يلجأ الأطباء لخيار استئصال الرحم لبعض النساء اللواتي يُعانين من ألياف الرحم أو هبوطه، أو في حالة الإصابة بالسرطان، كما قد يكون استئصال الرحم هو العلاج الوحيد لمن يُعانين من النزيف المهبليّ الشديد، ونظرًا لاختلاف هذه الأسباب، قد يضطرّ الطبيب لإزالة أعضاء قريبة أيضًا، كالمبايض، وقنوات فالوب، ولهذا السبب قد تختلف المُضاعفات الناجمة عن العملية ما بين حالة وأُخرى.[١]
مضاعفات استئصال الرحم على المدى القصير
قد تظهر أحيانًا بعض المُضاعفات خلال الفترة الأولى من استئصال الرحم، ويُذكر من أهمّها ما يأتي:
المضاعفات الجسدية
التي تتفاوت بعض الشيء تبعًا لتفاصيل العملية ونوعها، وما صاحبها من استئصال لأعضاءٍ أُخرى غير الرحم، وتتضمّن هذه المُضاعفات ما يأتي:[٢]
- الإصابة بعدوى ما
والتي تُمثّل إحدى المُضاعفات الأكثر شيوعًا.
- مشاكل في الجهاز الهضميّ
قد تستدعي اللجوء لفغر القولون أحيانًا بعد العملية (وهو إجراء يهدف لتصريف البُراز الموجود في القولون عبر فتحة من البطن).
- مشاكل في الجهاز البوليّ
قد تستدعي استعمال القسطرة البوليّة لبعض الوقت وذلك لتفريغ البول من المثانة عبر أنبوب خارجيّ.
- الإصابة بجلطات وريديّة
ولكن يتمّ تخفيف احتماليّة الإصابة بها من خلال إعطاء مُميّعات الدم، وحثّ المريضة على المشي والحركة.
- النزف
ويحدث بنسب نادرة ومُتفاوتة، ويكون حجم الدم المفقود بنسبة أعلى في حال كان استئصال الرحم عن طريق البطن، وبأقلّ كمية مُتوقّعة في حال أُجريَ استئصال الرحم عن طريق المهبل.
المضاعفات النفسية
استئصال الرحم بالنسبة لغالبية النساء ليس بالأمر السهل، وذلك لعلاقته بالأنوثة والقدرة على الحمل الأمر الذي يجعل استئصاله مُرتبطًا بالعديد من مشاعر الأمومة والفقد، حتّى لو كانت العملية تمنح المرأة فُرصة للشفاء ومواصلة حياتها بعيدًا عن الأمراض أو الاضطرابات التي استدعت إجراءها، ولذا يُوصى دائمًا بطلب المُساعدة من الأخصائيّين؛ لدعم المرأة وتجهيزها نفسيًّا قبل العملية وبعدها.[٣]
مضاعفات استئصال الرحم على المدى البعيد
أمّا بالنسبة للمُضاعفات التي يُحتمل أنّ تُعاني منها النساء بعد استئصال الرحم، فقد تضمّ الآتي:
سن اليأس المبكر
الذي يحدث نتيجة نقص الهرمونات بعد استئصال الرحم وحده، وهذا قد يتسبّب في دخول المرأة مرحلة سنّ اليأس قبل حوالي 5.5 سنوات من الموعد المتوقّع والطبيعي لسن اليأس، كما تحدث المُشكلة ذاتها بعد استئصال الرحم مع إحدى المبيضين أو كليهِما، وفي كلا الحالتين تظهر على المرأة أعراض سنّ اليأس، وتكون أشدّ وضوحًا عند إزالة المبايض؛ نظرًا لنقصان الهرمونات الآتية:[٤]
- الإستروجين.
- البروجيسترون.
- التستوستيرون.
وتجدر الإشارة إلى أنّ أعراض سنّ اليأس التي تظهر على المرأة تتفاوت وتختلف من وقت لآخر، كما أنّها تختلف من سيّدة لأُخرى، ومن أهمّ هذه الأعراض ما يأتي:[٣]
- جفاف المهبل.
- التعرّق الليليّ.
- الأرَق (صعوبة النوم).
- الهبّات الساخنة، وهو الشعور بارتفاع درجة حرارة الجسم فجأة، بالتزامن مع التعرّق وتسارع ضربات القلب أحيانًا.
هبوط الحوض
الذي يُعدّ من المُضاعفات النادرة لاستئصال الرحم، ويتسبّب في تغيّر أماكن ومواضع الأعضاء الموجودة داخل الحوض أو نزولها للأسفل، وترتفع احتماليّة حدوث هبوط الحوض للنساء بعد استئصال الرحم في كلّ من الحالات الآتية:[٥]
- خضوع المرأة مُسبقًا لعدّة عمليات جراحيّة في البطن.
- وجود تاريخ مُسبق للإصابة بارتخاء الحوض أو هبوطه.
ارتفاع خطورة الإصابة بمشاكل صحية معينة
لوحظ ارتفاع احتماليّة إصابة النساء بأمراض مُعيّنة بعد إجرائهنّ لعملية استئصال الرحم قبل عُمر 35 عامًا، وذلك وفق دراسة حديثة ضخمة نُشرت في مجلّة Menopause عام 2018م، وقد ذَكر في الدراسة بعض من هذه الأمراض، وهي موضّحة في الآتي:[٦]
- فشل القلب الاحتقاني (ضعف وظائف القلب وقُدرته على ضخّ الدم)، إذْ ترتفع احتماليّة الإصابة به بمعدّل 4.6 ضعفًا عن الوضع الطبيعيّ.
- أمراض القلب التاجيّة ترتفع احتماليّة الإصابة به بمعدّل 2.5 ضعف عن الوضع الطبيعيّ.
- السّمنة، واضطراب مستوى الدهون في الدم.
- ارتفاع ضغط الدم.
هل يعني ذلك تجنّب الخضوع لاستئصال الرحم؟
ليس تمامًا، ففي كثيرٍ من الأحيان يكون استئصال الرحم هو الخيار العلاجيّ الوحيد للحفاظ على حياة المرأة، ولكن لو وُجدت طُرق علاجيّة أو دوائية أُخرى باستطاعتها علاج المُشكلة أو المرض فغالبًا ما سيأخذها الطبيب بعين الاعتبار قبل اللجوء للعملية، وفي جميع الأحوال يُناقش الطبيب الجوانب الإيجابيّة والسلبيّة قبل استخدام أيّ علاج مع المريضة.[٧]
ملخص المقال
كغيرها من الجراحات، قد تتسبّب عملية استئصال الرحم ببعض المُضاعفات التي تظهر على المُصابات خلال الفترة الأولى من العملية؛ مثل الإصابة بالعدوى، أو مشاكل الجهاز الهضميّ والبوليّ، كما أنّ لها بعض المُضاعفات المُحتملة على المدى البعيد؛ مثل هبوط الحوض، والدخول في سنّ اليأس مُبكّرًا، وفي جميع الأحوال يُمكن للطبيب اقتراح بعض الإجراءات لتخفيف هذه الآثار وتقليل تأثيرها على حياة المرأة.
المراجع
- ↑ "Hysterectomy", clevelandclinic, 16/10/2021, Retrieved 12/1/2022. Edited.
- ↑ Dr. Liji Thomas (26/2/2019), "Hysterectomy Complications", news-medical, Retrieved 12/1/2022. Edited.
- ^ أ ب Corinne O'Keefe Osborn (16/1/2019), "Hysterectomy Side Effects to Consider", healthline, Retrieved 12/1/2022. Edited.
- ↑ Cari N. Rice, Cherie H. Howard (22/9/2006), "Complications of Hysterectomy", uspharmacist, Retrieved 12/1/2022. Edited.
- ↑ "Our Approach to Hysterectomy", stanfordhealthcare, Retrieved 12/1/2022. Edited.
- ↑ Khan, Laughlin-Tommaso, Shannon K. MD and others. (5/2018), "Cardiovascular and metabolic morbidity after hysterectomy with ovarian conservation: a cohort study", journals, Retrieved 12/1/2022. Edited.
- ↑ Jenna Fletcher (28/7/2020), "Hysterectomy side effects and recovery", medicalnewstoday, Retrieved 12/1/2022. Edited.