يُعرف الشلل الدماغي التشنجي بأنّه اضطراب في النمو يحدث بسبب تلف الدماغ قبل الولادة أو أثناء الولادة أو في السنوات الأولى من حياة الشخص،[١] ويُعد أكثر أنواع الشلل الدماغي شيوعًا، ويعاني المصابون من تيبس في العضلات، ويشار لعدم وجود علاج محدد للشلل الدماغي، ويكون الهدف الرئيسي من أي علاج هو مساعدة الطفل على النمو والتطور قدر الإمكان.[٢]
وفي الحقيقة تختلف طريقة العلاج باختلاف الحالة، حيث أنَّ شدة الأعراض ونوع اضطرابات الحركة وغيرها من الأمراض الثانوية من أهم العوامل المساهمة في تحديد طريقة العلاج المناسبة،[١]فكيف يتم علاج الشلل الدماغي التشنجي؟
العلاج الفيزيائي (Physical Therapy)
يتم فيه تعليم الأهل أو مقدمي الرعاية الصحية التمارين والأنشطة الضرورية لتعزيز مهارات الطفل الحركية، حيث يساعد العلاج الطبيعي على تعليم الطفل التوازن والحركة بشكل مستقل أو باستخدام مساعدات الحركة.[٣]
وتعد تمارين نطاق الحركة اليومية (ROM) من التمارين المتبعة لعلاج الشلل الدماغي التشنجي، حيث تلعب دورًا مهمًا في منع أو تأخير التقلصات الناتجة عن التشنج والحفاظ على حركة المفاصل والأنسجة الرخوة.[٣]
العلاج الوظيفي (Occupational Therapy)
تستهدف تمارين العلاج الوظيفي عضلات معينة في الجسم كالرسغ والساعد والإبهام والجزء العلوي منه، وتهدف إلى تحسين قدرة الطفل على القيام بمهامه وأنشطته اليومية بشكل مستقل سواء في المنزل، أو في المدرسة، أو في الأماكن العامة،[١] وتتضمن الأنشطة المستهدفة في العلاج كلًا ممّا يأتي:[٣]
- طريقة تناول الطعام.
- ارتداء الملابس.
- استخدام المرحاض.
- التنقل.
وقد أثبت العلاج الوظيفي فعاليته في علاج الشلل الدماغي التشنجي؛ لأنه يركز على تحسين التحكم الحركي والتنسيق الثنائي وتعزيز قوة الجزء العلوي من الجسم، كما يقوم أخصائي العلاج الوظيفي بتقييم حاجة الطفل إلى استخدام بعض الأجهزة المساعدة مثل المقص التكيفي أو أدوات الكتابة.[١]
علاج النطق (Speach Therapy)
يساعد علاج النطق على تحسين حركة الفم، إذ يعاني بعض الأطفال المصابين بالشلل الدماغي من تضرر الوجه والمجرى العلوي للهواء، مما يُسبب سيلان اللعاب وصعوبات التحدث والبلع، ويتم اللجوء إلى علاج النطق في هذه الحالات؛ لأنه يُساعد الطفل على تحسين عملية التواصل والبلع، عن طريق تقوية العضلات المسؤولة عن الكلام، وقد يستفيد بعض الأطفال من استخدام أجهزة الاتصال المساعدة خاصةً إذا كانت لديهم القدرات الحركية والمعرفية الكافية لذلك.[٣]
العلاج الدوائي
تتوفر العديد من الأدوية لتخفيف أعراض الشلل الدماغي التشنجي، كما تُساهم في وقاية الطفل من أي مضاعفات خطيرة، ومن هذه الأدوية ما يأتي:[٤]
- الأدوية المضادة للكولين:
تُساهم هذه الأدوية في التحكم بحركة العضلات اللإرادية مثل تصلب وتيبس العضلات، والرعشة والتشجنات، إضافة لدورها في التحكم بسيلان اللعاب في بعض الحالات، ومن الأمثلة عليها دواء بنزتروبين (Benztropine)، أو غليكوبيرولات (Glycopyrrolate)، وغيرها.
- مضادات الاختلاج:
يتم وصف هذا النوع من الأدوية بهدف تقليل أو منع حدوث نوبات الصرع لدى الأطفال المصابين بالشلل الدماغي التشجني، إضافة لدورها في تعزيز استقرار الحالة المزاجية للطفل، ومن الأمثلة عليها دواء جابابنتين (Gabapentin)، أو لاموتريجين (Lamotrigine)، وغيرها.
- مضادات الاكتئاب:
تُعزز مضادات الاكتئاب من الحالة النفسية للمصاب، إذ تُساهم في تخفيف الاكتئاب، والقلق المرافق للشلل الدماغي التشنجي، ومن الأمثلة عليها دواء سيتالوبرام (Citalopram)، أو باروكسيتين (Paroxetine)، وغيرها.
- مرخيات العضلات:
توصف هذه الأدوية للسيطرة على تقلصات العضلات، وتأخير الجراحة، إضافة لدورها في زيادة نطاق الحركة للطفل المصاب، ومن الأمثلة عليها دواء باكلوفين (Baclofen).
- مسكنات الألم:
تُستخدم هذه الأدوية لتخفيف الألم المرافق لحالات الشلل الدماغي التشجني، ومن الأمثلة عليها الأسبرين، ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية، والكورتيكوسيدرات.
- ملينات البراز:
كثيرًا ما يُعاني المصابين بالشلل الدماغي التشجني من الإمساك، لذا غالبًا ما يُوصي الأطباء باستخدام ملينات البراز لتقليل ذلك.
العمليات الجراحية
بعض الأطفال المصابين بالشلل الدماغي التشنجي قد يحتاجون إلى العمليات الجراحية، ومن أنواع الجراحات المستخدمة ما يأتي:
- عملية تقويم العظام (Orthopedic Operation)
قد يُوصي الأطباء بإجراء هذه الجراحة لإطالة الأوتار أو تصحيح محاذاة العظام لدى الطفل، وذلك لتعزيز قدرة الطفل على الجلوس، أو الوقوف، أو المشي، ويشار إلى أنّ هذه الإجراء يُرجى للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن عامين.[٥]
- عملية الجذور الظهرية الانتقائية (Selective Dorsal Rhizotomy)
يتم التركيز في هذه العملية على علاج التشنج في الأطراف السفلية، إذ يقوم الطبيب بإجراء اختبار للأعصاب الحسية الموجودة في النخاع الشوكي السفلي لتحديد الأعصاب التي تُسبب التشنج ويقوم بقطعها، ويشار إلى أنّ العملية تساعد الطفل على التحكم في حركة العضلات، وتقلل من فرصة تعرض الطفل لعمليات جراحة العظام في المستقبل.[٣]
ملخص المقال
علاجات الشلل الدماغي التشنجي متعددة كالعلاج الوظيفي والعلاج الطبيعي وعلاج النطق التي تعتمد جميعها على مبدأ تطوير المهارات الحركية ومهارات التواصل عند الأطفال وهناك بعض الأدوية المستخدمة أيضًا لمحاولة تخفيف التشنجات الحاصلة وقد يستلزم الأمر التدخل الجراحي وهذا ما يقوم الطبيب المختص بتحديده حسب حالة الطفل المصاب.
المراجع
- ^ أ ب ت ث "Spastic Cerebral Palsy", cerebralpalsyguide, Retrieved 10/2/2022.
- ↑ "Spastic Cerebral Palsy", kidshealth, Retrieved 10/2/2022.
- ^ أ ب ت ث ج "What are the treatments and therapies for spastic cerebral palsy?", abclawcenters, Retrieved 10/2/2022.
- ↑ "Medication and Drug Therapy", cerebralpalsy, Retrieved 28/6/2022. Edited.
- ↑ Surgery for Cerebral Palsy,surgical procedures to accomplish this. "Surgery for Cerebral Palsy in Children", nyulangone, Retrieved 28/6/2022. Edited.