells", medicalnewstoday, Retrieved 27/4/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "White Blood Cells"، Diabetes.co.uk، 15/1/2019، اطّلع عليه بتاريخ 23/5/2021. Edited.
  5. "White blood cell", Encyclopedia Britannica, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  6. "White Blood Count (WBC)", medlineplus, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  7. Kathleen Deska Pagana ,Timothy J Pagana,Theresa Noel Pagana, MOSBYS DIAGNOSTIC AND LABORATORY TEST REFERENCE, Page 991. Edited.
  8. Choladda Vejabhuti Curry (20/11/2017), "Differential Blood Count ", Medscape, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش "White Blood Cell Count (WBC)", labtestsonline, Retrieved 29/4/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "What Are White Blood Cells?", urmc, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  11. "LOWERING HIGH WHITE BLOOD CELL COUNTS (LEUKAPHERESIS)", The Leukemia & Lymphoma Society, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  12. Liji Thomas, "What are colony-stimulating factors?", News-Medical.Net, Retrieved 23/5/2021. Edited.