ترتبط الغدة النخامية بالحمل من عدة جوانب، حيث يؤثّر كل منهما على الآخر بطرق مختلفة، تحديدًا بسبب اضطرابات الهرمونات الّتي قد تحدث مع مشكلات الغدة النخامية،[١] وهذا ما سنوضّحه في السطور الآتية.
هل توجد علاقة بين صحة الغدة النخامية والقدرة على الحمل؟
قد تؤثّر صحة الغدة النخامية على قدرتك على الحمل، وتتمثّل العلاقة في أنّ اضطرابات الغدة النخامية قد تؤثر على إفراز الهرمونات منها، الأمر الّذي قد يؤثّر بدوره على الخصوبة، فمثلًا يعدّ هرمون الحليب من الهرمونات الّتي تصنّعها الغدة النخامية، وعند وجود مشكلة في الغدة تسبب زيادة في إفراز هذا الهرمون، مثل حالات الورم البرولاكتيني، فإنّ الزيادة ستقلل من تصنيع هرمون الإستروجين.[١]
وقد تؤثر هذه الزيادة في تصنيع هرمون الإستروجين على الإباضة لدى النساء، الأمر الّذي قد يؤدي في النهاية إلى عدم القدرة على الحمل،[٢]لكن لا حاجة للقلق، وذلك لأنّ معظم اضطرابات الغدة النخامية يمكن علاجها قبل الحمل لزيادة فرص حدوث الحمل.[١]
هل يؤثّر الحمل على صحة الغدة النخامية؟
في الوضع الطبيعي، يُسبب الحمل تغيّرات فسيولوجية للغدة النخامية، فقد لوحظ أنّ وزنها يزداد خلال فترة الحمل بمقدار 2-3 أضعاف تقريبًا،[٣]ويُعزى ذلك إلى زيادة تدفق الدم إلى الغدة النخامية خلال فترة الحمل، أو زيادة إنتاج هرمون الإستروجين، الناتجة عن تضخّم خلايا الغدة النخامية المسؤولة عن إنتاج هرمون الحليب.[٤]
وغالبًا لن تُسبب هذه التغييرات أي مشاكل للمرأة الحامل أو الجنين، وستستمر الغدة النخامية بأداء وظائفها بطرقٍ جيدة خلال الحمل.[٤]
أمراض الغدة النخامية والحمل
قد تحدث اضطرابات عديدة في الغدة النخامية لدى النساء، وفي حال حدوث الحمل لدى لمرأة المصابة بهذه الاضطرابات، فقد تؤثّر على المرأة الحامل وجنينها بطرقٍ مختلفة، كما هو الحال في حال الإصابة بهذه الاضطرابات أثناء الحمل، وفيما يأتي أهم ما عليك معرفته:
الحمل وداء كوشينغ (Cushing's Disease)
يحدث داء كوشينج عند إفراز الغدة النخامية كميات كبيرة من الهرمون الموجه لقشر الكظرية بسبب مشكلة فيها كوجود ورم، مما يسبب بدوره زيادة إنتاج هرمون الكورتيزول من الغدة الكظرية،[٥]وقد تؤثّر هذه الحالة على الخصوبة، مما يجعل فرص الحمل نادرة لدى النساء المصابات بداء كوشينغ.[٦]
وفي حال الحمل مع الإصابة بداء كوشينغ، فقد يؤثّر ذلك على الحمل من خلال زيادة فرصة ولادة الطفل بوزن منخفض،[٧]وفي الوقت ذاته، قد يزيد الحمل من سوء أعراض مرض كوشينغ.[٥]
الحمل وضخامة الأطراف (Acromegaly)
ضخامة الأطراف هي حالة نادرة تحدث عند إنتاج كميات كبيرة من هرمون النمو من الغدة النخامية غالبًا بسبب وجود ورم فيها، مما يسبب سرعة في نمو أنسجة وعظام الجسم،[٨]وهذه الحالة قد تؤدي إلى صعوبة في الحمل.[٩]
ولكن في حال لم تكن المرأة الحامل مصابة بضخامة الأطراف قبل الحمل، فإنّ تشخيص هذه الحالة قد يكون صعبًا خلال الحمل، لأنّ المشيمة تنتج هرمون النمو حتّى لدى النساء الحوامل غير المصابات بأية أمراض؛ وقد يتأخّر العلاج إلى حين انقضاء فترة الحمل.[١٠]
ملخص المقال
يسبب الحمل عادةً زيادة في حجم الغدة النخامية، لكنّ هذه الزيادة تكون طبيعية ولا تؤثّر على صحة المرأة، وفي الوقت ذاته، إن كانت المرأة تعاني من مشكلات في الغدة النخامية، فإنّ ذلك قد يسبب لها مشكلات في القدرة على الحمل، لذا يجب علاج هذه المشكلات في حال القدرة على ذلك قبل الحمل، وبعض اضطرابات الغدة النخامية قد تسبب آثارًا جانبية على الأم وجنينها خلال الحمل، كداء كوشينغ.
المراجع
- ^ أ ب ت "Reproductive Infertility", endocrine, 23/1/2022, Retrieved 9/6/2022. Edited.
- ↑ "Prolactinoma", mayoclinic, Retrieved 21/6/2022. Edited.
- ↑ Bashir Laway, Shahnaz Mir, "Pregnancy and pituitary disorders: Challenges in diagnosis and management", ncbi, Retrieved 7/3/2022. Edited.
- ^ أ ب Ranjodh Singh Gill (22/10/2021), "Pituitary Disease and Pregnancy", emedicine.medscape, Retrieved 9/6/2022. Edited.
- ^ أ ب " Cushing's Disease", http://pituitary.ucla.edu/, Retrieved 9/6/2022. Edited.
- ↑ G Gonca Oruk, Ali Olmezoglu, Melda Apayden, and others, "Pregnancy in Cushing’s disease after treatment with surgery and cyber-knife radiosurgery", endocrine-abstracts, Retrieved 21/6/2022. Edited.
- ↑ Keyun Tang, Lin Lu, Ming Feng, and others (29/5/2020), "The Incidence of Pregnancy-Associated Cushing's Disease and Its Relation to Pregnancy: A Retrospective Study", frontiersin, Retrieved 21/6/2022. Edited.
- ↑ is a rare condition,affect people of any age. "Acromegaly", nhs, Retrieved 26/3/2022. Edited.
- ↑
- ↑ and physiology.-,The pituitary gland is enlarged as a result of lactotroph,more complex in pregnant women. "Pregnancy and pituitary disorders", bioscientifica, Retrieved 26/3/2022. Edited.