يستهدف مرض منيير (Meniere's disease) عادةً إحدى الأذنين فقط وقد تنتشر للأذن الثانية بعد فترة،[١] وهو من الأمراض المُزمنة التي تؤثّر على السمع والتوازن لدى المُصابين، إذ تزداد في هذا المرض كمية السوائل في الأذن الداخلية ويزداد الضغط فيها لأسباب غير معروفة بالضبط، تظهر أعراضه على الأفراد على شكل نوبات من الدّوار الشديد والطنين وانخفاض القدرة على السمع.[٢]


هل يُوجد علاج لمرض منيير؟

عادة ما يتحسن مرض منير بمرور الوقت، ورغم عدم وجود علاجٍ شافٍ تمامًا من مرض منيير، إلا أنّ العلاجات المُتاحة تُخفّف بدرجة كبيرة من شدّة الأعراض المُصاحبة له، كما أنّها قد تُقلّل من عدد النوبات، وتُساعد المُصابين على الدخول بمرحلة التعافي (هَدَءات) التي تكاد تغيب فيها الأعراض لفترة قد تمتدّ لسنوات، ويمكن أن يؤدي علاج هذه الأعراض الرئيسية إلى تحسين نوعية حياة الشخص بشكل كبير،[٢][٣] وفيما يأتي توضيح لهذه العلاجات بالتفصيل:[٤]


الخطوات العلاجية لنوبة مرض منيير

هي مجموعة من الإجراءات التي يجب القيام بها بمُجرّد مُلاحظة بداية أعراض نوبة المرض، والتي عادةً ما تتضمّن فُقدان التوازن، ومن هذه الإجراءات ما يأتي:[١]

  • حاول الجلوس أو الاستلقاء.
  • أغمض عينيك، أو ركّز نظرك فقط على أحد الأجسام أو الأشياء المُحيطة بك.
  • تجنّب تحريك رأسك أو الالتفاف بسرعة.
  • تمهّل عند الحركة قدر الإمكان.
  • قد يَصِف طبيبك الأدوية لتأخذها أثناء النوبات الحادة من الدوار، مثل بروكلوربيرازين (Prochlorperazine)‏ ومضادات الهيستامين، والتي تساعد على تخفيف الغثيان والقيء والدوار الخفيف.[١]
  • عليك اللجوء للطبيب أو الذهاب للمُستشفى وأخذ حقنة بدلا من الحبوب؛ حيث أنها أسرع من ناحية التأثير، من دواء بروكلوربيرازين (Prochlorperazine) في حال كانت الأعراض شديدة للغاية، وقد يُصاحب ذلك أخذ سوائل عبر الوريد أيضاً.


تعديلات نمط الحياة لعلاج مرض منيير

لا تُعدّ هذه التعديلات علاجًا بحدّ ذاته، وإنّما تُساعد بشكل كبير على تخفيف أعراض مرض منيير والسيطرة عليها،[٥] وتتضمّن هذه التعديلات ما يأتي:

  • احرص على شرب كميات كافية من الماء

فمن الضروريّ الحفاظ على ترطيب الجسم، خاصّة عند أداء التمارين الرياضيّة الشديدة، أو في الأجواء الحارّة.[٥]

  • قلّل الكمية المُتناولة من الأملاح

تقليل كمية الملح المُضافة لأطباق الطعام، أو التي تحتوي عليها الوجبات السريعة بكميات كبيرة؛ إذ أنّ هذه الأملاح تُساهم في احتباس السوائل في الجسم، وقد يؤثّر ذلك على السوائل في الأذن الداخلية.[٥]

  • قسّم وجباتك لحصص أصغر

فبدلًا من الاعتماد على 3 وجبات رئيسية كبيرة يُفضّل تناول 6 وجبات صغيرة مُقسّمة على مدار اليوم؛ لمُساعدة الجسم على موازنة السوائل فيه.[٥]

  • تجنّب المأكولات التي تحتوي على التيرامين

الذي قد يسبب نوبة الشقيقة (الصداع النصفيّ) إذ أنّ الأطعمة التي تحتوي عليه تُهيّج الصداع لديهم، فإنّ تجنّب هذه الأطعمة يُساعد على تقليل نوبات المرض، ومن هذه الأطعمة يُذكر الآتي: [٥]المُكسّرات، اللحوم المُدّخنة، اللبن، كبد الدجاج، الجبن المُعتّق.[٥]

  • حاول السيطرة على التوتّر

وهو في الحقيقة قد يكون من الأعراض المُصاحبة لمرض منيير، إلا أنّ السيطرة على التوتّر ومُحاولة تخفيفه بتقنيات التأمل والاسترخاء ستُساعد على تقليل أعراض المرض عمومًا.[٢]

  • التوقّف عن التدخين

إذ أنّ مُعظم من توقّفوا عن التدخين لاحظوا نقصان شدّة أعراض المرض لديهم.[٢]

  • قلّل الكمية المُتناولة من الكافيين

الكافيين الموجود في القهوة والشاي ومشروبات الطاقة، يزيد من شدّة بعض الأعراض؛ مثل طنين الأذن.[٢]


العلاجات الدوائيّة لمرض منيير

تهدف الأدوية المتوفّرة لمرض منيير إلى تخفيف نوبات الدّوار وشدّته، ويُذكر من أهمّها ما يأتي:[٤]

  • مُضادّات الدّوار

مثل الديازيبام (Diazepam)، والميكليزين (Meclizine).

  • مُضادّات الغثيان

مثل البروميثازين (Promethazine)، الذي يُمكن أخذه أثناء حدوث نوبة المرض.

  • مُدرّات البول

التي تهدف إلى التخلّص من السوائل المُتجمّعة في الجسم، قد يصف الأطباء مزيجًا من تريامتيرين (Triamterene) وهيدروكلوروثيازيد (Hydrochlorothiazide) (ديازيد أو ماكسزيد).

  • حقن الكورتيزون

ومن أهمّ أنواعها حقن الديكساميثازون (Dexamethasone)، وهي تُعطى في الأذن الوسطى مُباشرة، ليتمّ امتصاصها في الأذن الداخليّة؛ للسيطرة على أعراض الدّوار.

  • حقن الجينتاميسين (Gentamicin)

وهي تُعطى بنفس طريقة أخذ حقن الستيرويدات؛ حيث إنّها تُضعف قُدرة الأذن المُصابة على تحقيق التوازن للجسم، ما يدفع الأذن الأُخرى (الأذن السليمة) لتحقيق توازن أفضل وحدها، كونها قد تتسبّب بفقدان السمع.


علاجات أُخرى لمرض منيير

وتتضمّن هذه العلاجات كلّ ممّا يأتي:[٦]

  • الإجراءات الجراحيّة

قد تكون الجراحة خيارًا للأشخاص المصابين بمرض منير إذا لم تكن العلاجات الأخرى فعالة، أو إذا كانت الأعراض شديدة، ومن هذه الجراحات جراحة العصب الدهليزيّ (Vestibular nerve section)، وجراحة الكيس الليمفيّ (Endolymphatic sac).

  • استعمال السماعات الطبيّة

التي تُساعد على تحسين السمع في الأذن المُصابة.

  • العلاج بالضغط الإيجابيّ (Meniett pulse generator)

الذي يلجأ فيه الطبيب باستعمال جهاز مُعيّن لضبط الضغط داخل الأذن، يطلق هذا الجهاز نبضات صغيرة من ضغط الهواء في الأذن الوسطى، والتي يبدو أنّها تتفاعل مع السائل داخل الأذن لتقليل الدوخة، إلا أنّ فعاليّته غير معروفة تمامًا على المدى الطويل.[٥]

  • العلاج المعرفي

يجد بعض الناس أن العلاج المعرفي يساعدهم على التعامل بشكل أفضل مع الطبيعة غير المتوقعة للهجمات، ويقلل من قلقهم بشأن الهجمات المستقبلية.[٧]


ملخص المقال

يوجد العديد من الخيارات العلاجيّة لمرض منيير، وهي تعتمد على شدّة الأعراض واستجابتها للأدوية، وللحصول على أفضل النتائج يجب أن يُصاحب مُختلف هذه العلاجات مجموعة مختلفة من التعديلات على النظام الغذائيّ ونمط الحياة لدى المُصابين، أمّا الخيارات الأصعب من أجهزة أو عمليات جراحيّة فهي للحالات الشديدة التي لم تُلاحظ أيّ نفع للعلاجات الأُخرى.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Ménière's disease", nhs, 23/3/2020, Retrieved 17/1/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Meniere's disease", healthyhearing, 2/4/2021, Retrieved 17/1/2022. Edited.
  3. ↑ "Ménière’s Disease", my.clevelandclinic, Retrieved 25/6/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "Meniere's disease", mayoclinic, 2/12/2020, Retrieved 17/1/2022. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ Tim Newman (13/4/2020), "What you need to know about Ménière's disease", medicalnewstoday, Retrieved 17/1/2022. Edited.
  6. ↑ Manouchehr Saljoughian (18/3/2015), "Meniere’s Disease: Treatment Strategies", uspharmacist, Retrieved 17/1/2022. Edited.
  7. ↑ "Ménière's Disease", nidcd, Retrieved 25/6/2022. Edited.