سبب جفاف الحلق عند الحامل

غالبًا ما يرتبط جفاف الحلق أثناء الحمل، بجفاف الفم والأعراض الأخرى المصاحبة له، والذي يحدث نتيجةً للعديد من التغيرات التي تحدث لجسم المرأة خلال الحمل، فما هو سبب جفاف الحلق عند الحامل؟^[١]

أسباب جفاف الحلق عند الحامل

يعتبر جفاف الحلق عند الحامل أمر طبيعي، ويحدث بسبب جفاف الجسم الذي يصيب الحامل بسبب زيادة الحاجة للسوائل لتغطية احتياجات الحامل والجنين، كما تؤثر التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل على هذا الأمر، وفيما يلي توضيح لأبرز الأسباب المحتملة لجفاف الحلق عند الحامل:^[٢]

جفاف الجسم

يمكن أن يرتبط الجفاف في الجسم، بأعراض جفاف الحلق والفم، والذي قد يعود سببه لما يأتي:^[١]

• عدم شرب كميات كافية من الماء، الذي يؤدي إلى نقص ترطيب الجسم.
• الحاجة لكميات أكبر من الماء أثناء الحمل، وذلك بسبب ارتفاع معدلات عمليات الأيض، وزيادة نشاط خلايا الجسم، لاستخدام مكونات الغذاء لتغذية الجنين وإيصالها له عبر المشيمة، والذي يزداد بشكلٍ ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة من الحمل، وهذه العمليات تتمّ باستخدام الجسم للماء، ما يؤدي للجفاف في حال عدم تعويضه أولًا بأول بشرب كميات كافية.
• كثرة التبول، بحيث يزداد حجم الدم في جسم المرأة أثناء الحمل بحوالي (50%)، من أجل تلبية احتياجات الجنين من الغذاء والأكسجين، وزيادة حجم الدم تعني زيادة عمل الكليتين، وبالتالي زيادة عدد مرات التبول، وجفاف الجسم.
• زيادة التعرّق، بسبب زيادة عمليات الأيض.^[٣]

التغيرات الهرمونية

يمكن أن تؤدي التغيرات الهرمونية أثناء الحمل، إلى انخفاض كمية اللعاب، وخاصةً في الثلث الأول من الحمل، ما يؤدي إلى جفاف الحلق، ويمكن أن يلاحظ ذلك من خلال الأعراض الأخرى الناتجة عن نقص اللعاب وجفاف الفم؛ مثل تراكم البكتيريا في الفم، والذي يؤدي لتراكم طبقات الجير (البلاك) على الأسنان، والتسوّس.^[٤][٥]

الإصابة بأمراض معنية

ومن أبرز الحالات الصحيّة التي قد ترتبط بجفاف الحلق والفم، ما يلي:^[٦][٧]

• سكري الحمل: والذي تصاب به المرأة الحامل في حال عدم قدرة الجسم على إنتاج الكميات الكافية من الإنسولين، ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، وظهور أعراض جفاف الحلق والفم، مثل زيادة العطش، والتعب، وزيادة معدلات التبول، من أبرز العلامات الشائعة المصاحبة لسكري الحمل.
• فطريات القلاع الفموية: أو ما يسمّى بداء المبيضات الفموي، بحيث قد يزداد نموّ هذه الفطريات أثناء الحمل، الذي قد يكون سببه ضعف جهاز المناعة، وقد تسبّب الحالة الجفاف بالفم والحلق، ضمنَ أعراضٍ أخرى عديدة؛ كالتقرحات البيضاء التي تظهر على اللسان، والخدّين، وألم الفم أثناء تناول الطعام، وغيرها.^[٨]
• أمراض الدم: مثل فقر الدم، أو ارتفاع ضغط الدم.^[٩]

المشاكل المتعلقة بالنوم

قد يسبب الحمل العديد من المشاكل المرتبطة بالنوم؛ مثل مواجهة صعوبة في النوم، وكثرة الاستيقاظ ليلًا، والتي قد تكون مرتبطة بمشاكل في التنفس؛ مثل الشخير (خاصّةً خلال الثلثين الثاني والثالث من الحمل)، أو توقف التنفس أثناء النوم، وهذه الحالات تؤدي لإبقاء الفم مفتوحًا أثناء النوم بسبب صعوبة التنفس، وهذا بحدّ ذاته يؤدي لنقص إفراز اللّعاب وجفاف الحلق والفم، وقد تكون مشاكل التنفس خلال الحمل، ملحوظة أكثر في الحالات التالية:^[٨]

• تضخم اللوزتين.
• تضيّق الحلق وممرّات الأنف التنفسية، بسبب التغيرات الهرمونية.
• زيادة الوزن.
• التدخين.
• الحرمان من النوم لفترات طويلة.

الأدوية

جفاف الفم، أو الحلق، من الأعراض الجانبية الشائعة لمعظم الأدوية، فإذا كانت المرأة الحامل تتناول إحداها؛ مثل المكمّلات أو الفيتامينات، أو مضادّات الهيستامين، أو مزيلات الاحتقان، أو مسكنات الألم، أو غيرها، فقد تلاحظ ظهور أعراض جفاف الحلق.^[١٠]

متى تظهر أعراض جفاف الحلق خلال الحمل؟

يمكن أن يحدث جفاف الحلق في أي فترة من الحمل، لكن من الشائع حدوثها خلال أوّل (3) أشهر من الحمل، وغالبًا ما يزداد سوء الأعراض أثناء الليل.^[١]

نصائح للتعامل مع جفاف الحلق أثناء الحمل

للوقاية من جفاف الحلق أثناء الحمل، أو للتعامل مع الحالة، ينصح بالقيام بما يلي:^[١١][١٢]

• احرصي على شرب (8 -12) كوب من الماء يوميًا.
• تجنبّي النوم على ظهرك، وحاولي النّوم على الجانب الأيسر، مع دعم منطقة البطن بوسادة، ويمكنك كذلك إضافة وسادة أخرى تحت الرأس، لزيادة الدعم، وذلك لتحسين التنفس وتجنّب الشخير.
• تناولي أقراص النعناع، أو العلكة الخالية من السكر، لأنها تزيد إفراز اللعاب.
• قومي بامتصاص مكعبات الثلج أو الفاكهة المجمدة، لترطيب الحلق.
• استخدمي أجهزة ترطيب الهواء في المكان.
• تجنبّي تناول الكافيين، أو استخدام غسولات الفم التي تحتوي على الكحول، لأنّها تزيد الجفاف.
• تجنبّي المشروبات الغازية والسكريّة.
• حاولي التنفس من الأنف دائمًا، حتى أثناء النوم.
• حافظي على نظافة الفم والأسنان، بتنظيفها بالفرشاة والخيط بعد كل وجبة، وبعد الاستيقاظ، وقبل النوم.
• حافظي على نظام غذائي صحي، وتجنبّي التدخين.^[١]