أسباب اضطراب الدورة الشهرية بعد الولادة

من الشائع أن تتغير طبيعة الدورة الشهرية للمرأة بعد الولادة، فمنهن من تشعر أن دورتها الشهرية أصبحت أخف وأقل إيلامًا، ومنهن من يزداد ألمهن المصاحب للدورة الشهرية، والكثير تحدث لديهن اضطرابات في مواعيد الدورة الشهرية.^[١]

ما هي أسباب اضطرابات الدورة الشهرية بعد الولادة؟

من الطبيعي أن تحدث اضطرابات في الدورة الشهرية بعد الولادة، ومن الممكن أن تستمر لمدة 4-5 شهور، وذلك لعدة أسباب:

الوزن

من الطبيعي أن تزيد المرأة في الوزن خلال الحمل ويبقى الوزن الزائد بعد الحمل، وعلى العكس هناك العديد من النساء يفقدن الوزن بشكل كبير بعد الولادة؛ وذلك بسبب قلة التغذية وقلة النوم، وفي الحالتين زيادة الوزن أو نقصانه يؤثران على هرمونات المرأة، وبالتالي تتأثر الدورة الشهرية.^[٢]

الرضاعة

الأمهات اللواتي يرضعن أطفالهن تتأخر لديهن الإباضة؛ وذلك لأن هرمون البرولاكتين الذي يعمل على إفراز الحليب يقوم أيضًا بتثبيط عملية الإباضة، مما يؤدي إلى تأخر في الدورة الشهرية بعد الولادة، فهناك بعض النساء اللواتي تنقطع لديهن الدورة الشهرية طول فترة الرضاعة، وهناك من تتأخر ولكن تأتي خلال الرضاعة. ^[٣]

عدم انتظام في مستويات الهرمونات

بعد تغير مستويات الهرمونات خلال الحمل، لا تعود الهرمونات إلى مستوياتها الطبيعية كما كانت قبل الحمل مباشرة، ولكن تحتاج إلى فترة من الزمن، وهناك عدة عوامل تؤثر في ذلك، منها:

• النظام الغذائي.
• الرياضة.
• الرضاعة.
• الجماع.
• الوزن.

وبالتالي ستبقى الدورة الشهرية غير منتظمة لعدّة شهور حتى ترجع الهرمونات إلى مستوياتها الطبيعية. ^[٤]

الوضع الصحي قبل الحمل

إذا كنت تعانين قبل الحمل من مشكلة صحية كانت تؤثر على مستويات الهرمونات لديك مثل تكيس المبايض، ومشاكل الغدة الدرقية، فإن هذا التأثير سيبقى بعد الولادة مما يسبب عدم انتظام في الدورة الشهرية.^[٥]

كيف يمكن التقليل من هذه الاضطرابات؟

هناك العديد من الممارسات الحياتية التي تستطيعين القيام بها للتخفيف من اضطرابات الدورة الشهرية، وهي كالآتي ^[٦]

• ممارسة الرياضة.

ممارسة التمارين الرياضية تساعد في الحفاظ على وزن طبيعي، وتساعد في إرجاع جسمك إلى طبيعته قبل الحمل، مما يؤدي إلى تحسين الهرمونات.

• نظام غذائي صحّي.

كما ذكرنا آنفًا أن نقص التغذية ممكن أن يتسبب في اضطرابات الدورة الشهرية، لذا فالنظام الغذائي الصحي يساعد في عودة الهرمونات إلى توازنها.

• الحد من الضغوطات النفسية.

فالضغط النفسي الذي تتعرض له الأم بسبب قلة النوم، زيادة المسؤوليات، والحياة الجديدة، من المحتمل أن تؤخر عودة الهرمونات إلى طبيعتها.

• عدم أخذ موانع الحمل الهرمونية.

وذلك لأن هذه الأدوية تؤخر عودة الهرمونات إلى طبيعتها التي كانت عليها قبل الحمل، لذلك أنصحك بالتشاور مع الطبيب النسائي حول وسيلة منع الحمل المناسبة لك.

• أخذ فيتامينات.

وذلك لأن نقص الفيتامينات، مثل فيتامين د وفيتامينات ب، تؤثر في انتظام الدورة الشهرية، لذا ينصح بعمل الفحوصات اللازمة، وإن كان هناك نقص في أحد هذه الفيتامينات، ينصح بتعويضه.

هل ممكن أن يحدث حمل مع وجود اضطرابات في الدورة الشهرية؟

من المهم أن تتذكري أن الإباضة قد تحدث بعد أن تنتهي من النفاس فورًا، لذلك فهناك احتمال كبير أن يحدث حمل حتى لو كانت الدورة غير منتظمة، وإذا كنت لا تريدين حدوث حمل، أنصحك بزيارة الطبيب النسائي لتختاري وسيلة منع الحمل المناسبة لك.^[٧]

متى تستدعي اضطرابات الدورة الشهرية القلق؟

يمكنك زيارة الطبيب النسائي بسبب اضطرابات الدورة الشهرية للاطمئنان على وضعك الصحّي، ولكن يجب الذهاب إلى الطبيب مباشرة في حالات معيّنة، وهي:^[٨]

• نزيف شديد في الدورة، أي تحتاجين إلى تغيير الفوط كل ساعة.
• نزف الدورة المترافق مع حمّى.
• وجود كتل دموية بحجم كرة صغيرة مع دم الدورة.
• تشنّجات قوية.

ملخص المقال

إن اضطراب الدورة الشهرية بعد الولادة بصورة مؤقتة يُعد أمرًا طبيعيًا؛ حيث تحتاج الهرمونات إلى فترة من الزمن لتستعيد توازنها، ولكنها في حال استمرت لمدة طويلة من الممكن أن تُشير إلى الإصابة بحالة صحية مقلقة للمرأة بعد الولادة، لذا من المهم مراجعة الطبيب في هذه الحالة خاصةً إذا صاحبها أعراضٌ مقلقة كحدوث نزيفٍ شديد.