الفتق الحجابي (Hiatus hernia) هو أحد الأمراض الشائعة، الذي يحدث عند اندفاع جزء من المعدة نحو الصدر عبر عضلة الحجاب الحاجز، وعضلة الحجاب الحاجز هي العضلة التي تفصل التجويف البطني عن التجويف الصدري، ويمر المريء من خلال هذه العضلة نحو البطن حيث يتصل بالمعدة، فيحدث الفتق عند اندفاع المعدة عبر الفتحة التي يمر من خلالها المريء، ممّا قد يُسبِّب ارتجاع الحمض من المعدة نحو المريء والشعور بالحرقة، لكن في الحقيقة إنّ غالبية المصابين لا يعانون من أية أعراض، إلا في حال كان الفتق كبير الحجم،[١][٢] فما هي أسباب الإصابة بالفتق الحجابي؟ وكيف يمكن علاجه؟
أسباب الفتق الحجابي
لا يُعرَف إلى الآن السبب الدقيق للإصابة بالفتق الحجابي، لكن قد ينجم عن الأسباب الآتية:[١]
- ضعف أنسجة عضلة الحجاب الحاجز: إذ إنّ ضعف أنسجة هذه العضلة، أو تمدُّد الفتحة التي يمر من خلالها المريء قد يسمح باندفاع جزء من المعدة نحو التجويف الصدري والإصابة بالفتق.
- زيادة الضغط داخل التجويف البطني: قد لا يكون ضعف أنسجة عضلة الحجاب الحاجز لوحده كافيًا لاندفاع المعدة نحو التجويف الصدري والإصابة بالفتق، إذ إنّ لزيادة الضغط في التجويف البطني دور مهم في دفع المعدة عبر فتحة المريء نحو الصدر.[٣]
- كبر حجم الفتحة التي يمر بها المريء عبر الحجاب الحاجز منذ الولادة.[٤]
عوامل خطر الإصابة بالفتق الحجابي
يمكن بيان عوامل خطر الإصابة بالفتق الحجابي كالآتي:
- العوامل التي تُسبِّب ضعف أنسجة عضلة الحجاب الحاجز: نذكر من هذه العوامل الآتي:[٥][٦]
- التقدّم في العمر؛ إذ تضعف أنسجة عضلة الحجاب الحاجز وتزداد مرونتها مع الوقت، فيزداد شيوع الإصابة بين الأفراد الذين تجاوزا الخمسين عامًا من عمرهم.
- التعرُّض لإصابة جسدية مباشرة على هذه المنطقة.
- إصابة المنطقة خلال الخضوع لعملية جراحية هناك.
- التدخين.
- العوامل التي تزيد من الضغط في التجويف البطني: ومن هذه:[٧]
- السمنة.
- الحمل.
- السعال المستمر.
- حمل الأوزان الثقيلة.[٤]
- الشد أثناء التبرز.[٨]
- التقيؤ المتكرر.[٩]
- الإجهاد البدني الشديد.[٨]
هل للعوامل الوراثية دور بالإصابة بالفتق الحجابي؟
لا، إذ لا ينتقل الفتق الحجابي من الآباء إلى الأبناء عمومًا، لكن يجدر الإشارة إلى أنّ بعض الأمراض الوراثية ترتبط بالإصابة بالفتق الحجابي، كالإصابة بمتلازمة إيلرز دانلوس (Ehlers Danlos syndrome)، وهو مرض وراثي يؤثر في الأنسجة الضامة داخل الجسم مُسبِّبًا زيادة مرونة المفاصل، وسهولة الإصابة بالكدمات،[٦] كما أنّ بعض الأطفال يولدون وهم مُصابون بالفتق الحجابي الخلقي، إلا أنّ هذا نادرًا.[١٠]
علاج الفتق الحجابي
يُعالج الفتق الحجابي بشكل أساسي إما باستخدام الأدوية المضادة للحموضة، أو الجراحة أحيانًا، لكن يجب الإشارة أولًا إلى أنّ معظم المُصابين بالفتق الحجابي لا يحتاجون إلى أية علاج، إذ إنّهم لا يعانون من أية أعراض مزعجة، لكن البعض قد يعاني من الحرقة والارتجاع، عندها يوصي الطبيب بالعلاج،[٥] والذي يمكن بيانه كالآتي:[١١]
- الأدوية: تساعد الأدوية على التخفيف من أعراض الحرقة وارتجاع الحمض، ومنها:
- مضادات الحموضة التي تعمل على موازنة حموضة المعدة، مثل: ®Mylanta و ®Gaviscon، وعل الرغم من أنّه يمكن الحصول عليها دون وصفة طبية، إلا أنّه يجدر التنويه إلى أن كثرة استخدامها قد يسبِّب الإسهال، ومشاكل في الكلى، لذا يجب استشارة الطبيب في مثل هذه الحالات.
- الأدوية المقللة لإنتاج حمض المعدة، مثل: سيميتيدين (®Tagamet)، فاموتيدين (®Pepcid)، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الأدوية أكثر قوة منها: لانزوبرازول (®Prevacid).
- الجراحة: قد يلجأ الطبيب أحيانًا إلى الجراحة لدفع المعدة إلى مكانها في البطن وتصغير حجم الفتحة في عضلة الحجاب الحاجز، وذلك في الحالات التي لا تجدِ بها الأدوية نفعًا في التخفيف من الأعراض، أو في حال الإصابة ببعض المضاعفات كتضيُّق المريء أو الالتهاب الشديد.
نصائح منزلية للتخفيف من الفتق الحجابي
قد يساعدك اتباع بعض التدابير المنزلية على التخفيف من الحرقة وغيرها من الأعراض الناتجة عن الإصابة بالفتق الحجابي، ومن هذه التدابير نذكر:[١٠][١]
- تناول وجبات أصغر بتكرار، وذلك بدلًا من تناول 3 وجبات رئيسية كبيرة الحجم.
- تجنّب الاستلقاء أو ممارسة الرياضة لمدة 3-4 ساعات بعد تناول الطعام.
- قلِّل من تناول الأطعمة والمشروبات التي تزيد من شدة الحرقة لديك، ومن ذلك: الأطعمة المبهرة، والحمضيات، والطماطم، والشوكلاتة، بالإضافة إلى المشروبات التي تحتوي على الكافيين كالقهوة والشاي.
- حاول شرب الماء والسوائل بين الوجبات بدلًا من خلال الوجبة.
- تجنّب شرب المشروبات الغازية.
- تجنّب تناول الدهون، إذ إنها قد تزيد من مدة بقاء الطعام في المعدة، ممّا يزيد من احتمالية الارتجاع.
- اتبع التدابير اللازمة للتخلص من الوزن الزائد.[١٢]
- توقف عن التدخين.[١٢]
- ارفع مستوى رأسك أثناء الاستلقاء حوالي 10-15 سينتمتر.[١٢]
- تجنب ارتداء الأحزمة الضيقة على البطن.[٧]
- تجنّب ممارسة التمارين التي تزيد من الضغط في البطن كرفع الأثقال.[٧]
- تجنّب شرب المشروبات الكحولية.[٧]
المراجع
- ^ أ ب ت "Hiatus hernia"، myDr، اطّلع عليه بتاريخ 31/12/2021. Edited.
- ↑ "What to know about hiatal hernia", medicalnewstoday, Retrieved 3/1/2022. Edited.
- ↑ Quinn Phillips (20/11/2020), "What Is a Hiatal Hernia? Symptoms, Causes, Diagnosis, Treatment, and Prevention", Everyday Health, Retrieved 31/12/2021. Edited.
- ^ أ ب Minesh Khatri (5/12/2021)، "Hiatal Hernia"، WebMD، اطّلع عليه بتاريخ 31/12/2021. Edited.
- ^ أ ب "Hiatal hernia", Mayo Clinic, 23/2/2021, Retrieved 31/12/2021. Edited.
- ^ أ ب Heidi Moawad (14/9/2021)، "Causes and Risk Factors of Hiatal Hernia"، verywell health، اطّلع عليه بتاريخ 31/12/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث Peter Lamb, "Hiatus hernia", Bupa, Retrieved 31/12/2021. Edited.
- ^ أ ب "Hiatal Hernia", Cleveland Clinic Centennial, Retrieved 31/12/2021. Edited.
- ↑ "Hiatal Hernia", The Johns Hopkins Hospital, Retrieved 31/12/2021. Edited.
- ^ أ ب "Hiatus hernia", NHS Inform, health information you can trust., 14/2/2020, Retrieved 31/12/2021. Edited.
- ↑ "Hiatal hernia", Drugs.com, 23/2/2021, Retrieved 31/12/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Hiatal Hernia", Penn Medicine, Retrieved 31/12/2021. Edited.