ارتفاع الضغط داخل الجمجمة (Intracranial hypertension) هو عبارة عن تراكم للضغط داخل الجمجمة،[١] ويحدث عند ازدياد كمية السائل النخاعي الشوكي CSF ضمن الحيز بين الدماغ والنخاع الشوكي من جهة وعظام الجمجمة من جانب آخر، ويحدث هذا الأمر نتيجةً لإنتاج كميات متزايدة من هذا السائل أو نتيجةً لعدم امتصاصه بالمعدل الملائم.[٢]


كيف يتم علاج ارتفاع الضغط داخل الجمجمة؟

تتحسن أعراض ارتفاع الضغط داخل الجمجمة بالعلاج المناسب غالبًا،[٣] وتشمل أهمّ العلاجات المطبقة ما يأتي:


العلاج الدوائي

تتضمن أهمّ العلاجات الدوائية المُستعملة لهذه الحالة ما يأتي:[٤]

  • الأسيتازولاميد (Acetazolamide)

وهو يُعدّ من العلاجات الفعالة لخفض الضغط داخل الجمجمة وتحسين الوظيفة البصرية.

ويتم إعطاؤها لفترة قصيرة جدًا فقط لدى المرضى الذين يعانون من تراجع في الوظيفة البصرية.

  • الفوروسيميد (Furosemide)

وهو عبارة عن مدر للبول يتم إعطاؤه كدواء بديل.

  • التوبيراميت (Topiramate)

ويتم صرفه لمنع الإصابة بالصداع.


الجراحة

عادةً ما يتم اللجوء للجراحة فقط في الحالات الشديدة، أو في حال فشل العلاجات الدوائية، أو إذا كانت لا تناسب المريض، وتتضمن أهم الخيارات الجراحية ما يأتي:[٥]

  • التَحْويلَةُ القَطَنِيَّةُ البرِيتُونِيَّةُ (Lumboperitoneal (LP) Shunt)

يهدف هذا الإجراء إلى تخفيف الضغط داخل الجمجمة عن طريق وضع أنبوب في المنطقة المملوء بالسائل الدماغي الشوكي في النخاع الشوكي ووضع الطرف الآخر منه في تجويف البطن.

  • التحويلة البطينية البرِيتُونِيَّةُ (Ventriculoperitoneal (VP) Shunt)

يهدف هذا الإجراء إلى تخفيف الضغط داخل الجمجمة عن طريق وضع أنبوب في المنطقة المملوء بالسائل الدماغي الشوكي في الدماغ وتمريره عبر الرقبة إلى تجويف البطن.

  • التَحْويلَةٌ البُطَينِيَّةٌ الأُذَينِيَّة (Ventriculoatrial (VA) Shunt)

يهدف هذا الإجراء إلى تخفيف الضغط داخل الجمجمة عن طريق تصريف السائل الدماغي الشوكي إلى القلب أو الرئة.

  • التحويلة القطنية من تحت الجلد (Special Subcutaneous Lumbar Shunt)

وتعد هذه الجراحة فعالة في تصريف السائل الدماغي الشوكي، إلا أنها قد تترافق مع بعض الأعراض الجانبية كالعدوى والانغلاق.

  • الدعامات الجيبية الوريدية (Venous Sinus Stenting)

وتعد هذه الجراحة في تخفيف الضغط والتقليل من أعراض المرض، ولكن فعاليتها على المدى الطويل ليست معروفة بعد.

  • ثقب العصب البصري (Optical Nerve Fenestration)

ويتم اللجوء إلى هذا الإجراء في أحيان نادرة عندما يتضرر العصب البصري نتيجة ارتفاع الضغط في الجمجمة.


البزل القطني المتكرر (Repeated Lumbar Punctures)

يعد هذا العلاج من العلاجات القديمة التي لم تعد تستخدم حاليًا؛ إذ يؤدي لتعديل حجم السائل الدماغي الشوكي بسرعة، وحاليًا يتمّ القيام بها كإجراء مؤقت فقط.[٦]


فقدان الوزن

قد يساعد فقدان 5 - 10% من وزن الجسم في علاج هذه الحالة عند من يعانون من السمنة، وينبغي استشارة الطبيب حول الطرق الآمنة والدائمة لفقدان الوزن.[٣]


مضاعفات ارتفاع الضغط داخل الجمجمة

قد يؤدي عدم علاج هذه الحالة لحدوث العمى الدائم؛ إذ يعاني حوالي 10% من الأشخاص المصابين بارتفاع الضغط داخل الجمجمة من مشاكل في الإبصار، ومع تطبيق العلاج الذي قد يستمر لفترة 6 - 12 شهرًا تتحسن حدة البصر مرة أخرى، وكذلك قد يعود ارتفاع الضغط للظهور مرة أخرى بعد عدة أشهر، ولذلك يجب إجراء فحوص متكررة للعين للتحقق من حالة البصر حتى بعد تحسن الضغط داخل الجمجمة.[٧]


ما هي أنواع الضغط داخل الجمجمة؟

يُصنف هذا الاضطراب إلى 3 فئات رئيسية، وتتضمن ما يأتي:[٢]

  • الشكل الحاد

تظهر الأعراض بشكل مفاجئ نتيجةً للتعرض إلى الإصابة على الرأس أو نتيجًة للإصابة بالسكتة الدماغية.

  • الشكل المزمن

تتطور الأعراض فيه تدريجًا مع مرور الزمن، وقد يكون ناتجًا عن مشكلة صحية أخرى.

  • الشكل مجهول السبب

لا يكون السبب معروفًا في مثل هذه الحالات.


ما هي أسباب ارتفاع الضغط داخل الجمجمة؟

يوجد عدد من الأسباب التي قد تؤدي لحدوث هذا الاضطراب، يتضمن أهمّ هذه الأسباب ما يأتي:[١]

  • النزف المزمن تحت الجافية.
  • الورم الدماغي.
  • التهاب السحايا أو التهاب الدماغ.
  • استسقاء الرأس نتيجة لتراكم السائل الدماغي الشوكي في الحيز حول الدماغ.
  • التشوهات الوعائية مثل الناسور الشرياني الوريدي.
  • الجلطة الدموية في أحد الأوردة الرئيسية للدماغ والتي تدعى بالجيوب الوريدية.


عوامل الخطر المصاحبة لارتفاع الضغط داخل الجمجمة

قد لا يُعرف سبب ارتفاع الضغط داخل الجمجمة في عدد من الحالات، وتُعرف هذه الحالة بارتفاع الضغط الدموي مجهول السبب داخل الجمجمة، ويُلاحظ حدوثه بشكل رئيسي عند النساء بعمر 20 - 30 عامًا، مع ارتباط هذه الحالة بوجود ما يأتي:[١]

  • زيادة الوزن.
  • مشاكل الهرمونات، مثل: متلازمة كوشينغ، أو قصور الدرقية، أو فرط نشاط الغدة الدرقية.
  • تناول بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية والستيروئيدات وموانع الحمل المركبة.
  • الإصابة بالفشل الكلوي المزمن.
  • الإصابة بالذئبة الحمامية الجهازية.


ملخص المقال

ارتفاع الضغط داخل الجمجمة هو حدوث زيادة في كمية السائل المتواجد في الحيز حول الدماغ والجمجمة، نتيجةً لضرر دماغي ناتج عن رض أو سكتة دماغية أو نتيجة لوجود أورام أو تناول أدوية معينة، وقد لا يتمّ معرفة سبب هذه الحالة وعندها يسمى بارتفاع الضغط داخل الجمجمة مجهول السبب، وتُعالج هذه الحالة عبر تشجيع فقدان الوزن وتناول بعض الأدوية وإجراء جراحة لتخفيف كمية السائل الدماغي الشوكي في الجمجمة.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Intracranial hypertension", nhs, Retrieved 12/2/2022. Edited.
  2. ^ أ ب "Idiopathic Intracranial Hypertension", cedars-sinai, Retrieved 12/2/2022. Edited.
  3. ^ أ ب "Idiopathic Intracranial Hypertension", nei.nih, Retrieved 12/2/2022. Edited.
  4. "Idiopathic Intracranial Hypertension (IIH)", emedicine.medscape, Retrieved 12/2/2022. Edited.
  5. "ALL ABOUT IIH", iih.org, Retrieved 12/2/2022. Edited.
  6. "Idiopathic Intracranial Hypertension (IIH)", emedicine.medscape, Retrieved 12/2/2022. Edited.
  7. "Intracranial Hypertension (Pseudotumor Cerebri)", nationwidechildrens, Retrieved 12/2/2022. Edited.