خلل التوتر العضلي هو اضطراب يتميز بحدوث تقلصات عضلية لا إرادية مؤدية لحدوث حركات بطيئة متكررة ووضعيات غير طبيعية بعضها قد يكون مؤلمًا، وقد يعاني الأفراد المصابون بهذا الاضطراب من الرعاش أو بعض الأعراض العصبية الأخرى، ومنها ما يؤثر على عضلة واحدة فقط، ومنها ما يؤثر على عموم عضلات الجسم،[١] وقد يؤدي لحدوث مشاكل في الصوت نتيجةً لتأثر العضلات المسؤولة عن حركة الحبال الصوتية.[٢]


ما هي أنواع خلل التوتر العضلي؟

يتكون هذا الاضطراب من 5 أنواع رئيسة، تختلف في المنطقة التي تؤثر عليها، والأعراض الناجمة عنها، وتتضمن ما يأتي:[٣]

  • خلل التوتر العضلي البؤري

تتأثر هنا منطقة واحدة من العضلات، كعضلات اليدين أو العينين؛ ممّا يؤدي للتأثير على أنشطة معينة فقط، ومن الأمثلة عليه تشنج الأجفان وخلل التوتر الحنجري.

  • خلل التوتر العضلي الجزئي

تتأثر فيه منطقتان متصلتان أو أكثر في الجسم، كخلل التوتر القحفي الذي يؤدي لتشنج الأجفان والجزء السفلي من الوجه والفك واللسان.

  • خلل التوتر العضلي متعدد البؤر

تتأثر فيه منطقتان غير متصلتين ببعضها من الجسم أو أكثر من ذلك، كحدوثها في الذراع والساق في الشق الأيسر من الجسم.

  • خلل التوتر العضلي المعمم

يتأثر فيه الجذع وجزءان آخران على الأقل من الجسم، فقد تتأثر الساقان أو تبقى سليمتين.

  • خلل التوتر الشقي

يتأثر فيه جانب واحد بكامله من الجسم.


وتحدث حوالي 90% من الحالات بشكل خلل التوتر العنقي، أو تشنج الأجفان، وكلاهما يندرج تحت تصنيف خلل التوتر العضلي البؤري الذي يميل للتطور في المراحل اللاحقة من الحياة، وعادةً لا تتأثر أي عضلات أخرى من الجسم بهذا الخلل.[٣]


ما هي أعراض خلل التوتر العضلي؟

قد تختلف أعراض خلل التوتر العضلي في شدتها من الخفيفة للشديدة، وقد تؤثر على العديد من أجزاء الجسم، ويتميز هذا الاضطراب بتفاقم الأعراض عند الإجهاد وتحسنها بعد الاسترخاء، وتتضمن بعض الأعراض الشائعة لخلل التوتر العضلي ما يأتي:[٤]

  • التقلصات في القدم.
  • عدم القدرة على تحريك الساق بشكل مناسب وجرها عوضا عن ذلك.
  • تراجع جودة الخط بعد كتابة بضعة أسطر.
  • الاهتزاز والالتواء في أجزاء الجسم المصابة.
  • تكرر حركات معينة كإغماض الجفن المتكرر.
  • صعوبة الكلام.
  • التشنج اللإرادي، كتشنج عضلات الرقبة.


قد يختلف الوقت الذي تستمر فيه هذه الحركات، فقد يستمر بعضها لثوان أو دقائق، بينما قد يستمر البعض الآخر لأسابيع أو أشهر، وقد تنتشر في بعض الحالات إلى مناطق أخرى من الجسم.[٤]


ما هي أسباب حدوث خلل التوتر العضلي؟

لم يتمّ التعرف على السبب الدقيق لحدوث خلل التوتر العضلي لغاية اليوم، ولكن قد يحدث هذا الاضطراب نتيجة لتغير في طريقة اتصال الخلايا العصبية فيما بينها في بعض مناطق الدماغ، وقد يتدخل العامل الوراثي في هذا المرض، كما أنّ هذا الاضطراب قد يكون أحد الأعراض لأمراض أخرى، مثل:[٥]

  • مرض باركنسون (Parkinson's disease).
  • مرض هنتنغتون (Huntington's disease).
  • مرض ويلسون (Wilson's disease).
  • أذيات الدماغ.
  • الأذيات الولادية العصبية.
  • السكتة الدماغية.
  • أورام الدماغ، أو كعرض لسرطان آخر في الجسم بما يسمى المتلازمة نظيرة الورمية (Paraneoplastic syndromes).
  • نقص الأوكسجين.
  • التسمم بأول أكسيد الكربون.
  • التهاب الدماغ الجرثومي أو السلي.
  • أثر جانبي لبعض الأدوية.


كيف يتم تشخيص خلل التوتر العضلي؟

يعتمد تشخيص هذا المرض على الأعراض المميزة، والسؤال عن التاريخ الطبي المفصل للمصاب وعائلته، وكذلك التقييم السريري الشامل، وقد يتمّ اللجوء لعدد من التحاليل المخبرية لتأكيد الإصابة واستبعاد الأسباب الأخرى،[٦]ويتضمن أهم هذه الاختبارات ما يأتي:[٧]

  • تحاليل الدم أو البول التي يمكن تكشف عن حالات التسمم أو غيرها.
  • تقنيات التصوير المختلفة بالرنين المغناطيسي أو الطبقي المحوري لتحديد الاضطرابات ضمن الدماغ كالأورام وسوابق الإصابة بالسكتة الدماغية.
  • تخطيط العضل الكهربائي (EMG) الذي يقيس الاستجابة العضلية للمنبهات.
  • الاختبارات الجينية، حيث ترتبط بعض أشكال هذا الاضطراب بجينات معينة.


كيف يتم علاج خلل التوتر العضلي؟

لمّ يتمّ التوصل لأدوية تساعد في الوقاية من الإصابة بهذا الاضطراب أو تبطئ من تقدمه، ولكن هنالك العديد من الخيارات العلاجية التي تخفف بعض الأعراض المشاهدة في سياق هذا الاضطراب، حيث يتضمن أهمها ما يأتي:[٨]

  • سم البوتولينوم (Botulinum toxin)

تعدّ هذه الحقن العلاج الأكثر فعالية لخلل التوتر العضلي البؤري، وقد توفر هذه الحقن تحسنًا مؤقتًا يظهر بعد أيام قليلة من الحقن وقد يستمر لبضعة أشهر.

  • الأدوية

قد يتمّ استعمال عدة أدوية تؤثر على النواقل العصبية المختلفة المسؤولة عن أعراض هذا الاضطراب، ومن هذه الأدوية العوامل المضادة للكولين مثل (Trihexyphenidyl)، أو العلاجات المنظمة للناقل العصبي (GABA) مثل (Diazepam)، أو الأدوية المنظمة لمستويات الدوبامين مثل (Tetrabenazine).

  • التحفيز العميق للدماغ

قد يوصي بهذا الإجراء عند الأشخاص الذين لم تستجب عندهم أعراض المرض للعلاجات السابقة، وفيه يتمّ زرع أقطاب كهربائية في مناطق الدماغ المسؤولة عن الحركة، ويتمّ إرسال موجات كهربائية تتداخل مع الإشارات العصبية التي تُسبب الأعراض وتحجبها.

  • الجراحة

في الحالات الأكثر شدة قد يتم اللجوء لإتلاف مناطق صغيرة من بنية في الدماغ تدعى المهاد (Thalamotomy) أو النواة الشاحبة (Pallidotomy) أو مناطق أخرى، أو قد تُقطع الأعصاب المؤدية للجذور العصبية العميقة في الرقبة والحبل الشوكي.

  • العلاج الفيزيائي

قد يساعد العلاج الفيزيائي في تحسين الأعراض، ومن الأمثلة على ذلك العلاج الصوتي عند المصابين بخلل النطق التشنجي، أو استخدام الجبائر لخلل التوتر العضلي في الأطراف.


ملخص المقال

خلل التوتر العضلي يؤدي لحدوث تقلصات غير طبيعية في العضلات المفردة أو مجموعة واسعة من العضلات في الجسم، وقد تترافق هذه التقلصات مع الألم في بعض الحالات، لم يتمّ تحديد السبب الدقيق لحدوثها، كما أنّها قد تُشاهد بالتزامن مع عدد من الأمراض مثل داء باركنسون وأورام الدماغ والسكتة الدماغية، وتُعالج هذه الحالة بحقن سم البوتولينوم في العضلات واستخدام عدد من الأدوية التي تؤثر على النواقل العصبية والجراحة في الحالات الأكثر شدة بالتوازي مع العلاج الفيزيائي.

المراجع

  1. "Dystonias Fact Sheet", ninds.nih, Retrieved 17/1/2022. Edited.
  2. "Dystonia", medlineplus, Retrieved 17/1/2022. Edited.
  3. ^ أ ب "Dystonia", nhsinform, Retrieved 17/1/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "What you need to know about dystonia", medicalnewstoday, Retrieved 17/1/2022. Edited.
  5. "Dystonia", mayoclinic, Retrieved 17/1/2022. Edited.
  6. "Dystonia", rarediseases, Retrieved 17/1/2022. Edited.
  7. "Dystonia", mayoclinic, Retrieved 17/1/2022. Edited.
  8. "Dystonias Fact Sheet", ninds.nih, Retrieved 17/1/2022. Edited.