القرنية المخروطية

تُعدُّ القرنية المخروطية (Keratoconus)، أحد اضطرابات الرؤية التي تصبح فيها القرنية رقيقة وغير منتظمة؛ أي مخروطية الشكل، وتؤدي هذه الحالة لمنع الضوء الداخل إلى العين من التركُّز داخل الشبكية بشكل صحيح، ممّا يؤدي إلى حدوث تشويش بالرؤية، بالعادة، تحدث القرنية المخروطية في كلتا العينين، ولكنها قد تؤثر في عين واحدة أكثر من الأخرى، وبشكل عام فإنها تبدأ بالتأثير في الأشخاص على عمر 10 - 25 عامًا وقد تتطور ببطء على مدى عشر سنوات أو أكثر.[١][٢]


بحث عن القرنية المخروطية: الأعراض

في الكثير من الحالات لا تظهر أي أعراض تدل على أن الشخص يمتلك قرنية مخروطية، لكن مع تطور الحالة يبدأ المريض بالشعور بتشوش في الرؤية، ثم تبدأ الأعراض الأخرى بالظهور مع تقدم المرض، وقد تشمل:[١][٣]

  • زيادة الحساسية للضوء الساطع والوهج، الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث مشكلات في أثناء القيادة بالليل.
  • الحاجة لتغيير النظارات الطبية بشكل متواصل.
  • حدوث تدهور مفاجئ في النظر أو ضبابية بالرؤية.


بحث عن القرنية المخروطية: الأسباب وعوامل الخطر المؤدية للمرض

إن سبب القرنية المخروطية لا يزال غير معروف، وقد وجدت دراسة أن هناك دورًا هامًا للعوامل الوراثية والبيئية في حدوث القرنية المخروطية، حيث إن حوالي 1 من كل 10 أشخاص مصابين بالقرنية المخروطية يكون لديهم أب أو أم مصاب بنفس الحالة،[١][٤]وهناك بعض عوامل الخطر التي قد تؤدي لزيادة احتمالية حدوث القرنية المخروطية، والتي تشمل ما يأتي:[١][٢]

  • القيام بفرك العينين بقوة وبشكل متكرر.
  • وجود حالات مرضية معينة، مثل: التهاب الشبكية الصباغي (Retinitis pigmentosa)، ومتلازمة داون (Down Syndrome)، ومتلازمة إيرلز دانلوس (Ehlers-Danlos Syndrome)، وحمى القش (Hay fever)، والربو (Asthma).


بحث عن القرنية المخروطية: التشخيص

من أجل تشخيص القرنية المخروطية، سيقوم الطبيب المختص بفحص وقياس شكل القرنية، وهناك طرق مختلفة للقيام بذلك، وأكثرها شيوعًا هي طريقة تسمى بتحديد تضاريس القرنية (Corneal topography).


وقد وجدت دراسة أن طريقة تحديد تضاريس القرنية تساعد في تحديد الحالات المبكرة من المرض التي يكون من الصعب ملاحظتها عادًة، حيث يتم التقاط صورة واضحة للقرنية من أجل القيام بفحصها عن كثب، ويجب القيام بهذا الفحص سنويًا للأطفال الذين يعاني آباؤهم من القرنية المخروطية بدءًا من عمر 10 سنوات.[٣]


بحث عن القرنية المخروطية: العلاج

لا يوجد علاج نهائي للقرنية المخروطية، وفي الحالات الخفيفة والمراحل المبكرة من القرنية المخروطية، فإن النظارات الطبية قد تحل جزءًا كبيرًا من المشكلة، ولكن إذا استمر وجود مشكلات بالنظر حتى مع ارتداء النظارة الطبية، فقد يقوم الطبيب باقتراح استخدام العدسات اللاصقة اللينة (Soft contact lenses).


أمّا في المراحل اللاحقة، ومع تطور المرض واستمرار ترقق القرنية والتغيرات في شكلها، فقد تضطر إلى تركيب عدسات لاصقة صلبة،[٢] ومع مرور الوقت، فقد تبرز الحاجة لاستخدام علاجات أخرى لتقوية القرنية وتحسين البصر.[٣][١]


وقد أشارت دراسة أن اللجوء لعلاج يسمى بتشبيك كولاجين القرنية (Cornea collagen crosslinking) من الممكن أن يساعد على المحافظة على شكل القرنية واستقرارها، وفي منع تدهور الحالة.[٣][٢]


وقد يقوم الطبيب بزرع حلقة تحت سطح القرنية تكون على شكل حرف (C) بحيث تساعد هذه الحلقة على تسطيح القرنية، وتقليل الشكل المخروطي لها، ممّا يؤدي بالنهاية إلى تحسين الرؤية.[٣][٢]


في حال عدم اتضاح الرؤية، رغم اتباع الطرق العلاجية السابقة، فإنه يتم اللجوء للحل الأخير وهو القيام بزراعة القرنية، وهي عملية آمنة وناجحة بنسبة 90%، ويقوم فيها الطبيب بإزالة مركز القرنية، واستبدالها بأخرى مأخوذة من متبرع.[٣]


كما من الممكن أن تحتاج إلى استخدام عدسات لاصقة في وقت لاحق بعد إجراء عملية زراعة القرنية.[٣]


بحث عن القرنية المخروطية: المضاعفات

أحيانًا قد تؤدي القرنية المخروطية لحدوث انتفاخ مفاجئ بالقرنية مسببًا ضعفًا مفاجئًا في الرؤية وحدوث تندُّب بالقرنية؛ ويحدث ذلك بسبب تكسُّر البطانة الداخلية للقرنية، الأمر الذي يؤدي إلى دخول السوائل للقرنية في حالة تعرف باسم الاستسقاء، وعند حدوثه فإن الطبيب سيقوم بوصف قطرات لتخفيف الأعراض وإعطاء راحة مؤقتة، وبالعادة فإن التورم يختفي من تلقاء نفسه، ولكنه قد يترك ورائه ندبة تؤثر في الرؤية.[١][٢]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح "Keratoconus ", Mayoclinic.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "Keratoconus ", American optometric Association .
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ "What is keratoconus? ", Webmd.
  4. "What Causes Keratoconus?", journals, Retrieved 18/5/2022. Edited.