علاج ازرقاق العين

ازرقاق العين (Glaucoma) أو الزَرَق هو مرض يصيب العين ويسبب تلف الأعصاب البصرية، إذ تقوم هذه الأعصاب بمنح معلومات بصرية للدماغ من خلال العين، وغالباً ما يكون سبب ازرقاق العين هو ارتفاع غير طبيعي للضغط داخل العين، ومع مرور الوقت فإن الضغط المرتفع يعمل على تقلص أنسجة الأعصاب البصرية، وبالتالي يؤدي إلى ضعف الرؤية أو فقدان البصر،^[١] فما الطرق المستخدمة لعلاجه؟

هل يُمكن علاج ازرقاق العين؟ وما هي الطُرق المُستخدمة لعلاجه؟

إن التلف الذي يُسبّبه ازرقاق العين لا يمكن عكسه، ولكن يُمكن الحد أو التقليل من احتمالية من فقدان الرؤية من خلال التشخيص والعلاج الصحيحين، خصوصًا إذا تمت معالجته منذ البداية،^[٢] ومن ضمن العلاجات المتبعة الآتي:

قطرات العيون

غالباً ما يتم البدء باستخدام قطرات العيون بوصفة طبية لعلاج ازرقاق العين، إذ يقوم مبدأ عملها بتقليل ضغط العين عن طريق تحسين تدفق السوائل من العين أو تقليل كمية السوائل التي تصنعها العين، واعتمادًا على كمية الضغط اللازم تقليله داخل العين، فقد يصف الطبيب أكثر من نوع من القطرات التالية:^[٢]

• البروستاغلاندين:

تقوم هذه الأدوية بزيادة تدفق السوائل في العين؛ وبالتالي تقلل من ضغط العين، ومن الأمثلة عليها:^[٢]

• زالاتان (Xalatan).
• ترافاتان زِد (Travatan Z).
• زيوبتان (Zioptan).
• لوميغان (Lumigan).
• فيزولتا (Vyzulta).
• حاصرات مستقبلات بيتا:

تقوم هذه الأدوية بتقليل إنتاج السوائل في العين؛ وبذلك يقل الضغط في العين، ومن الأمثلة عليها:^[٢]

• تيمبوتيك (®Timoptic).
• بيتوبتيك (®Betoptic).
• ناهضات ألفا:

تقلل هذه الأدوية من إنتاج العين للسوائل، وزيادة تدفق السوائل من العين، ومن الأمثلة عليها الفاجان ب (Alphagan®P).^[٣]

• مثبطات الأنهيدراز الكربوني:

ومنها ازوبت (®Azopt).^[٣]

• مثبطات ريو كاينيز:

حيث يُساعد استخدام هذه الأدوية على تقليل الضغط من خلال تثبيط إنزيم ريو كاينيز المسؤول عن زيادة كمية السوائل ومن الأمثلة عليها قطرة (®Rhopressa).^[٣]

العلاج بالليزر

يتم اللجوء إلى العلاج بالليزر في حال فشل العلاجات السابقة، والليزر هو عبارة عن شعاع ضوئي حُدد بدقة على جزء من العين لمنع تراكم السوائل في العين، وعادةً ما تُجرى عملية الليزر دون الحاجة إلى مخدر عام، ولكن يتم استخدام قطرات من المخدر الموضعي في العين، بحيث قد يشعر الشخص بالوخز أو حرارة خلال إجراء العملية، ومن الممكن الاستمرارية في استعمال قطرات العيون حتى بعد العلاج بالليزر.^[٤]

ويوجد عدة تقنيات قد تُسخدم للعلاج بالليزر وهي كالآتي:^[٤]

• رأب التربيق

إذ يتم فتح أنبوب التدفق في العين من خلال أشعة الليزر، مّما يسمح بتدفق السوائل خارجًا من العين وتقليل الضغط في العين.

• العلاج بالليزر السيكلوديود

يُساعد هذا العلاج في تدمير بعض أنسجة العين التي تقوم بإنتاج السوائل في العين، وبذلك يقل الضغط في العين.

• قطع القزحية بالليزر

إذ يخلق الليزر فوهة في العين ليسمح للسوائل بالخروج خارج العين.

الجراحة المجهرية

تُعرف أيضاً بقطع التربيق، وتنطوي هذه العملية على إنشاء قناة للتخلص من السوائل وتقليل ضغط العين، ويُوصى هذا النوع من العمليات للأطفال الذين وُلدوا بازرقاق العين الموروث، وذلك لأن مسبب المشكلة يتمثّل بعدم القدرة على تصريف السوائل من العين.^[٥]

هل يمكن علاج ازرقاق العين بالطُرق الطبيعية؟

يوجد العديد من التدابير وتغييرات نمط الحياة التي يُمكن أن تكون فعّالة في التخفيف من أعراض ازرقاق العين، ولكن بالرغم من ذلك فهي لا تُغني عن الأدوية والعلاجات الطبية التي يصفها الطبيب، ومن هذه الطُرق ما يأتي:^[٦]

• اتباع نظام غذائي صحي

فقد أثبت بعض الدراسات الحديثة بأنّ التغذية الصحية تلعب دورًا في صحة العين، وقد تؤدي إلى إبطاء تفاقم بعض الحالات مثل ازرقاق العين، ومن أهم هذه الأطعمة التي أثبتت فاعليتها:

• الفواكه والخضروات الغنية بفيتامينات A و C، وكذلك الكاروتينات، ومن الأمثلة عليها: الخوخ والجزر والبنجر والفاصوليا الخضراء والفجل، والخضروات الورقية كالسبانخ والكرنب واللفت وبراعم بروكسل (أحد أنواع الملفوف).
• الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، مثل التوت البري، والشاي الأسود، والأخضر، وبذور الكتان، والرمان.

ينصح العديد من الخبراء بتجنّب شرب الكثير من القهوة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، وذلك لأنّ الكافيين قد يزيد من ضغط العين.

• ممارسة الرياضة بانتظام

يمكن أن تساعد التمارين المعتدلة في الحفاظ على مستويات صحية من الضغط داخل العين، وذلك لأن التمارين تُساعد على تعزيز تدفق الدم إلى العينين وجميع أنحاء الجسم، ولكن من ناحية أخرى، يمكن أن تؤدي التمارين الشديدة إلى ارتفاع ضغط العين، كما ينبغي الحذر من بعض الوضعيات أثناء ممارسة التمارين والتي يُمكن أن ترفع من ضغط العين كالوقوف على الرأس والانحناء إلى الأمام.

• تناول بعض المكملات الغذائية

قد يؤدي انخفاض مستويات بعض الفيتامينات والمعادن في الدم إلى تفاقم ازرقاق العين، مثل: الزنك، والكالسيوم، والمغنيسيوم، وفيتامينات أ، وب المركب، وفيتامين ج، وفيتامين هـ، وفي هذه الحالة يُنصح بتناول بعض المكملات التي تحتوي على هذه الفيتامينات والمعادن لتعويض النقص، ولكن يجدر التنويه إلى أنّ ينبغي استشارة الطبيب قبل تناول أيًّا من هذه المكملات.

• العلاج بالأعشاب

يعتقد أن بعض الأعشاب قد تساعد في علاج ازرقاق العين، وتتضمن الأعشاب ما يأتي:

• الجنكة (الجنكة بيلوبا).
• التوت البري ولكن يحتاج للمزيد من الدراسات لإثبات فاعليته على البشر.
• بيدة فورسكول (coleus forskohlii)، قد تخفض هذه العشبة ضغط العين عند تطبيقها موضعيًّا.

ولكن من الضروري معرفة بأنّ هذه الأعشاب قد يكون لها آثار ضارة أو تداخلات دوائية مع العلاجات الموصوفة من قبل الطبيب، لذا يُنصح باستشارة الطبيب قبل استخدام أي علاجات عشبية، مع الحرص على عدم استبدال العلاجات التي يصفها الطبيب أو التي ينصح بها بالعلاجات العشبية.^[٦]

ملخص المقال

ازرقاق العين هي إحدى المشاكل التي تؤثر على العين ويكون مسببها ارتفاع ضغط العين، وكلما بادر الشخص في علاجها كان العلاج أسهل، ومن العلاجات المتبعة بناءً على حالة المريض استخدام قطرات العيون، وإذا لم يجد ذلك نفعاً يتم العلاج بالليزر، أو الجراحة المجهرية والتي يوصى بها عادةً للأطفال الذين وُلدوا بازرقاق العين الموروث.