لا شك أن استخدام الهواتف أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، سواء أكان بهدف التسلية، أو الدراسة، أو العمل، أو متابعة الأخبار، أو التحدث إلى الأقارب والأصدقاء، مما يجعلنا نمضي ساعات طويلة أمام شاشات هواتفنا، لا سيما بعد جائحة كورونا التي جعلتنا نتجنب الخروج؛ لنمضي وقتًا أكثر على الهاتف، فهل هنالك أضرار للهواتف على أدمغتنا؟


ما هي أضرار الهواتف على الدماغ؟

تتسبب الهواتف بأضرار كثيرة على الدماغ، ومنها ما يلي:[١]

  • التأثير سلبًا على مستوى الإدراك وطريقة التفكير والبحث عن المعلومات: أظهرت الأبحاث أن الهواتف الذكية وما يشابهها من شاشات التلفاز، والكومبيوتر، تؤثر سلبًا على مستوى الإدراك، من خلال ما يلي:
  • تقلل من القدرة على اكتساب وتطبيق المعرفة، من خلال التقليل من الحاجة للتفكير، والقيام بالتجارب، واستثمار الحواس.
  • جعلت التكنولوجيا الوصول إلى المعلومات سهلًا للغاية، وفي أي وقت، كما جعلت المجهود العقلي أكثر سطحية، فبدلًا من محاولة البحث، والتفكير، والحفظ، وربط المعلومات، واستنتاجها، إذ أصبحوا الأشخاص يميلون أكثر إلى إيجاد الملخصات، والمعلومات الإلكترونية الجاهزة.
  • ازدياد الاعتماد على وسائل المساعدة الخارجية، التي قللت من عمل الأدمغة وقدرتها على معالجة البيانات.
  • إضعاف المهارات والعلاقات الاجتماعية والعاطفية: ارتبط مقدار الوقت الذي يقضيه الشخص على الهاتف سلباً بمهارات التواصل مع الآخرين، والتحدث معهم، فكلما ازداد هذا الوقت، قلت القدرة على التفاعل وجهًا لوجه مع الآخرين، وفقد الشخص القدرة على البدء في الحديث، وطلاقة الكلام، وعلى تكوين العلاقات والروابط الشخصية، سواء أكانت بهدف العمل أو الصداقة حتى، وهذا هو السبب وراء تلعثم البعض في الحديث، لا سيما مع الغرباء، فلم يعتادوا التحدث، بل اعتادوا كتابة الرسائل النصية.



يعاني الكثير من الأشخاص من قلة الأصدقاء، والشعور بالوحدة، والاكتئاب بسبب ارتباطهم العميق بالهواتف الحديثة عوضاً عن بذلهم الوقت والجهد في إقامة صداقات حقيقية.


  • النوم المتقطع: يتسبب استخدام الهاتف لساعات قبل النوم بحاجة الشخص لوقت أطول للاستغراق فيه، وبالتالي صعوبة النوم، كما أن وسواس الشخص بتفقد رسائله باستمرار يؤدي إلى التقليل من جودة النوم، الأمر الذي يُؤثر سلباً في نشاط الشخص، وقدراته العقلية، كالتركيز، والقدرة على أداء المهمات، والتفكير المنطقي، والمعقد، بالإضافة إلى شعوره المستمر بالنعاس، وفقدان القدرة على صنع القرار خلال أيام العمل أو الدراسة.[٢][٣]



وجدت الدراسات أن الضوء الأزرق المنبعث من شاشة الهاتف يؤدي إلى انخفاض مستويات هرمون الميلاتونين، الذي يتم إفرازه مساءً؛ ليتسبب بالنعاس، وذلك من خلال الإخلال بعمل البروتينات الحساسة للضوء، والموجودة داخل الخلايا في شبكية العين، فالأصل أن هذه البروتينات تستقبل الضوء الأزرق في الصباح، لتحفز الاستيقاظ، بينما تستقبل الضوء الأحمر في المساء، الذي يحفز الشعور بالاسترخاء والرغبة في النوم، وهذا يعني أن الضوء الأزرق المنبعث من الهواتف يؤثر في طبيعة عمل هذه البروتينات متسببا بمشاكل في النوم.


  • الكسل العقلي: وذلك بسبب اعتمادنا الكبير على الهواتف في حفظ أرقام الهواتف، أو تواريخ أعياد الميلاد، أو تواريخ أحداث مهمة لنا، كموعد امتحان ما، أو ما شابه، وحتى المعلومات العلمية، أصبحنا قادرين للوصول إليها خلال ثوانٍ معدودة، مما أدى إلى فقدان القدرة على تذكر أبسط الأحداث، والنسيان بكثرة، إذ إن الكثير من الدراسات ربطت معدل استخدام الهاتف بمعدل انخفاض الذكاء.[٢]
  • السرطانات والأورام: صنفت منظمة الصحة العالمية (WHO) إشعاع الهواتف المحمولة على أنه "مادة مسرطنة محتملة"، وهذا يعني أن الإشعاعات المنبثقة من هواتفنا تُشكل خطرًا متزايدًا للإصابة بسرطان الدماغ، بالإضافة إلى خطر تشكل الأورام الحميدة في الدماغ، لا سيما عند الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية طوال اليوم.[٤]
  • تلف أنسجة المخ: لقد وجدت دراسة أجرتها هيئة الأمان الإشعاعي والنووي في فنلندا، أن الإشعاعات المنبثقة من الهواتف والأجهزة الإلكترونية غالبًا ما ترتبط بتلف أنسجة المخ.[٤]
  • التلف العقلي المضاعف لدى الأطفال: تظهر الأبحاث أن النخاع العظمي لرأس الطفل يمتص ما يقارب (10 أضعاف) الإشعاع الذي يمتصه الشخص البالغ، مما يجعل الأطفال أكثر عرضةً لتلف خلايا الدماغ، والمشاكل العقلية المرتبطة بها.[٤]


نصائح للاستخدام السليم للهاتف

هناك عدد من النصائح التي يُمكن اتباعها لاستخدام الهاتف بشكل سليم، وهي كما يلي:[٥]

  • تتبع استخدامك: من خلال الحد من استخدام الهاتف في الأمور الهامة فقط.
  • توقف عن التمرير: لأن التمرير المُستمر بين التطبيقات المُختلفة، مثل فيسبوك وإنستجرام، يجعلك تفقد الإحساس بالوقت بسهولة، وقضاء الكثير منه على الهاتف.
  • هدأ عقلك: من خلال ممارسة اليوغا، وتمارين الاسترخاء.
  • استعض بالأمور الموجودة بشكل مادي مثل قراءة الكتب الحقيقية عوضاً عن قراءتها باستخدام التطبيقات.
  • قم بإيقاف تشغيل جميع الإخطارات غير المتعلقة بالتواصل من أشخاص حقيقيين.
  • حوّل هاتفك إلى الأبيض والأسود بدل من الألوان.


المراجع

  1. "The Effects of Smartphone Usage on the Brain", healthtalk.unchealthcare. Edited.
  2. ^ أ ب "The Effects of Smartphones on Your Brain", verywellmind. Edited.
  3. "What Lack of Sleep Does to Your Mind", webmd. Edited.
  4. ^ أ ب ت "5 Harmful Effects Of Mobile Phones On Your Brain", doctor.ndtv. Edited.
  5. "7 Ways to Curb Your Smartphone Addiction Right Now", inc, Retrieved 10/2/2022. Edited.