يواجه مرضى التوحّد خللًا في أنماط النوم في مرحلة من مراحل حياتهم؛ وذلك لصعوبة شعورهم بالاسترخاء أو السكينة، إضافًة إلى عدم انتظام مستوى هرمون الميلاتونين لديهم، وصعوبة تواصلهم مع الآخرين؛ لتوضيح حاجتهم للنوم عند الرغبة بذلك،[١] وسنوضّح في هذا المقال العلاقة بين اضطرابات النوم ومرض التوحّد بتوضيح الأسباب والآثار المترتبة، وطرق التعامل مع هذه الاضطرابات من قبل الوالدين.


أسباب مواجهة صعوبة النوم عند مرضى التوحد

قد يعاني العديد من المصابين بالتوحد من اضطرابات النوم، ومن أهم أسباب حدوث ذلك لدى مرضى التوحّد على وجه الخصوص ما يأتي:

  • استيقاظهم بشكل متكرر أثناء الليل، ومواجهة صعوبة في الخلود إلى النوم مرة أخرى.[٢]
  • معاناتهم من القلق وصعوبة الاسترخاء؛ ممّا يزيد من فرص إصابتهم بالأرق.[٣]
  • إفراز غير منتظم لهرمون النوم الميلاتونين، المسؤول عن تنظيم أنماط النوم حيث يكون مستوى هذا الهرمون لديهم مرتفعًا خلال النهار منخفضًا خلال ساعات الليل، وينجم هذا عادًة عن وجود خلل في الساعة البيولوجية لديهم.[٤]
  • الحالات العصبية؛ كالصرع.[٥]
  • الاختلافات الحسية لدى مرضى التوحّد؛ كزيادة الحساسية تجاه الضوء الأزرق المُنبعث من الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر.[٢]
  • الحساسية تجاه أصوات معينة أو الضوضاء البيضاء.[٢]
  • معاناتهم مشاكل في الجهاز الهضمي؛ وينتج ذلك عن حساسيتهم تجاه أغذية معينة وزيادة استجابتهم للكافيين أو المنبهات الأخرى مقارنًة بالآخرين.[١]


الآثار المترتبة على مشاكل النوم لدى مرضى التوحد

تبيّن أنّ اضطرابات النوم تجعل أعراض مرض التوحدّ أكثر سوءًا،[٦] حيث يمكن أن يؤدي عدم الحصول على قسط جيد من النوم أثناء الليل إلى تأثيرات سلبية على صحة جسم مريض التوحد، ومنها ما يأتي:[٤]

  • تصبح تصرفاته أكثر عدوانية.
  • الشعور بالاكتئاب والقلق.
  • نقص الانتباه.
  • مشاكل سلوكية.
  • تدنّي معدّل الذكاء.


كيفية مساعدة مرضى التوحد للتخلص من مشاكل النوم

يمكن اتّباع التوصيات الآتية من قِبل والدي الطفل المصاب بالتوحّد لمساعدته على النوم:[٧]

  • تعديل وسط النوم:

وذلك بجعل غرفة النوم أكثر راحة وهدوءًا؛ وذلك لتجنّب تشتيت الانتباه لدى الطفل المصاب بالتوحّد؛ ممّا يُشعره بالاسترخاء، ويُسهل خلوده في النوم،[٧] وذلك باستخدام الستائر الداكنة أو المعتمة لغرفة النوم، والتأكد من حرارة الغرفة، وحجم السرير المناسب وغيره.[٨]

  • تقليل الضوضاء:

وذلك بإغلاق الأبواب بالكامل،[١] كما يمكن استخدام سدادات الأذن أو الاستماع لموسيقى هادئة من خلال سماعات الأذن.[١]

  • استخدام تقنيات الاسترخاء:

كتقنيات التنفس العميق، أو محاولة الأهل بتشجيع أطفالهم على كتابة مخططاتك لليوم التالي؛ لدور ذلك في تخفيف الأرق.[٤]

  • النظام الغذائي:

من الطرق المنزلية للتخلص من الأرق اتباع نظام غذائي مناسب؛ إذ تُحفّز العديد من الأطعمة على النوم تلقائيًا، ويمكن تناولها ضمن وجبة العشاء أو كوجبة خفيفة قبل النوم لمساعدة مرضى التوحد على الشعور بالراحة بشكل أفضل، لا سيما الأغذية الغنية بالتريبتوفان (Tryptophan) وتشمل المكسرات، والخضراوات الورقية، والتركي، والجبنة قليلة الدسم، والدواجن، وغيرها.[٩]

  • تجنب تناول بعض الأطعمة:

لا سيما التي تحتوي على الكافيين والسكر قبل موعد النوم؛ إذ يؤثر الكافيين على النوم،[٨] واستبدالها بكوب من الحليب الدافئ والذي يساعد على الاسترخاء.[٩]

  • إغلاق الأجهزة الكهربائية:

مثل التلفاز، وألعاب الفيديو، وإيقاف النشاطات الأخرى التي تحفّز المصاب قبل ساعة على الأقل من موعد النوم.[٨]


ملخص المقال

تعدّ مشاكل النوم شائعة عند الأشخاص المصابين بالتوحد، حيث يوجد رابط بينهما فالتوحّد يسبب الأرق وقلة النوم، وهذا يؤدي بدوره إلى تفاقم أعراض التوحّد، إلا أنه غالبًا ما يمكن اتباع بعض النصائح لمساعدتهم على النوم تقتضي على تحسين نمط الحياة الخاص بالمصاب بمساعدة الأهل ودعمهم.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Sleep and autism", National Autistic Society, Retrieved 10/2/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Sleep and autism", National Autistic Society, Retrieved 12/2/2022. Edited.
  3. "Sleep and autism", National Autistic Society, Retrieved 12/2/2022. Edited.
  4. ^ أ ب ت Ray Soberano (5/11/2020), "Autism, Asperger’s Syndrome and Sleep", BESTMATTRESSBRAND, Retrieved 8/2/2022. Edited.
  5. "Sleep and autism", National Autistic Society, Retrieved 12/2/2022. Edited.
  6. "Sleep problems in autism, explained", Spectrumnews, Retrieved 12/2/2022. Edited.
  7. ^ أ ب Tuck, Inc. (1/1/2017), "PFA TIPS: AUTISM AND SLEEP ISSUES – TIPS FOR CHILDREN AND ADULTS", PATHFINDERS FOR AUTISM, Retrieved 8/2/2022.
  8. ^ أ ب ت "Sleep", Autism Speaks, Retrieved 8/2/2022.
  9. ^ أ ب "5 Foods That Help You Sleep", Cleveland clinic, 13/1/2020, Retrieved 10/2/2022.