يعد مرض الوهن العضلي الوبيل (Myasthenia gravis) اضطرابًا مزمنًا ومن أمراض المناعية الذاتية يسبب ضعفًا في عضلات الهيكل العظمي، إذ إنه مرض عصبي عضلي يؤثر على العضلات المسؤولة عن الوظائف المتعلقة بالتنفس وتحريك أجزاء الجسم بما في ذلك الذراعان والساقان، وهو ليس بالمرض الخطير في حال التقيد بالطرق العلاجية المستخدمة حاليًا، حيث يمكن لهذه العلاجات المتاحة أن تتحكم بالأعراض مما يتيح للأفراد القدرة على عيش حياة جيدة نسبيًا، حيث يُتوقع متوسط عمر طبيعي لمعظم الأشخاص المصابين بهذا المرض.[١]


يصيب مرض الوهن العضلي الوبيل كلًّا من الرجال والنساء ويؤثر على جميع المجموعات العرقية، وقد يتعرض له الأفراد بأي مرحلة عمرية بما في ذلك مرحلة الطفولة، وهو مرض غير وراثي وغير معدٍ، ومع ذلك فقد يصيب أحيانًا أكثر من فرد واحد من العائلة الواحدة، وفي هذا المقال سنتحدث عن أسباب مرض الوهن العضلي الوبيل.[١]


أسباب مرض الوهن العضلي الوبيل

يحدث الوهن العضلي الوبيل بسبب مشكلة في الإشارات المتناقلة بين الأعصاب والعضلات، حيث يهاجم الجهاز المناعي أجزاءً سليمة في الجسم عن طريق الخطأ فيؤثر على نظام الاتصال الرابط بين الأعصاب والعضلات، وهو ما يجعل العضلات متعبة وضعيفة، ومع ذلك لا يزال المسبب الأساسي لذلك غير واضح، لكن يُعتقد أنه مرتبط باضطرابات متعلقة بالغدة الزعترية (Thymus gland) والتي تعد جزءًا من الجهاز المناعي، حيث يعتقد الباحثون أنها تحفز أو تحافظ على إنتاج الأجسام المضادة التي تحجب الناقل العصبي أستيل كولين (Acetylcholine).[٢]


كما تؤدي الأجسام المضادة إلى ضعف العضلات؛ وبالتالي إلى مرض الوهن العضلي الوبيل بطرق عدة، ويشمل ذلك كلًّا من الآتي:[٣]


1. الأجسام المضادة المؤثرة على مستقبلات الناقل العصبي أستيل كولين

حيث ينتج الجهاز المناعي أجسامًا مضادة لتدمير أو حجب العديد من مواقع مستقبلات العضلات (Muscles receptors) الموجودة في الخلايا العضلية لدى التقاطع بين العصب والعضلات، مدمرةً بذلك ارتباطها الدقيق مع المادة الكيميائية أستيل كولين ومعيقة بذلك حركة العضلات، حيث تنخفض الإشارات العصبية الواصلة نتيجة توفر عدد أقل من مواقع المستقبلات.[٣]


2. الأجسام المضادة المؤثرة على مستقبلات إنزيم التيروسين الخاص بالعضلات (Muscle-specific receptor tyrosine kinase)

أو ما يطلق عليه اسم بروتين (MuSK)، حيث تمنع الأجسام المضادة هذا البروتين عن عمله المتمثل بتكوين الموصل العصبي العضلي (Neuromuscular junction)، وبالتالي الإصابة بمرض الوهن العضلي الوبيل.[٣]


وهو ما يطلق عليه اسم (LRP4)، ويلعب أيضًا دورًا في تطور الحالة.[٣]


4. الأجسام المضادة غير المعروفة

كما قد يعاني بعض الأشخاص من نوع آخر من مرض الوهن العضلي الوبيل يتسبب به أنواع أخرى من الأجسام المضادة غير المعروفة، وهو ما يعرف باسم الوهن العضلي الوبيل سالب الأجسام المضادة (Antibody-negative).[٣]


أعراض مرض الوهن العضلي الوبيل

هنالك العديد من الأعراض الشائعة التي ترافق الأشخاص المصابين بمرض الوهن العضلي الوبيل، ويشمل ذلك كلًّا من:[٤]


  • مشاكل بصرية كازدواج الرؤية (Diplopia) وتدلي جفون العينين (Ptosis).
  • صعوبة في نطق الكلمات أو البلع.
  • أطراف ورقبة ضعيفة.
  • إصابة عضلات الوجه مما قد يؤدي إلى مظهر غريب إذ قد تبدو الابتسامة وكأنها زمجرة.
  • التعب المبكر الذي يزداد سوءًا مع استخدام العضلات خلال اليوم، وضعف عضلي متفاوت في الشدة على مدار أيام أو ساعات.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب "Myasthenia Gravis Fact Sheet", ninds. Edited.
  2. "Myasthenia gravis", nhs.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Myasthenia gravis", mayoclinic. Edited.
  4. ^ أ ب "Myasthenia Gravis", hopkinsmedicine. Edited.