تعمل الكليتان على إزالة الفضلات والسوائل الزائدة من الجسم، كما وتتخلص من الأحماض التي يتم إفرازها من قِبل خلايا الجسم، وتحافظ على الماء والأملاح والمعادن بتوازنٍ صحيّ في الدم، مثل الكالسيوم والصوديوم والفوسفور والبوتاسيوم، أما عن أمراض الكلى فهي تتطور ضمن خمس مراحل، تنتهي بمرحلة الفشل الكلوي التي تتطلب تعرض المريض لإجراء غسيل الكلى، فما هي أمراض الكلى المزمنة؟ وما تأثيرها على جسمك؟[١][٢]


ما هي أمراض الكلى المزمنة؟

يشير مرض الكلى المزمن (CKD) إلى حالة مرضيّة طويلة المدى، لا تعمل فيها الكلى كما ينبغي، ويتم تشخيص الشخص بها عندما لا تعمل الكليتان لديه بشكل جيّد لمدة تزيد عن 3 أشهر، حيث لا تقوم بتصفية الدم كما ينبغي، فتبقى السوائل والفضلات الزائدة من الدم في الجسم،[٣] وهي حالة شائعة لدى الكثير من الأشخاص ترتبط غالبًا بالتقدم في السن، لكنها يمكن أن تصيب أي شخص، وهي حالة قد تزداد سوءًا بمرور الوقت، وقد تتوقف الكليتان عن العمل تمامًا في نهاية المطاف، ولكن، لحسن الحظ، هناك العديد من العلاجات التي تمكن المريض من السيطرة على أعراض المرض لمدة طويلة من حياته دون تفاقم الحالة.[٤][٥]


أعراض أمراض الكلى المزمنة

قد لا يعاني الشخص من ظهور أية أعراض في المراحل المبكرة لأمراض الكلى، ولكن قد تظهر الأعراض مع تقدم المرض، وفيما يلي توضيحا لها.[٦]


أعراض أمراض الكلى المبكرة

تشمل الأعراض المبكرة لأمراض الكلى المزمنة ما يأتي:[٦]

  • الغثيان والتقيؤ.
  • فقدان الشهية.
  • مشاكل النوم.
  • زيادة أو نقصان في التبول.
  • جفاف وحكة في الجلد.


أعراض أمراض الكلى المتقدمة

تشمل الأعراض في مراحل أكثر تقدّمًا ما يأتي:[٤][٧]

  • تورم في الكاحلين والقدمين أو اليدين.
  • انتفاخ تحت العينين.
  • الحاجة المتكررة للتبول وخاصة ليلا.
  • تشنج العضلات خاصة ليلا.
  • تعب عامّ، وانخفاض القدرة على ممارسة الأنشطة المختلفة، والتركيز.
  • ضيق في التنفس.
  • ظهور دم في البول.


أسباب أمراض الكلى المزمنة

فيما يلي أبرز الحالات الطبية والعوامل التي تؤدي لزيادة احتمال الإصابة بأمراض الكلى المزمنة، وهي:[٨][٤]

  • التقدم في العمر، وخاصة بعد عمر 60 سنة، وفي حال وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض الكلى.
  • الإصابة بأحد الأمراض الآتية:
  • مرض السكري.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع نسبة الكولسترول.
  • التهاب كبيبات الكلى (Glomerulonephritis).
  • حدوث انسداد في تدفق البول، نتيجة حصوات الكلى، أو تضخم البروستاتا.
  • الاستخدام طويل المدى لبعض الأدوية، مثل الليثيوم، والأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs).



يُعدّ كل من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم المسؤولين الرئيسيين عن ثلثي حالات أمراض الكلى المزمنة.




تشخيص أمراض الكلى المزمنة

يمكن تشخيص أمراض الكلى عبر إجراء الفحص السريري حيث يسأل الطبيب عن الأعراض والتاريخ المرضي، بالإضافة للسؤال عن الأدوية التي يأخذها المريض، ومن ثم يطلب إجراء بعض الفحوصات الطبية، مثل:[٩][٥]

  • فحوصات الدم: حيث يتم التحقق من مدى كفاءة الكليتين في تصفية الدم عبر فحص (GFR)، وفحص نسبة الكرياتينين (Creatinine).



يتم تصنيف درجة مرض الكلى وفقا لاختبار معدل تصفية الدم، فإذا كان معدل الترشيح (GFR) 60 أو أكثر فإنّ كفاءة الكلى ضمن المعدل الطبيعي، أما إذا كان المعدل أقلّ من 60، فهذا يعني أنّ الشخص في المراحل المتوسطة من أمراض الكلى، وفي حال كان أقلّ من 15، فإنّ ذلك دليل على الوصول إلى حالة الفشل الكلويّ.


  • فحوصات البول: للتحقق من وجود بروتين الألبومين (Albumin)، إذ يدل ارتفاع وجوده في البول على وجود مشكلة في أداء الكليتين.
  • الفحوصات التصويرية: ومن ذلك التصوير بالموجات فوق الصوتية (الألتراساوند)، حتى يتمكن الطبيب من رؤية الكليتين.
  • خزعة الكلى: حيث يتم إرسال أنسجة من كليتي المريض إلى المختبر لفحصها، وذلك لمعرفة سبب المشاكل فيهما.


علاج أمراض الكلى المزمنة

يختلف علاج أمراض الكلى بحسب درجة الضرر التي مكن أن تنقسم علاجات أمراض الكلى المزمنة إلى علاجات المراحل المبكرة، وعلاجات المراحل المتقدمة، وذلك كما يأتي.[٢]


العلاج في المراحل المبكرة

يتضمن العلاج في المراحل المبكرة اتباع نظام غذائي صحي، بالإضافة لعلاج الأسباب الكامنة وراء أمراض الكلى، وفيما يأتي توضيحا للعلاج:[٢]

  • اتباع حمية غذائية: إذ يساعد تقليل البروتين في النظام الغذائي على منع تفاقم أمراض الكلى، لأن تناول الكثير من البروتين يسبب إجهادًا للكليتين.
  • العلاج الدوائي: تساعد بعض الأدوية على تخفيف أعراض المرض ومنع تفاقمه، ويجب تناولها كما يوصي الطبيب، ومن ذلك الأدوية المثبطة للأنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors) التس تستخدم عادة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، مثل دواء كابتوبريل (Captopril)، ودواء إنالابريل (Enalapril)، والأدوية الحاصرة لمستقبلات أنجيوتنسن (ARBs)، ومنها دواء لوسارتان (Losartan)، ودواء إربيسارتان (Irbesartan).



يصف أدوية أخرى بحسب الأعراض والمضاعفات التي يعاني منها المريض، كأدوية لتقوية الدم، في حالة فقر الدم، أو مكملات فيتامين د في حال نقصانه.




العلاج في المراحل المتقدمة

عندما يصل المريض إلى المراحل الأخيرة من أمراض الكلى المزمنة والمتمثلة بالفشل الكلوي، بحيث تكون الكلى غير قادرة على فلترة الدم والتخلص من الفضلات، على الرغم من تناول الأدوية واتباع نمط حياة صحي، فإن المريض يحتاج لأحد نوعي العلاج الآتيين:[٥]

  • غسيل الكلى: حيث يتم التخلص من السوائل والفضلات الزائدة من جسمك، عندما لا يعود بوسع الكلى فعل ذلك، وهناك نوعان من غسيل الكلى، في النوع الأول يتم استخدام آلة لتقوم بإزالة الفضلات والسوائل الزائدة من الدم، أما النوع الثاني فيتضمن إدخال أنبوب رفيع في البطن، يُسمّى القسطرة، بحيث يتم ضخ محلول من خلاله ليساعد على امتصاص الفضلات والسوائل الزائدة.
  • زراعة الكلى: في هذا الإجراء، يستبدل الجراح كلية المريض بكلية أخرى سليمة من متبرعٍ ما، بعد إجراء فحوصات الدم للتأكد من وجود توافق مع المتبرع، ويحتاج المريض لتناول الأدوية لبقية حياته لضمان عدم رفض جسمه للكلية الجديدة.[١٠]


هل يمكن الشفاء من أمراض الكلى المزمنة؟

لا يوجد علاج للشفاء من أمراض الكلى المزمنة تماما، إنّما يتضمن العلاج اتباع بعض التدابير الوقائية وتناول الأدوية التي تساعد في السيطرة على الأعراض والتخفيف منها، وتقليل المضاعفات المحتملة ومنع تفاقم المرض.[٦]


مضاعفات أمراض الكلى المزمنة

نتيجة عدم أداء الكلى لوظيفتها كما ينبغي، فقد ينتج عن ذلك مشاكل صحية أخرى، خصوصًا إذ لم يحصل المريض على العلاج المناسب، فقد يزداد الأمر سوءا وتصل الكلية إلى مرحلة الفشل الكلوي، ومن المشاكل الصحية التي قد يعاني منها المريض ما يأتي:[٣]

  • فقر الدم، أو انخفاض في عدد خلايا الدم الحمراء.
  • زيادة فرص الإصابة بالالتهابات المختلفة.
  • اضطراب مستويات الأملاح والمعادن في الجسم، كانخفاض مستوى الكالسيوم، وارتفاع مستوى البوتاسيوم، وارتفاع مستوى الفوسفور في الدم.
  • أمراض القلب.
  • السكتة الدماغية.
  • الاكتئاب.


الوقاية من أمراض الكلى المزمنة

فيما يلي أهم النصائح التي من شأنها التقليل من خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة:[٢]

  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، يتضمن الفواكه والخضروات، واللحوم الخالية من الدهون، والحبوب الكاملة، والأسماك.
  • ممارسة التمارين الرياضية، مما يساعد على الحفاظ على مستويات ضغط الدم الصحية، ويساعد في السيطرة على مرض السكري، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بأمراض الكلى.
  • تجنب الإفراط في تناول الأدوية خصوصاً مسكنات الألم.

المراجع

  1. make urine.-,Why are the kidneys important?,and potassium—in your blood. "Your Kidneys & How They Work", niddk, Retrieved 9/1/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Symptoms, causes, and treatment of chronic kidney disease (CKD)", medicalnewstoday, Retrieved 10/1/2022. Edited.
  3. ^ أ ب "Chronic Kidney Disease Basics", cdc, Retrieved 9/1/2022. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Chronic kidney disease", nhs, Retrieved 9/1/2022. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Kidney Disease", webmd, Retrieved 9/1/2022. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Chronic kidney disease", mayoclinic, Retrieved 10/1/2022. Edited.
  7. "Chronic Kidney Disease (CKD) Symptoms and Causes", National Kidney Foundation, Retrieved 17/1/2022. Edited.
  8. "Chronic Kidney Disease (CKD) Symptoms and Causes", kidney, Retrieved 10/1/2022. Edited.
  9. "Chronic Kidney Disease Tests & Diagnosis", niddk, Retrieved 9/1/2022. Edited.
  10. "Kidney Transplant", hopkinsmedicine, Retrieved 17/1/2022. Edited.