ما هو التوتر العضلي العنقي؟
يُمثّل التوتر العضليّ العُنقيّ (Cervical dystonia) النوع الأكثر شيوعًا لاضطراب التوتّر العضليّ (الديستونيا) الذي يؤثر في مكانٍ واحد، فيظهر على صورة مجموعة من الحركات اللّاإراديّة المُستمرّة والمُتكرّرة التي تُصيب عضلات الرقبة بشكلٍ خاصّ، أيّ أنّه يتسبّب بوضعيات غير طبيعيّة للرأس، وتشنّجات في الرقبة لا يُمكن السيطرة عليها أو إيقافها.[١]
ويُعدّ التوتر العضليّ العُنقيّ من الاضطرابات التي تظهر لدى 9 حالات فقط من بين كلّ 100 ألف شخص حول العالم، ويبدو أنّ مُعظم هذه الحالات تكون لدى البالغين، أمّا احتماليّة إصابته للأطفال فهي نادرة للغاية.[١]
ما هي أعراض التوتر العضلي العنقي؟
يُصاحب التوتر العضليّ العُنقيّ ظهور عدة أعراض منها ما يأتي:[٢]
- تغيّر وضعيات الرأس
فقد يميل الرأس لاتجاهات مُختلفة، كما الآتي:
- توجّه الذقن نحو الكتف، وهي الوضعية الأكثر شيوعًا.
- توجّه الذقن للأعلى أو للأسفل.
- توجه أو ميل الأذن نحو الكتف.
- الشعور بآلام في الرقبة
لدرجة قد تُعيق عمل المُصاب وأنشطته اليوميّة، كما أنّ الألم قد يمتدّ للكتفين.
- الصداع وحركات اهتزازيّة في الرأس
وذلك قد يحدث لبعض الحالات.
هل يوجد أسباب محددة للتوتر العضلي العنقي؟
كلا، ففي الحقيقة لا يوجد سبب واضح ومُحدّد للإصابة بالتوتّر العضليّ العُنقيّ، ولكن يُوجد اعتقاد بأنّ مُعظم الإصابات مُرتبطة بحالات معينة، منها:[٣]
- استعمال بعض الأدوية
كالتي تمنع عمل مادّة الدوبامين في الجسم، مثل الأدوية المُضادّة للذهان.
- تاريخ العائلة المرضيّ
إذ إنّ 10-25% من المُصابين لديهم أفراد آخرون في عائلاتهم مُصابون أيضًا بالتوتّر العضليّ العُنقيّ، ما يُرجّح وجود طفرة جينيّة مُعيّنة (تغيّر أو تشوّه في الجينات ينجم عنه تغيرات مُختلفة في الجسم).
- التعرّض لإصابة سابقة
في الرأس، أو الكتف، أو الرقبة.
- الإصابة بأحد الاضطرابات العصبيّة
مثل مرض باركنسون (الشلل الارتعاشيّ).
- بعض العوامل البيئيّة
التي يُوجد اعتقاد بأنّ لها دورًا أيضًا في الإصابة بالتوتر العضليّ العُنقيّ.
ما العوامل التي ترفع من احتمالية الإصابة بالتوتر العضلي العنقي؟
توجد بعض العوامل التي تزيد من احتماليّة إصابة بعض الأفراد بالتوتّر العضليّ العُنقيّ أكثر من غيرهم، ومن هذه العوامل ما يأتي:[٣]
- إصابة أحد أفراد العائلة بالمرض.
- الوصول لعمر يقع بين الفترة العُمرية ما بين 40-60 عامًا.
- النوع، إذ أنّ احتماليّة إصابة النساء بالمرض أكثر بضعفين من احتماليّة إصابة الرجال.
كيف يتم تشخيص التوتر العضلي العنقي؟
في مُعظم الأحيان يستطيع الطبيب تشخيص إصابة أحدهم بالتوتّر العضليّ العُنقيّ بواسطة الفحص الجسديّ وحده، ولكن قد يلجأ أيضًا لإجراء بعض الفحوصات؛ ليتأكّد من عدم ارتباط الأعراض الظاهرة على المُصاب بأيّ اضطرابات أو أمراض أُخرى، ومن هذه الفحوصات ما يأتي:[٤]
- بعض فحوصات الدم.
- صور الرنين المغناطيسيّ (MRI).
هل يوجد علاج للتوتر العضلي العنقي؟
لا يوجد علاج شافٍ تمامًا من التوتّر العضليّ العُنقيّ حتّى الآن،[٣]ولكن تتوفر بعض الخيارات العلاجيّة التي تُحسّن من حياة المُصابين، وتُقلّل من تأثير أعراض المرض عليهم، وتتضمّن هذه العلاجات كلّ ممّا يأتي:
- السيطرة على التوتر
إذ يبدو أنّ الأعراض تزداد وتشتدّ مع التوتّر والضغوطات، لذا فمن الجيّد تعلّم تقنيات السيطرة على التوتّر، سواءً كان ذلك بمُساعدة المُعالِج النفسيّ أم الطبيب، وكذلك الأمر بالنسبة لوجود أفراد لدعم المُصابين ومُشاركة التجارب مع بعضهم البعض.[١]
- العلاج الفيزيائيّ
الذي يُقلّل من التشنّجات بشكلٍ مؤقّت بواسطة تقنيات مُختلفة، مثل التدليك.[٥]
- العلاج الدوائيّ
الذي يُساعد على تخفيف الألم نوعًا ما لدى بعض المُصابين وليس جميعهم، إذ تُصرف أنواع مُختلفة من الأدوية بجُرعات مُحدّدة حسب حالة المُصاب بالضبط، ومن أهمّ هذه الأنواع ما يأتي:[٥]
- البينزوديازيبينات.
- الكاربامازيبين (Carbamazepine).
- مُضادّات الكولين؛ مثل ثُلاثي الهيكسيفينيديل (Trihexyphenidyl).
- الباكلوفين (Baclofen).
- حقن البوتوكس
التي تُخفّف الألم لفترة تتراوح ما بين 1-4 أشهر لدى 70% من المُصابين، إلا أنّ فعاليتها تقلّ بالتدريج عند تكرار الحقن.[٥]
- العلاج الجراحيّ
وهي من الخيارات التي نادرًا ما يلجأ إليها الأطباء، كما أنّها تتطلّب تقنيات عالية ومهارة كبيرة لإجرائها، ومن هذه الجراحات ما يأتي:[٥]
- التحفيز العميق للدماغ، الذي يصلح في حال كان الفرد مُصابًا بالتوتّر العضليّ الوراثيّ العامّ، ولم يُلاحظ أيّ تحسّن عند استعمال العلاجات الدوائيّة.
- إتلاف أو إضعاف أعصاب مُحدّدة مسؤولة عن تشنّجات عضلات الرقبة.
ملخص المقال
يتسبّب التوتر العضليّ العُنقيّ بمجموعة من التشنّجات والوضعيات الغريبة للرأس، وآلام في الرقبة والكتفين، نتيجة حركات مُتواصلة ولا إراديّة في عضلات الرقبة، وهذا قد يحدث لأسباب غير معروفة تمامًا، إلا أنّه يرتبط غالبًا بالجينات وبعض الأمراض العصبيّة، ورغم عدم إمكانيّة الشفاء التامّ منه حتّى الآن، إلّا أنّ العلاجات تُسيطر على الأعراض وتقلّل تأثيرها على حياة المُصابين.
المراجع
- ^ أ ب ت "Cervical Dystonia", sydneynorthneurology, Retrieved 18/1/2022. Edited.
- ↑ "Cervical dystonia", mayoclinic, 3/9/2021, Retrieved 18/1/2022. Edited.
- ^ أ ب ت Marjorie Hecht (3/4/2019), "Cervical Dystonia", healthline, Retrieved 18/1/2022. Edited.
- ↑ "Cervical dystonia", mayoclinic, 3/9/2021, Retrieved 18/1/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث Hector A. Gonzalez-Usigli (5/2020), dystonia "Cervical Dystonia", msdmanuals, Retrieved 18/1/2022. Edited.