تلعب كريات الدم البيضاء دورا مهما في الاستجابة المناعية ضد الميكروبات المختلفة ومن ضمنها فيروس كورونا، حيث إنّ الإصابة بفيروس كورونا تؤثر على تعداد خلايا الدم المختلفة، وقد تتناسب هذه التغيرات مع شدة الإصابة.[١]


العلاقة بين نقص كريات الدم البيضاء وفيروس كورونا

في الوضع الطبيعي، يرتفع تعداد كريات الدم البيضاء عند الإصابة بالالتهابات؛ بسبب محاربة جهاز المناعة للمرض، ويحدث ذلك أيضًا عند الإصابة بفيروس كورونا، لكن في بعض الأحيان قد يحدث نقص في كريات الدم البيضاء لدى المصابين بفيروس كورونا بعد الارتفاع الأولي، تحديدًا في الخلايا اللمفاوية (أحد أنواع كريات الدم البيضاء).[٢]


وقد وُجد أنّ هذا النقص في الخلايا اللمفاوية قد يدل على شدّة المرض لدى هذه الفئة، إذ لوحظ أنّ 85% من الأشخاص المصابين بأعراض شديدة بسبب فيروس كورونا، يعانون من نقص في الخلايا اللمفاوية (Lymphopenia)،[٢] وتم إثبات ذلك بحسب الدراسة الّتي نشرت في مجلة Nature سنة 2020م.[٣]


آراء أخرى

على الرغم من أنّ معظم الدراسات أظهرت أنّ نقص كريات الدم البيضاء في حالات فيروس كورونا يدل على شدة المرض، إلا أنّ دراسات أخرى قد وجدت نتيجة معاكسة، حيث ظهر أنّ ارتفاع كريات الدم البيضاء قد يدل على شدّة المرض، وذلك بحسب دراسة نشرت في المجلة الدولية للكيمياء السريرية Clinica chimica Acta سنة 2020م.[٤]


قد تكون هذه النتائج بسبب ارتفاع أنواع كريات الدم البيضاء الأخرى عند الإصابة بفيروس كورونا لمحاربته، إلا أنّ الخلايا اللمفاوية قد تكون منخفضة لدى هؤلاء الأشخاص، لذا يجب إجراء المزيد من الدراسات للتأكد من هذه النتائج.[١]


أعراض نقص كريات الدم البيضاء عند الإصابة بفيروس كورونا

يعاني الأشخاص المصابون بنقص كريات الدم البيضاء وفيروس كورونا من أعراض فيروس كورونا المعتادة، لكنّهم يكونون أكثر عُرضة للإصابة بالالتهابات، فقد يعانون من أعراض شبيهة بأعراض نقص المناعة الّذي يحدث لأسباب أخرى، ومن هذه الأعراض:[١]

  • الإصابة بالالتهابات بشكل متكرر.
  • عدم شفاء الالتهابات.
  • الإصابة بالتهابات غير معتادة.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • ظهور تقرّحات في الفم.
  • التهاب الجيوب الأنفية أو احتقان الأنف.
  • التهابات الجلد المختلفة.


عوامل أخرى تؤثر في شدة كورونا

بالإضافة إلى انخفاض عدد كريات الدم البيضاء، توجد العديد من العوامل الأخرى التي قد تزيد من شدّة الإصابة بفيروس كورونا، إلا أنّه لا توجد دراسات كافية تؤكد تأثيرها، ومن أهم هذه العوامل:[٥]

  • التقدم بالعمر.
  • السكري.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • أمراض القلب وجهاز الدوران.
  • الأمراض التنفسي المزمنة.
  • مرض السرطان.
  • التدخين.
  • السمنة.


ملخص المقال

قد يعاني بعض المصابين بفيروس كورونا من نقص في كريات الدم، تحديدًا الخلايا اللمفاوية، وقد وُجد أنّ هذا الانخفاض قد يدل على شدة المرض والأعراض لدى هذه الفئة من الأشخاص، لكن في المقابل وجدت دراسات أخرى نتائج عكسية، لذا يُنصح بإجراء المزيد من الدراسات للتأكد من صحة هذه المعلومات.

المراجع

  1. ^ أ ب ت Rachael Zimlich (3/2/2022), "Is There a Link Between a Low White Blood Cell Count and COVID?", verywellhealth, Retrieved 9/2/2022. Edited.
  2. ^ أ ب Nazanin Fathi, Nima Rezaei (20/5/2020), "Lymphopenia in COVID‐19: Therapeutic opportunities", onlinelibrary.wiley, Retrieved 6/2/2022. Edited.
  3. Li Tan, Qi Wang, Duanyang Zhang, Jinya Ding, Qianchuan Huang, Yi-Quan Tang, Qiongshu Wang, Hongming Miao (27/3/2020), "Lymphopenia predicts disease severity of COVID-19: a descriptive and predictive study", nature, Retrieved 10/2/2022. Edited.
  4. TakayukiYamada, MakoWakabayashi, TakahiroYamaji, NitinChopra Takahisa Mikami Hirotaka Miyashita Satoshi Miyashita, "Value of leukocytosis and elevated C-reactive protein in predicting severe coronavirus 2019 (COVID-19): A systematic review and meta-analysis", sciencedirect, Retrieved 10/2/2022. Edited.
  5. Peymane Adab, and Rachel E Jordan, (26/3/2020), "Covid-19: risk factors for severe disease and death", bmj, Retrieved 9/2/2022. Edited.