تعد الأذن الداخلية جزءًا مهمًا جدًا من عملية السمع لدى الإنسان، حيث تصل الاهتزازات التي تسببها الموجات الصوتية إلى الأذن الداخلية (القوقعة) كآخر محطة لها في تركيب الأذن، وتقوم الأذن الداخلية بنقل سيالات عصبية إلى الدماغ، فيميّز الدماغ الأصوات، وإضافة إلى ذلك تلعب الأذن الداخلية أدوارًا أخرى مهمة للجسم، حيث تؤثر الأذن الداخلية بصورة كبيرة على التوازن لدى الإنسان،[١] وتتعدد الاضطرابات التي تصيب الأذن الداخلية،[٢] ومن أهمها:
أمراض الأذن الداخلية
دوار الوضعة الانتيابي الحميد (Benign Paroxysmal Positional Vertigo)
يؤدي هذا المرض إلى حدوث نوبات من الدوار الخفيفة إلى المتوسطة أو الشديدة؛ بسبب تغيير وضعية الرأس أو الاستلقاء وعند تغيير الوضعية وقت النوم، ويعد أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بالدوار، وتتمثّل أعراضه بالآتي:[٣]
- الدوار.
- فقدان التوازن.
- الغثيان والاستفراغ.
- الإحساس وكأن الأشياء من حول المصاب تتحرك أو تدور.
في أغلب الحالات لا يوجد سبب واضح للمرض، لكن قد يحدث نتيجة حدوث ضرر في الأذن الداخلية، أو ضرر ناتج عن عملية جراحية بالأذن وقد يرتبط كذلك بصداع الشقيقة،[٣] ولا يعد علامة على وجود مشكلة خطيرة في العادة، وعادة ما يختفي من تلقاء نفسه، لكنه قد يعاود الرجوع، ولكن إذا استمر لفترات طويلة فيوصى بمراجعة الطبيب، فقد يقدم نصائح حول إدارة الأعراض عند حدوثها، وتمارين العلاج الطبيعي، أو يوصي بأدوية دوار الحركة لتخفيف الأعراض.[٤]
داء منيير (Meniere Disese)
هو عبارة عن اضطراب يؤدي إلى نوبات دوار مفاجئة تبقى لمدة زمنية طويلة تتراوح بين 1-6 ساعات، وفي بعض الحالات قد تصل إلى 24 ساعة، وتترافق مع غثيان وقيء، وتُصاب الأذن بطنين دائم أو متقطع ليس له علاقة بتغيير الوضعية، كما ويمكن أن يحدث ضعف دائم في السمع لاحقًا.[٥]
مرض منيير هو حالة مزمنة لا علاج لها، ومع ذلك، هناك مجموعة من العلاجات التي يمكن أن تساعد في علاج الأعراض، من الأدوية كأدوية دوار الحركة والغثيان والقيء ومدرات البول، إلى الجراحة للحالات الشديدة، بالإضافة إلى العلاج الطبيعي والسماعات الطبية للأذن.[٦]
ضرر أو تلف الأذن الداخلية كأثر جانبي للأدوية
قد تسبب بعض الأدوية تلفًا في الأذن، مثل الأمينوغليكوزيدات (Aminoglycosides) كالستربتومايسين والنيومايسين والجنتاميسين والتوبراميسين وغيرها، بالإضافة إلى العلاج الكيميائي (مضادات الأورام)، خاصة تلك التي تحتوي على البلاتين (سيسبلاتين وكاربوبلاتين)، إلى جانب أدوية أخرى، وتزيد الأمور التالية من خطر ذلك: مقدار الجرعة، ومدة العلاج، وتزامن استخدامها مع وجود فشل كلوي، وتناول عدة أدوية ذات سمية للأذن في آن واحد، والقابلية الوراثية.[٧]
لا ينبغي استخدام الأدوية السامة للأذن موضعيا عندما يكون الغشاء الطبلي مثقوبًا؛ لأن الأدوية قد تنتشر في الأذن الداخلية، وبشكل عام وإن توفر دواء آخر غير هذه الأدوية فإنه يفضل استخدامه.[٧]
الهربس النطاقي الأذني (Herpes Zoster Oticus)
هو مرض يصيب الأذن الخارجية والوسطى والداخلية؛ نتيجة انتشار فيروس الهربس النطاقي إلى أعصاب الوجه، وتتمثل أعراضه بما يأتي:[٨]
- ألم بالأذن.
- طفح جلدي على شكل حويصلات على الأذن من الخارج وقد تصل إلى الفم.
- الدوار.
- ضعف في السّمع.
- طنين في الأذن.
- ألم في الوجه.
قد يوصي الطبيب بأدوية لتخفيف الأعراضه، كالكورتيزون لمنع الالتهاب، وقد تساعد الأدوية المضادة للفيروسات مثل الأسيكلوفير أو فالاسيكلوفير في تقليل مدة الإصابة، وكذلك الديازيبام للتخفيف من نوبات الدوار، بالإضافة إلى مسكنات الألم، وعلاجات أخرى للأشخاص الذين يعانون من آلام طويلة الأمد، مثل مضادات الاختلاج أو مضادات الاكتئاب، وقد يلجأ للجراحة لتخفيف الضغط على العصب الوجهي للأشخاص الذين يعانون من شلل كامل في الوجه.[٩]
التهاب الأذن الداخلية (Purulent Labyrinthitis)
هو عبارة عن التهاب بكتيري يحدث في الأذن الداخلية، وقد يؤدي إلى فقدان السمع والتوازن، ويحدث عادة نتيجة وجود التهاب حاد في الأذن الوسطى، وتتمثل أعراضه بالنقاط التالية:[١٠]
- الدوار.
- الغثيان والقيء.
- طنين الأذن.
- فقدان حاسة السمع.
- حركات العين اللاإرادية.
- الألم والحمى.
ويتم علاج التهاب الأذن الداخلية عادةً عن طريق المضادات الحيوية الوريدية وإفراغ السوائل المتجمعة خلف طبلة الأذن.[١٠]
التهاب العصب الدهليزي (Vestibular Neuronitis)
هو عبارة عن التهاب يصيب العصب الدهليزي في الأذن الداخلية، الذي يرسل معلومات عن التوازن وموضع الرأس من الأذن الداخلية إلى الدماغ، لذا عندما يلتهب هذا العصب، فإنه يعطل الطريقة التي يفسر بها الدماغ المعلومات عادة، ويؤدي إلى حدوث دوار شديد مع فقدان التوازن، وصعوبة في التركيز، إضافة إلى الغثيان والقيء، وتظهر الأعراض بشكل مفاجئ وتتحسن خلال عدّة أيام وتنتهي خلال ثلاثة أسابيع، وتبقى هنالك نوبات متقطعة من الدوار تستمر لشهور عديدة بعد الشفاء.[١١][١٢]
يتضمّن العلاج من التحكم في الأعراض، وعلاج الفيروس (في حالة الاشتباه بكونه المسبب)، وبرنامج العلاج الطبيعي.[١٢]
ورم العصب السمعي (Vestibular schwannoma)
هو ورم حميد بطيء النمو عادةً ينشأ من أعصاب التوازن والسمع التي تغذي الأذن الداخلية، ويحدث بسبب الإفراط في إنتاج خلايا شوان، وهي الخلايا التي تلتف عادة حول الألياف العصبية للمساعدة على دعم الأعصاب وعزلها، وتشمل الأعراض ضعف السمع التدريجي في أذن واحدة، وتشمل الأعراض المبكرة الأخرى طنين الأذن من جانب واحد، والدوخة، والصداع، والإحساس بالضغط أو الامتلاء في الأذن، وألم الأذن، وألم العصب الخامس، وخدر أو ضعف في الوجه، ويكون العلاج هو الإزالة الجراحية أو العلاج الإشعاعي أو كليهما.[١٣]
ملخص المقال
كثيرًا ما تحدث مشاكل في الأذن الداخلية نتيجة التهابات بكتيرية أو فيروسية، أو اضطربات معينة بدون أي سبب واضح، وتؤدي مشاكل الأذن الداخلية إلى الدوار وفقدان التوازن كونها الجزء المسؤول عن التوازن في الجسم، كما أنّ هناك بعض الاضطرابات التي تؤدي إلى فقدان تام بالسمع.
المراجع
- ↑ "Ear Disorders", Medline plus, Retrieved 17/1/2022. Edited.
- ↑ "Introduction to Inner Ear Disorders", MSD Manual, Retrieved 17/1/2022. Edited.
- ^ أ ب "Benign paroxysmal positional vertigo (BPPV)", mayo clinic, Retrieved 17/1/2022. Edited.
- ↑ "Benign Paroxysmal Positional Vertigo (BPPV)", my.clevelandclinic, Retrieved 23/6/2022. Edited.
- ↑ "Meniere Disease", MSD Manual, Retrieved 17/1/2022. Edited.
- ↑ "Meniere's Disease", healthline, Retrieved 23/6/2022. Edited.
- ^ أ ب "Drug-Induced Ototoxicity", msdmanuals, Retrieved 23/6/2022. Edited.
- ↑ "Herpes Zoster Oticus", medscape, Retrieved 17/1/2022. Edited.
- ↑ "Herpes Zoster Oticus", merckmanuals, Retrieved 23/6/2022. Edited.
- ^ أ ب "What is Purulent Labyrinthitis?", Anderson audiology, Retrieved 17/1/2022. Edited.
- ↑ "Vestibular Neuritis", health line, Retrieved 17/1/2022. Edited.
- ^ أ ب "Vestibular Neuritis", my.clevelandclinic, Retrieved 23/6/2022. Edited.
- ↑ "Vestibular Schwannoma (Acoustic Neuroma) and Neurofibromatosis", nidcd, Retrieved 23/6/2022. Edited.