إنّ الألم هو وسيلة التي يُخطِر بها الجسم وجود أمرٍ غير طبيعي، فعند الاستجابة لمحفّز الألم، تُرسِل الأعصاب إشاراتٍ عصبية إلى الدّماغ، بعدها يشعر الشّخص بالألم، وتختلف درجة الاستجابة للألم من شخصٍ لآخر، إذ يُوصَف ألم الأعصاب بأنه إحساسٌ بالوخز والحرقان، بالاعتماد على منطقة الإصابة في الجسم، كألم الأعصاب والعضلات، وسنتطرّق في المقال إلى أسباب حدوثه.[١]
أسباب ألم الأعصاب والعضلات
يحدث ألم الأعصاب والعضلات لعديدٍ من الأسباب، بعضها يكون مدعاةً للقلق، ويحتاج إلى تدخّلٍ طبيّ فوري، بينما بعضها الآخر لن يُشكِّل أيّ خوف، ومن هذه الأسباب ما يلي ذكره:
الإجهاد والتّعب الزّائد
يرتفع هرمون التوتر (الكورتيزول) في حالات تعب الجسم وإجهاده، الأمر الذي يتسبب الشّعور بالألم في مناطق مختلفة من الجسم، إلى جانب ذلك فقد يؤدي الإجهاد إلى آلام العضلات، ويزيد صعوبة مقاومة الأمراض التي تصيب الجسم، ومن العلامات والأعراض الأخرى المُصاحِبة للإجهاد:[٢][٣]
- آلام الصدر.
- ضيق التنفس.
- ألم الرأس.
- زيادة معدّل نبضات القلب.
- الرجفان.
قلّة النوم
يمكن الشّعور بألمٍ في أعصاب وعضلات الجسم عند عدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، إذ تكمن أهمية النوم في سماحه للجسم بالتّعافي والرّاحة، وفي حال الاشتباه بوجود حالةٍ صحية، لا بدّ من مراجعة الطبيب لاستشارته وتشخيص الحالة بدقة، فقد تسبب قلة النوم مجموعة من المشاكل، وهي:
- عدم القدرة على التفكير بوضوح.
- الإحساس بالرّكود والتعب.
- صعوبة إنجاز المهامّ اليومية.
ما العمل؟ لا بدّ من الحصول على عدد ساعاتٍ كافٍ من النوم المُريح، وذلك لتلافي المشكلات الصّحية النّاتجة عن قلّة النوم، والتي قد تسبب ألم الأعصاب والعضلات.
الجفاف
يُصاب الجسم بالجفاف عند فقدانه لكميات كبيرة من السّوائل، وبذلك تتراجع قدرته على تبريد نفسه بصورةٍ صحيحة، مما يزيد احتمالية الإصابة بالأمراض المُرتبطة بالحرارة، والتي ترافقها مجموعة من العلامات والأعراض، وأبرزها التشنّجات العضلية المُثيرة للألم، خصوصًا أثناء ممارسة التمارين والتدريبات الرّياضية، أو في الجو الحارّ، بالإضافة إلى أعراض الجفاف الأخرى، وهي:[٤]
- احمرار الجلد وجفافه.
- رائحة الفم الكريهة.
- القشعريرة وارتفاع درجة الحرارة.
- الصّداع.
- الرّغبة الشّديدة في تناول الحلويات.
ما العمل؟ لتجنّب الجفاف لا بدّ من شرب 8 أكواب ماء يوميًا، بالرّغم من ذلك إلا أنّ الجفاف قد يكون أحد أعراض الحالات الصّحية، لذلك لا يتمّ ربطه دائمًا مع آلام العضلات.
نقص التّغذية
يتسبَّب تناول نظام غذائي قليل العناصر الغذائية في الشّعور بآلام العضلات، ناجمٍ عن عدم الحصول على الفيتامينات والمعادن اللازمة للجسم، ومن هذه العناصر ما يلي:[٣][٥]
- فيتامين (د): يؤدي دورًا مهمًا في عمل عضلات الجسم على نحو صحيح، كما أنه يُعزِّز امتصاص الكالسيوم في الجسم.
- الكالسيوم: يؤدي نقص مستوى كالسيوم الدم إلى التأثير في صحّة العضلات والعظام.
- فيتامين ب1 وفيتامين ب12: يؤدي النقص في هذه الفيتامينات إلى الشّعور بألم الأعصاب، إلى جانب الإحساس بالضّعف والوهن والحرقان.
ما العمل؟ لا بدّ من مراجعة الطبيب لإجراء التّحاليل اللازمة فور ظهور أيّة أعراضٍ على نقص الفيتامينات والمعادن من الجسم، وتعويض بالشّكل المناسب.
تصلّب وتشنّج العضلات
يُقصَد به الشدّ العضلي (Spasticity) الذي ينشأ عن تقلّص عضلات الجسم فتراتٍ طويلة، وقد تترافق هذه الحالة مع اضطراباتٍ عصبية كإصابات الدّماغ والصّرع، بحيث تؤثر في أيّ عضلةٍ من عضلات الجسم، إلا أنّ تشنّج العضلات شائعٌ بشكلٍ خاصّ في عضلات الساقين، متسببًا بألمٍ شديد يُعيق الحركة، ويُشكِّل تشنّج العضلات قلقٍ إن رافقه إحدى العلامات والأعراض التالية:[٦]
- حركة العضلات بشكلٍ لا إرادي.
- تصلّب المفاصل.
- صعوبة التحكّم بالعضلات، والسّيطرة عليها والحركة.
- ألمٌ في عضلات الظهر.
- ألم في العضلات والمفاصل.
- اتّخاذ وضعيات غير طبيعية، خصوصًا الأصابع، أو الذّراعين، أو الرّسغين، أو الكتفين.
- تقاطع لا إرادي للساقين.
ما العمل؟ تعتبر حالة تصلّب وتشنّج العضلات عَرَضًا لأمراضٍ أخرى، وقد تتسبب بآلام شديدة في عضلات الجسم، لذلك لا بدّ من مراجعة الطّبيب لتحديد المسبِّب بدقة، وعلاجه على النحو المُناسِب.
انضغاط الأعصاب
تنشأ حالة انضغاط الأعصاب أو العصب المقروص (Pinched Nerve)، عندما يتعرّض أحد الأعصاب للضغط الشّديد من الأنسجة المحيطة به، كالعضلات والعظم، أو الأوتار، أو الغضاريف، وقد يحدث ذلك في أيّ جزءٍ من الجسم، لكنه شائعٌ في انضغاط العصب في أسفل العمود الفقري، مؤديًا إلى تلفه والإحساس بألمٍ شديد خصوصًا في الجزء الخلفي للساق، إلى جانب مجموعةٍ من الأعراض الأخرى التي يُرافِقها، وهي:[٧]
- الوخز.
- ضعف العضلات.
- التّنميل في الجزء الذي يُغذّيه العصب.
- ألمٌ حادّ وحارق.
ما العمل؟ لا بدّ من مراجعة الطّبيب لتشخيص الحالة بدقّة، وتحديد العلاج الأنسب، والذي عادةً ما يكون تناول مسكّنات الألم، إلى جانب تقليل الإجهاد الزائد.
التصلّب اللويحي
التصلّب المتعدّد أو التصلّب اللويحي (Multiple Sclerosis)، هو أحد أنواع الأمراض المناعية الذّاتية والتي تستهدف الجهاز العصبي المركزي، المتمثّل بالدّماغ والحبل الشوكي، والنّاجم عن ذوبان الغشاء المغلّف للخلايا العصبية (غمد الميالين)، مما ينشأ عنه خللٌ في عمل الأعصاب وتلفها، والذي يتسبب بظهور مجموعة الأعراض التالية التي تؤثر في أجزاءٍ عديدة من الجسم، وهي:[٨]
- خدران وتنميل ورعشة.
- مشكلات بولية وهضمية.
- آلام في الوجه.
- تشنّجات عضلية مُثيرة للألم.
- فقدان التّوازن، والقدرة على المشي.
ما العمل؟ لا بدّ من مراجعة الطبيب لتشخيص حالة التصلّب اللويحي، والتنسيق مع المعالج الفيزيائي لتخفيف حدّة الأعراض التي يُواجهها المُصاب.
الفيبرومالجيا
الألم العضلي الليفي أو الفيبرومالجيا (Fibromylagia)، هي حالةٌ تسبب الشّعور بالآلام في مختلف أنحاء الجسم، إذ يكون الأشخاص المصابون بها أكثر حساسيةً للألم مقارنةً بغيرهم، بالرّغم من ذلك يمكن علاج هذا المرض والسّيطرة على أعراضه، والتي هي:
- الشّعور بالتعب أو الإرهاق.
- الاكتئاب والقلق.
- ألم في الرأس، شبيهٌ بالصّداع النّصفي.
- الإحساس بتنميل وخدران في الوجه.
- مشكلات هضمية، كالإمساك أو انتفاخ البطن، أو الإصابة بمتلازمة القولون العصبي.
- تيبّس جميع أجزاء الجسم.
ما العمل؟ لا يشترط ظهور الأعراض والعلامات السّابقة الإصابة بالفيبرومالجيا، لذلك لا بدّ من مراجعة الطّبيب لتشخيص سبب هذه الأعراض بدقّة.
دواعي مراجعة الطبيب
لا بدّ من مراجعة الطبيب في حال مواجهة إحدى العلامات والأعراض التالية، فقد تكون دلالةً على حالةٍ صحية أكثر خطورة، وهي:[٩]
- عدم تحسّن الألم بعد القيام بالتّدابير المنزلية.
- وجود انتفاخ أو تورّم في مكان الإحساس بالألم.
- نشوء ألم العضلات الشّديد دون وجود سببٍ محدد له.
- مُرافقة الألم لطفح جلدي.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- الإحساس بالألم بعد تغيير جرعات أدويةٍ معيّنة، أو تغيير موعدها، أو التوقف عن تناولها.
لا بدّ من التوجّه للطوارئ عند مواجهة إحدى العلامات والأعراض التالية:
- تيبّس أو تصلّب الرقبة.
- صعوبة التنفّس.
- التقيؤ.
- صعوبة البلع.
- احتباس الماء على نحوٍ مُفاجِئ، أو قلة كمية البول.
- ضعف العضلات.
- فقدان القدرة على تحريك المنطقة المُصابة بالألم.
المراجع
- ↑ "Pain Types and Classifications", www.webmd.com, Retrieved 7/1/2022. Edited.
- ↑ "The Signs and Symptoms of Too Much Stress", www.healthline.com, Retrieved 7/1/2022. Edited.
- ^ أ ب "What are the causes of unexplained muscle aches?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 7/1/2022. Edited.
- ↑ "6 Unusual Signs of Dehydration You Should Know About", www.everydayhealth.com, Retrieved 7/1/2022. Edited.
- ↑ "nerve-pain-and-nerve-damage-symptoms-and-causes", www.webmd.com, Retrieved 7/1/2022. Edited.
- ↑ "Spasticity", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 8/1/2022. Edited.
- ↑ "Pinched nerve", www.mayoclinic.org, Retrieved 8/1/2022. Edited.
- ↑ "Multiple sclerosis", medlineplus.gov, Retrieved 8/1/2022. Edited.
- ↑ "What You Need to Know About Muscle Aches and Pains", www.healthline.com, Retrieved 9/1/2022. Edited.