إن خلل التوتر العضلي هو مرض أو اضطراب في العضلات يسبب انقباضًا وشدًا غير إرادي، وحركات التواء متكررة، وقد يسبب ألمًا أثناء الحركة ويعيق النشاط اليومي، ويرتبط غالبًا بأعراض أو حالات أخرى في الجسم، مثل التعرض لإصابات معينة في الدماغ.[١]
تختلف طريقة علاج التوتر العضلي التي يختارها الطبيب بالاعتماد على شدته ونوعه مع الانتباه أن هذه العلاجات يمكنها التخفيف من أعراض التوتر العضلي فقط، ولا يمكنها علاج المرض بشكل كامل،[٢] وتشمل هذه العلاجات:
التدابير المنزلية
يمكن القيام ببعض التدابير المنزلية لتقليل آثار وأعراض خلل التوتر العضلي، ومنها:[٣]
- الخدع الحسية
والتي تحفز العضلات المصابة بالتوتر أو المناطق القريبة منها، مما يؤدي إلى تقليل انقباض العضلات غير الطبيعي بشكلٍ مؤقت، وذلك عن طريق لمس هذه المناطق المصابة.
- الكمادات الساخنة أو الباردة
يمكن أن يساعد تطبيق كمادات ساخنة أو باردة على تخفيف آلام العضلات.
- إدارة التوتر
يُنصح بتعلَّم مهارات لإدارة التوتر، مثل التنفّس العميق والدعم الاجتماعي والتحدث الإيجابي عن النفس.
البوتوكس (Botulinum toxin)
وهو عبارة عن سموم تستخرج من بكتيريا تسمى (كولستدريم بوتلينيوم) تعطى للمصاب على شكل حقن، ويعتبر هذا العلاج هو الأكثر فعالية لتخفيف أعراض خلل التوتر العضلي البؤري (والذي يؤثر على عضلات منطقة واحدة فقط من الجسم، كالتشنج الذي يصيب جفون العين مثلًا)، ويساعد على تخفيف انقباضات العضلات المصابة؛ وبالتالي تخفيف التشنجات والحركات غير الإرادية المتكررة عند المصاب.[٢]
ويعمل هذا العلاج من خلال تثبيط إفراز مادة الأستيل كولين (Acetyl choline) والتي تعد ناقلًا عصبيًا يعمل على انقباض العضلات بشكل طبيعي، وعادًة ما يظهر التأثير بعد أيام قليلة من الحقن، ويمكن أن يستمر لعدة أشهر قبل الحاجة لتكرار الحقن.[٢]
العلاج بالأدوية
تقع هذه الأدوية تحت التصنيف غير مصرح به (Off label use) (أي أن مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية قد صرحت باستخدامها لأمراض مختلفة وعديدة لكن لم تصدر تصريحًا خاصًا لاستخدامها في علاج التوتر العضلي بالتحديد)،[٢]ومن هذه الأدوية:
- مثبطات الأستيل كولين (Acetyl choline inhibitors):
تساعد في التقليل من انقباض العضلات، إلا أنها قد تسبب بعض الآثار الجانبية كالنعاس ومشاكل في الذاكرة، أما ما تسببه من جفاف بالفم أو إمساك فالتخلص منه يكون بتعديل النمط الغذائي أو باستخدام أدوية مضادة لهذه المشاكل.[٢]
- معامِل حمض الغاما_أمينوبيوتيريك (GABAergic agents):
يعمل هذا الدواء على تنظيم عمل الناقل العصبي غاما أمينوييوتويك، وقد يسبب هذا الدواء شعورًا بالدوار.[٢]
- المعامِل الدوباميني الفعل (Dopaminergic agent):
يعمل على الناقل العصبي الدوبامين مما يؤدي إلى تنظيم حركة العضلات بشكل سليم، ومن الأعراض الجانبية زيادة الوزن والاكتئاب.[٢]
العلاجات الطبية الجراحية
التحفيز العميق للدماغ
ينصح باستخدام هذا العلاج إذا كانت الآثار الجانبية للأدوية السابقة شديدة جدًا، أو في حالة عدم فعاليتها الكافية في تخفيف الأعراض عند بعض الأشخاص، وهي عملية جراحية تهدف إلى تثبيط كهربية الدماغ التي تحفز ظهور أعراض التوتر العضلي.[٣]
يتضمن هذا الإجراء الجراحي إدخال أقطاب كهربائية صغيرة في الدماغ، بعد ذلك يتم إرسال نبضات كهربائية إلى مناطق معينة من الدماغ تتحكم في الحركة في الجزء المصاب من الجسم.[٤]
عمليات جراحية أخرى
تهدف بعض هذه العمليات إلى إتلاف بعض المراكز العميقة في الدماغ، والتي كانت مسؤولًة عن بعض أعراض التوتر العضلي كالحركات غير الطبيعية، وبعضها الآخر يعمل على إزالة بعض الأعصاب في الدماغ لتخفيف انقباض العضلات غير الطبيعي، حيث لوحظت نتائج إيجابية بشكل فعال عند بعض المصابين بعد إجراء هذه العمليات الجراحية.[٢]
العلاج الطبيعي والوظيفي والعلاج بالكلام
غالبًا ما تساعد هذه الأنواع من العلاج الشخص على التكيف مع خلل التوتر العضلي أو تخفيف الأعراض، خاصًة عندما يحدث هذا الخلل بسبب حالة أو ظروف صحية مؤقتة.[٥]
علاجات قيد البحث
يوجد بعض العلاجات التي ما زالت تحت التجربة، ولم تطبق بشكل كامل على الإنسان، ومن هذه العلاجات:
- العلاج الجيني:
وهو خيار قد يكون ناجحاً في المستقبل لعلاج التوتر العضلي الوراثي، عن طريق إضافة جين وراثي معين إلى المصاب، إلا أنه لم يختبر ذلك على المصابين حتى هذا الوقت.
- التحفيز المغناطيسي للدماغ:
وهي طريقة غير جراحية لتحفيز الدماغ من خلال المجال المغناطيسي، باستخدام أسلاك معزولة توضع فوق فروة الرأس، وتولد هذه الأسلاك المجال المغناطيسي؛ والذي يمر بسهولة وبدون ألم إلى الدماغ.
ملخص المقال
يعتمد علاج خلل التوتر العضلي على تخفيف الأعراض ويتضمن العديد من الخيارات التي يختارها الطبيب المختص، كإجراء بعض التدابير المنزلية مثل تطبيق الكمادات الباردة والساخنة، وتعلم تقنيات إدراة التوتر، كما يوصى عادًة بحقن البوتوكس والتي تُعد فعالة في مثل هذه الحالات، وفي حال فشل هذه العلاجات قد يتم اللجوء للعمليات الجراحية مثل التحفيز العميق للدماغ.
المراجع
- ↑ Debra Fulghum Bruce, PhD (18/8/2021), "Dystonia: Causes, Types, Symptoms, and Treatments", WebMD, Retrieved 26/1/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Dystonias Fact Sheet", ninds, Retrieved 13/9/2022. Edited.
- ^ أ ب "Dystonia", mayoclinic, Retrieved 14/9/2022. Edited.
- ↑ "Dystonia", yalemedicine, Retrieved 14/9/2022. Edited.
- ↑ "Dystonia", clevelandclinic, Retrieved 14/9/2022. Edited.