يُعرف انحراف العمود الفقري طبياً بمرض الجنف (Scoliosis)، وهو ميلان أو انحناء العمود الفقري إلى جهة أكثر من الأخرى، وبالرغم من أنّه قد يُصيب الناس من مختلف الأعمار، إلّا أنّ تشخيصه عادة ما يتم عند الأطفال عند بلوغ 10-15 سنة، وتجدر الإشارة إلى أنّ أغلب حالات انحناء العمود الفقري لا يكون معروف سببها، إلّا أنّ هنالك بعض الحالات التي قد تنتج عن اضطراب خلقي خلال نمو الجنين في الرحم، أو كمضاعفات عن الإصابة بأمراض أخرى عضلية أو عصبية، وسيتم في هذا المقال مناقشة أهم خيارت علاج انحراف العمود الفقري.[١][٢]


علاج انحراف العمود الفقري

هنالك العديد من خيارات العلاج التي يُمكن اللجوء إليها عند تشخيص المريض بانحراف العمود الفقري، إلّا أنّ اختيار العلاج يعتمد على العديد من العوامل المتعلقة بالمريض والتي تحدد ما هو العلاج الأنسب لحالته، ومنها: شدة انحراف العمود الفقري ومدى تأثيره على حياة المريض، واحتمالية تطور الانحراف وزيادة شدته مستقبلاً، وموقع الانحراف؛ حيثُ أنّ الانحراف الواقع في منتصف العمود الفقري عادة ما يحمل احتمالية المضاعفات أكثر من الانحرافات العلوية أو السفلية للعمود الفقري، بالإضافة لذلك يعتمد أيضاً اختيار العلاج على إذا ما كان قد اكتمل نمو العمود الفقري أم لا.[١][٣]


علاج الحالات الخفيفة لانحراف العمود الفقري

لا يتعدى انحراف العمود الفقري الـ12-25 درجة في غالبية الحالات، ويتم في هذه الحالة اللجوء إلى ما يُدعى بالعلاج التحفّظي (Conservative Treatment) الذي يقوم على مراقبة المريض من خلال مراجعة الطبيب بشكل روتيني كل 3، أو 6، أو 9، أو 12 شهرًا، دون الحاجة إلى عمل أي إجراء طبي أو جراحي،[٣][٤] ويُمكن أن يقتصر العلاج في هذه الحالات على ما يلي:[٤][٥]

  • مسكّنات الألم: وأهمّها مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) كالإيبوبروفين (Ibuprofen)، كما وقد يوصي الطبيب بحقن بعض أنوع الأدوية الستيرويدية أو المخدرات الموضعية في العمود الفقري؛ حيثُ أنّ انحراف العمود الفقري قد يؤدي في بعض الحالات إلى زيادة الضغط على الأعصاب المحيطة به، ممّا يؤدي بدوره إلى الشعور بألم وخدران في أسفل الظهر والساقين.
  • التمارين الرياضية: ويقصد بذلك ممارسة التمارين الرياضية التي تهدف إلى تقوية البطن والظهر، وتعزيز المرونة، بالإضافة إلى التمارين الرياضية قليلة الشدة كالسباحة.
  • العلاج الطبيعي أو الجسدي: وذلك من خلال تمارين تعمل على تحسين وضعية الجسم خلال الجلوس والوقوف، وتمارين التمدد، وغيرها من التمارين التي تهدف إلى التخفيف من الألم، وتقوية الظهر، والاستمرار بالحركة.


علاج الحالات المتوسطة إلى الشديدة من انحراف العمود الفقري

يتم العلاج من خلال الإجراءات الطبية في الحالات المتوسطة أو الشديدة من انحراف العمود الفقري؛ فمثلاً إذا كانت درجة الانحراف ما بين 25-40 أو في الحالات التي لم يكتمل فيها نمو العمود الفقري يُمكن أن يوصي الطبيب بالدعامات (Braces)، أمّا إذا كان الانحراف أشد من ذلك فيمكن اللجوء إلى عملية جراحية لتصحيح الانحراف.[٣]


الدعامات

غالباً ما يتم استخدام الدعامات في حالات انحراف العمود الفقري عند الأطفال؛ حيثُ إنّ نمو العمود الفقري لم يكتمل، وتعمل الدعامات على منع تفاقم الحالة مع اكتمال النمو، وعادة ما يُنصح المرضى بارتدائها ما بين 16-23 ساعة خلال اليوم؛ حسب شدة انحناء العمود الفقري، ويتوفر العديد من أنواع الدعامات، فبعضها ما يدعم الحوض، والرقبة، والظهر، وبعضها الآخر يهدف إلى دعم جذع الجسم، كما أنّ بعضها قاس ولا يسمح للحركة وبعضها الآخر أكثر مرونة، وتجدر الإشارة إلى أنّ المريض يحتاج لارتداء الدعامات يوميّاً حتى اكتمال النمو، يتم بعدها الاستغناء عنها بشكل تدريجي من خلال تقليل مدة ارتدائها على مدى 6-12 شهراً.[٦][٧]


العمليات الجراحية

عادة ما يتم اللجوء إلى العمليات الجراحية في حالات انحراف العمود الفقري التي تستمر بالتفاقم بهدف تصحيح الانحناء ومنع تطور الحالة، وفيما يلي بيان لبعض خيارات العلاج الجراحي لانحراف العمود الفقري:[٨]

  • دمج الفقرات: يتم خلال هذه العملية استخدام أجزاء من العظام أو مواد شبيه بالعظام لدمج فقرتين مع بعضهما لمنع تحرك إحداهما دون الأخرى.
  • ربط قضيب تمديد: يتم استخدام قضيب قابل للتمدد وربطه بالعمود الفقري ومن ثم يتم تمديده وتعديل طوله كل 3-6 أشهر.
  • ربط الجسم الفقري: وذلك من خلال وضع مسامير على الجهة الخارجية من منحنى الانحراف ومن ثم استخدام وتر وربطه بالمسامير، وبعد ذلك يتم شد الوتر ليستقيم العمود الفقري.


مراجعة الطبيب

يجب مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة في حال ظهور علامات تدل على انحراف العمود الفقري، ومنها:[٩][١]

  • عدم استقامة الكتفين وعلوّ إحداهما عن الآخر.
  • علو أحد الوركين عن الآخر.
  • عدم استواء الخصر.
  • عدم استواء موقع الرأس مع الحوض.
  • بروز أحد جانبي القفص الصدري.
  • ميلان الجسم إلى جهة أكثر من الأخرى.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Scoliosis", American Association of Neurological Surgeons, 9/2/2022, Retrieved 9/2/2022. Edited.
  2. "Overview -Scoliosis", NHS, 9/2/2022, Retrieved 9/2/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Everything you need to know about scoliosis", Medical News Today, 9/2/2022, Retrieved 9/2/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "Adult Scoliosis", Cleveland Clinic, 9/2/2022, Retrieved 9/2/2022. Edited.
  5. "Treatment in adults -Scoliosis", NHS, 9/2/2022, Retrieved 9/2/2022. Edited.
  6. "What's the Treatment for Scoliosis?", WebMD, 9/2/2022, Retrieved 9/2/2022. Edited.
  7. "Scoliosis", Hospital for Special Surgery, 9/2/2022, Retrieved 9/2/2022. Edited.
  8. "Scoliosis", Mayo Clinic, 9/2/2022, Retrieved 9/2/2022. Edited.
  9. "Scoliosis Symptoms & causes", Mayo Clinic, 9/2/2022, Retrieved 9/2/2022. Edited.