يعد كلًا من التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو (Hashimoto’s Thyroiditis) ومرض جريفز (Graves’ Disease) أحد أمراض المناعة الذاتية التي تستهدف الغدة الدرقية، ويشيعان عند النساء أكثر من الرجال،[١] فما الفرق بينهما؟

الفرق بين مرض هاشيموتو وجريفز

يتمثل الفرق الأساسي بين مرض هاشيموتو وجريفز في أن مرض هاشيموتو يرتبط بقصور الغدة الدرقية (Hypothyroidism)، بينما يرتبط مرض جريفز بفرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism)،[١] وفيما يأتي توضيحًا للفروقات الأخرى بينهما:


السبب الكامن وراء حدوثهما

يحدث مرض هاشيموتو نتيجةً لخللٍ في جهاز المناعة؛ بحيث يُنتج أجسامًا مضادةً تهاجم خلايا الغدة الدرقية عن طريق الخطأ مُعتقدًا أنها إحدى مسببات الأمراض، الأمر الذي يؤدي إلى تدميرها، وعلى الرغم من عدم وضوح السبب الذي يجعل جهاز المناعة يهاجم خلايا الغدة الدرقية، إلا أن بعض العوامل المحتملة المرتبطة بهذه المشكلة تشمل ما يأتي:[٢]

  • العوامل الوراثية.
  • العوامل البيئية كالعدوى، والإجهاد، والتعرض للإشعاع.
  • التفاعلات بين العوامل البيئية والوراثية.


من جهةٍ أخرى فلا يزال الأطباء يجهلون سبب حدوث مرض جريفز، إلا أنه من المحتمل أن يحدث نتيجةً لمزيجٍ من العوامل الوراثية والمُحفزات الخارجية كالفيروسات، وفي هذه المشكلة الصحية يُنتج جهاز المناعة جسمًا مضادًا يسمى الغلوبولين المناعي المُحفز للغدة الدرقية (TSI)، والذي يرتبط بخلايا الغدة الدرقية ويعمل عمل الهرمون المُنبه للغدة الدرقية (TSH)، وهو هرمون يُنتج في الغدة النخامية ويُرسل إشارات للغدة الدرقية بمقدار هرمون الغدة الدرقية الواجب إنتاجه، مما يتسبب في إفراز الغدة الدرقية للكثير من هرموناتها، مما يسبب فرط نشاطها.[٣]


أعراض كلتا الحالتين

في بعض الحالات تكون أعراض مرض هاشيموتو خفيفة في بدايته، أو تستغرق سنواتٍ حتى تظهر، وغالبًا ما تكون العلامة الأولى للإصابة به هي تضخم الغدة الدرقية (Goiter)، والذي يظهر على شكل انتفاخ وتورم في مقدمة العنق، مما يسبب صعوبةً في البلع، وتتضمن الأعراض الأخرى لقصور الغدة الدرقية الناتج عن مرض هاشيموتو ما يلي:[٤]

  • زيادة الوزن.
  • التعب والضعف.
  • تباطؤ معدل ضربات القلب.
  • شحوب أو انتفاخ في الوجه.
  • آلام المفاصل والعضلات.
  • الإمساك.
  • عدم القدرة على تحمل البرد.
  • صعوبة الحمل.
  • تساقط الشعر أو ضعفه.
  • فترات الحيض غير المنتظمة أو الغزيرة.
  • تعكّر المزاج.


أما فيما يتعلق بأعراض مرض جريفز، فإنها عادةً ما تختلف من حالةٍ لأخرى في المراحل المبكرة من المرض، كما تتشابه مع أعراض حالاتٍ صحيةٍ أخرى، وتتضمن الأعراض المبكرة الشائعة لمرض جريفز ما يلي:[٥]

  • فقدان الوزن بالرغم من زيادة الشهية.
  • القلق، والتهيج، وتقلبات المزاج.
  • الأرق ومشاكل النوم.
  • الحركات اللاإرادية والسريعة كالوخز.
  • عدم تحمل الحرارة وكثرة التعرق.
  • ألم في الصدر، وخفقان وسرعة ضربات القلب أو عدم انتظامها.
  • ضيق وصعوبة في التنفس.
  • زيادة عدد مرات التبرز سواء مع الإسهال أو بدونه.
  • فترات الحيض غير المنتظمة أو الغائبة.
  • ضعف العضلات.
  • صعوبة التحكم بمرض السكري.
  • التعب والضعف.
  • انخفاض الرغبة الجنسية أو ضعف الانتصاب.
  • نقص فيتامين ب 12.


طرق علاج كلتا الحالتين

في الحالات التي يتطور فيها مرض هاشيموتو إلى قصور الغدة الدرقية، فإن العلاج المعتاد هو دواء هرمون الغدة الدرقية يسمى ليفوثيروكسين (Levothyroxine)، والذي يساعد الغدة الدرقية على أداء وظائفها الطبيعية، ويحتاج المصاب لتناوله طيلة حياته،[٦] بينما يهدف علاج مرض جريفز إلى السيطرة على فرط نشاط الغدة الدرقية، وغالبًا ما تُستخدم لذلك العلاجات التالية:[٧]

  • العلاج بالأدوية بما في ذلك حاصرات بيتا لعلاج أعراض سرعة ضربات القلب والتعرق والقلق، والأدوية المضادة للغدة الدرقية.
  • العلاج باليود المشع عن طريق الفم.
  • الجراحة لإزالة الغدة الدرقية.



يحتاج المصاب الخاضع للعلاج باليود المشع أو الجراحة لتناول هرمونات الغدة الدرقية البديلة لبقية الحياة؛ وذلك بسبب تدمير هذه العلاجات للغدة أو إزالتها كليًا.




فحوصات للتفريق بين مرض هاشيموتو ومرض جريفز

يعتبر فحص الدم الفحص الأساسي للتفريق بين الحالتين، ففي حالة مرض هاشيموتو ترتفع نسبة الهرمون المُنبه للغدة الدرقية (TSH)، بينما تقل نسب هرمونات الغدة الدرقية T4، بينما يكون الأمر العكس في حالة مرض جريفز، فتقل نسبة الهرمون المُنبه للغدة الدرقية (TSH) وترتفع نسبة هرمونات الغدة الدرقية، كما قد تظهر فحوصات الدم الأجسام المُضادة الخاصة بالمرضين، الأمر الذي يساعد على التشخيص.[٥][٦]

المراجع

  1. ^ أ ب Amita Fotedar, "Difference Between Graves and Hashimoto’s", differencebetween, Retrieved 17/1/2022. Edited.
  2. ↑ "Hashimoto's disease", mayoclinic, 15/1/2022, Retrieved 17/1/2022. Edited.
  3. ↑ "Graves' Disease", niddk, 1/9/2017, Retrieved 17/1/2022. Edited.
  4. ↑ Mary Anne Dunkin (11/11/2020), "Hashimoto's Thyroiditis", webmd, Retrieved 17/1/2022. Edited.
  5. ^ أ ب Kathleen Doheny and Daniel J. Toft (12/7/2021), "What Is Graves' Disease?", endocrineweb, Retrieved 17/1/2022. Edited.
  6. ^ أ ب "Hashimoto’s Disease", clevelandclinic, 11/6/2020, Retrieved 17/1/2022. Edited.
  7. ↑ "Graves disease", medlineplus, 12/1/2022, Retrieved 17/1/2022. Edited.