البولونيوم (Polonium) من العناصر المُشعّة النادرة الموجودة في الطبيعة، ويُعرف بسميته العالية حتّى عند التعرّض لكميات صغيرة جدًا منه، سواء كان ذلك بابتلاعه أم باستنشاقه، ويوجد منه عدّة أنواع، ولعلّ من أشهرها النوع المُسمّى بولونيوم 210، وهو من الموادّ المُسرطنة، إذ يُمكنه تغيير المادّة الوراثيّة في الخلايا والتسبّب في موتها،[١]فكيف يتم تشخيص الإصابة بتسمم البولونيوم؟ وكيف يتم علاجه؟


كيف يمكن تشخيص الإصابة بتسمم البولونيوم؟

يوجد البولونيوم في أماكن مُحدّدة ومحصورة كمصانع الأسلحة النووية أو مصادر تزويد الطاقة للأقمار الصناعيّة،[١]ويمكن للأفراد العاملين في هذا القطاع معرفة تسممهم بالمادة من خلال أعراض التسمم بالبولونيوم الظاهرة عليهم، وما عليهم سوى إعلام الطاقم الطبي بذلك ليبدأ العلاج بشكل فوريّ.[٢]


ولكن في حال عدم معرفة الفرد بحقيقة تعرّضه المُسبق للبولونيوم فقد يكون من الصعب تشخيصه؛ نظرًا لتشابه أعراضه مع أعراض أمراض واضطرابات أُخرى أكثر شيوعًا، كعدوى الجهاز الهضمي، ومن الفحوصات المستخدمة لتحديد جُرعة البولونيوم التي تعرّض لها الفرد ومدى الضرر الحاصل على جسمه ما يأتي:[٣]

  • فحص الدم

لمعرفة نسبة الخلايا الليمفاوية (أحد أنواع خلايا الدم البيضاء) في الدم؛ إذ أنّها تقلّ عند التعرّض للبولونيوم.

  • تحليل الكروموسوم (Chromosome analysis)

الذي يُساعد على تقدير كمية البولونيوم التي تعرّض لها الفرد.

  • فحص البول والبُراز

إذ قد يكون بالإمكان مُلاحظة وجود البولونيوم 210 فيهما، ما يُساعد على تشخيص التسمّم به، خاصّة إن لم يتمّ تشخيص أمراض أو اضطرابات أُخرى تُطابق الأعراض التي يُعاني منها المصاب.


هل يمكن علاج التسمم بالبولونيوم؟

نوعًا ما، إذ يعتمد علاج التسمّم بالبولونيوم على كمية المادّة التي تعرّض لها الفرد، وسُرعة تشخيصه بالتسمّم، ويهدف العلاج حينها للآتي:[٢]

  • الوقاية أو العلاج من أيّ عدوى يُصاب بها الفرد؛ نتيجة نقص خلايا الدم البيضاء.
  • السيطرة على الأعراض قدر الإمكان.
  • تزويد الفرد بالصفائح والدم في حال الحاجة لذلك.


أمّا بالنسبة للخيارات العلاجيّة المُمكنة فقد تتضمّن الآتي:[٢]

  • غسيل المعدة:

وذلك في حال معرفة الفرد بابتلاعه لكمية من البولونيوم، إذ أنّ الغسيل سيُخلّص الجسم من المادة لتفادي أيّ ضرر إضافي بسببها.

  • العلاج بالاستخلاب (Chelation):

وهو استعمال عناصر أو موادّ مُعيّنة ترتبط بالعناصر السّامة، وتمنع امتصاصها وتأثيرها على الجسم، ما يُساعد على التخلّص منها، ويبدو أنّ هذه الطريقة نافعة للتخلّص من البولونيوم، ومن الموادّ المُستخدمة لذلك:

  • الديميركابرول (Dimercaprol)، الذي يُستخدم لعلاج تسمّم موادّ أُخرى؛ مثل الذهب، أو الرصاص.
  • البنسيلامين (Penicillamine).


ملخص المقال

البولونيوم من العناصر شديدة السميّة، وقد يكون سببًا في الوفاة إن لم يُشخّص سريعًا ويُعالَج كما يجب، وفي حال معرفة الفرد المُسبقة بتعرّضه للبولونيوم أو ابتلاعه له فذلك يُسهّل التشخيص والعلاج، إلا أنّ عملية تشخيصه قد تكون صعبة للغاية دون علم باحتماليّة التسمّم به؛ لتشابه أعراضه مع أعراض أمراض واضطرابات شائعة، كما أنّ علاجه قد يتضمّن غسيل المعدة أو العلاج بالاستخلاب.

المراجع

  1. ^ أ ب Rohini Radhakrishnan (19/10/2021), "Is Polonium Harmful to Humans?", medicinenet, Retrieved 5/2/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت Markus MacGill (28/7/2017), "Polonium-210: Why is Po-210 so dangerous?", medicalnewstoday, Retrieved 5/2/2022. Edited.
  3. Robert D Jefferson, Ronald E Goans, Peter G Blain and others. (5/2009), "Diagnosis and treatment of polonium poisoning", pubmed, Retrieved 5/2/2022. Edited.